غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

لا مبالاة بأوامر الإخلاء: الغزيون يتمسّكون بما تبقّى

اوقفوا الحرب .. مظاهرة في غزة لوقف الابادة وقف الحرب
شمس نيوز - متابعة

يصرّ جيش الاحتلال على إخلاء مدينة غزة ودفع السكان إلى جنوب القطاع، باستخدام كل وسائط النار، على الرغم من أن وضع الأهالي المطلوب منهم النزوح من الشمال إلى الجنوب في ظروف كهذه، يشبه «أن تطلب من شخص كسيح، الجري قبل أن تدوسه جرافة أو يلتهمه ضبع»، وفق ما يقول الحاج عبد العزيز حسين لـ"الأخبار"، مضيفاً أن «جيش العدو يطلب منا الخروج من غزة إلى المجهول، بعدما استنزفت هذه الحرب آخر قرش في جيوبنا. لم يبق من القرش الأبيض شيء، فالأيام السود صارت سنينَ طويلة. عشنا فيها المجاعة، ونزحنا أكثر من 30 مرة من مكان إلى آخر. ولم يعد في الجسد طاقة لتعب آخر ولا قدرة على النزوح".

وإلى جانب ذلك، تتجاوز مشكلة النزوح فكرة القدرة عليه، إلى مضامين أكثر حساسية وقسوة، إذ يشعر أهالي المدينة هذه المرة بأنهم سيفقدون غزة إلى الأبد إن خرجوا منها، لأن جيش الاحتلال سيعاود إنتاج تجربة رفح وجباليا والمناطق الشرقية من مدينة غزة في ما تبقّى من شمال الوادي، ما يعني أن هذا النزوح قد يكون الأخير.

ويلفت غسان معين الذي يسكن حي الكرامة في شمال غرب غزة، في حديثه إلى «الأخبار»، إلى أن «العدو يريد اقتلاعنا من أرضنا. غزة بيتنا الأخير وقلعتنا التي لن نخونها ونتركها حتى لو على دمائنا. كل المناطق التي نجح العدو في تهجير أهلها، خرج الناس منها بعد مجازر شنيعة. عائلات بأكملها دُفنت تحت ركام المنازل، ولم يخرج أحد من تلقاء نفسه".

وفي شارع الرشيد الذي يربط بين شمال القطاع وجنوبه، تصطفّ العشرات من السيارات المحمّلة بالأثاث والأغطية. وفيما يبدو أن ثمّة حركة نزوح بطيئة إلى وسط القطاع وجنوبه، تقدّر وسائل إعلام عبرية أن نحو 100 ألف من سكان المدينة غادروها خلال الأسابيع الأخيرة. ويعني ذلك أن أكثر من مليون مواطن لا يزالون في الأحياء التي تتعرّض لقصف يومي مكثّف، علماً أن «وكالة الغوث» أكّدت أن معظم السكان في المدينة لا يستطيعون النزوح بسبب التكلفة العالية وانعدام الخيارات في جنوب القطاع.

وفي مقابل الوقائع الإنسانية القاسية في الجنوب الذي يزدحم بأكثر من 800 ألف من سكان مدينتي خانيونس ورفح المهجّرين إلى غرب مدينة خانيونس، يصرّ جيش الاحتلال على أن حركة «حماس» تمارس دعاية كاذبة بادّعاء انعدام المناطق الفارغة في وسط القطاع وجنوبه.

ونشر المتحدّث باسم الجيش، أمس، خريطة جديدة زعم فيها وجود عدد من قطع الأرض الفارغة في مناطق عدة في الجنوب، غير أن المعاينة الميدانية، أثبتت أن كل تلك المناطق امتلأت بشكل تام. ووفقاً لمصدر يعمل في المؤسسات الدولية، فإن جيش الاحتلال لم يسمح بتحقيق استجابة إنسانية حقيقية تتناسب مع خطة التهجير، إذ دخلت القطاع كمية محدودة من الخيام، ولم يتم تأهيل مخيمات جديدة لإيواء مئات الآلاف من النازحين، كما أن حجم الإمدادات المطلوبة من المياه والمساعدات في منطقة المواصي، محدود جداً قياسياً إلى عدد النازحين.

وفي الميدان، فتح العدو أبواب الجحيم على غزة، إذ كثّف من عمليات قصف الأبراج والبنايات السكنية وتدميرها، بما يتماشى مع نهج الترويع وحرمان الأهالي من أي فرصة للاستقرار. ويبدأ جيش الاحتلال هذا التكتيك بتهديد عشرات المنازل والأبراج بالقصف في وقت متزامن، ما يتسبّب بموجة نزوح وإخلاء كبرى، ثم يشرع في قصف الأبنية في أوقات متباعدة، فيما يفترش آلاف السكان الشوارع والعراء. وسُجّل، أمس، تنفيذ طائرات الاحتلال المئات من الغارات، ووقوع استهداف واحد كل عشر دقائق.

في محصّلة الأمر، يمضي جيش الاحتلال في مخطط إخلاء غزة من دون توقف، ويستخدم لتحقيق ذلك أعلى مستويات الضغط الناري والترويع وتدمير المخيمات، فيما لا تحقّق كل تلك الخطوات سوى استجابة بطيئة للغاية، بعدما وصل الأهالي في مدينة غزة إلى ذروة الإنهاك، الأمر الذي تُرجم بحالة من اللامبالاة في التعاطي مع أوامر الإخلاء والتهجير المتجدّدة.