رغم القصف العنيف والحصار الخانق، يصرّ آلاف المواطنين في مدينة غزة على البقاء في بيوتهم وأحيائهم، رافضين النزوح نحو الجنوب كما تطالب قوات الاحتلال. مشهد يلخص إرادة شعبٍ اختار التشبث بأرضه وذاكرته، مهما كان الثمن.

في شوارع غزة القديمة، وبين ركام الأبراج السكنية المدمرة، يحاول السكان مواصلة حياتهم اليومية. الأسواق الشعبية ما زالت تعج بالحركة، والأطفال يلعبون بين الأزقة الضيقة رغم خطر القصف، فيما تتكيف العائلات مع غياب الكهرباء والمياه وانقطاع المواد الأساسية.

المواطن إياد عزام يقول: "نموت في غزة ولا نتركها… هذه أرضي وذكرياتي. الاحتلال يريد اقتلاعنا كما فعل عام 1948، لكننا لن نكرر المأساة. الخوف موجود، لكن لا مكان آمناً حتى في الجنوب. هنا على الأقل نحن بين بيوتنا وجيراننا."

الحاج أبو محمود من حي الشجاعية يؤكد: "الاحتلال يريد تهجيرنا قسراً كما فعل عام 1948، لكننا لن نكرر المأساة. نموت هنا أشرف من النزوح."

أما المواطنة إيمان العجلة فترى أن النزوح أصعب من البقاء، بسبب غلاء المواصلات واكتظاظ الجنوب وانعدام الأماكن الآمنة، مشددة على أن الاحتلال يسعى لإفراغ غزة من سكانها عبر استهداف الأبراج والأسواق والخيام.

وسط الركام ورائحة البارود، يرفع أهالي غزة راية الصمود. بقاؤهم ليس مجرد موقف فردي، بل رسالة جماعية للعالم بأن هذه الأرض ليست للبيع ولا للتخلي. من قلب الألم يولد الأمل، ومن بين ركام البيوت يثبت الغزيون أن جذورهم أعمق من أن تُقتلع.