قال القائد الأسبق للحرس الثوري الإيراني، اللواء محسن رضائي، إن طهران خططت لحرب مع إسرائيل تستمر لمدة شهرين، مؤكدا أنه لو استمرت الحرب تلك المدة لما بقي لإسرائيل وجود اليوم.
وأوضح اللواء رضائي أن إيران لم تكن تتوقع أن يطلب الجانب الإسرائيلي وقف إطلاق النار بعد 12 يوما فقط من اندلاع الحرب.
وتطرق رضائي إلى المفاوضات بين إيران والغرب قائلا: "قيل لنا إنه إذا توصلنا إلى اتفاق مع السيد غروسي فلن يتم تفعيل آلية الزناد (سناب باك)، ولكن الطرف الغربي نقض وعده لاحقا، وطلب الأمريكيون من الأوروبيين المضي نحو تنفيذها".
وأضاف: "بعد فشل الأنظمة الغربية في الحرب التي استمرت 12 يوما ضد إيران، لجأت جبهة الغرب إلى آلية الاسترجاع، رغم أن إيران أبدت أقصى مرونة وتوصلت إلى اتفاق القاهرة. غير أن الطرف المقابل لم يلتفت إلى نوافذ الدبلوماسية واختار طريقاً أكثر صعوبة".
وأكد أن هذه السياسة الخارجية الأوروبية وصلت إلى طريق مسدود، قائلا: "إذا تم شرح أبعاد المفاوضات والأحداث المحيطة بها للشعب بوضوح، سيتضح مدى سخافة الأمر وفضيحته".
وتساءل رضائي: "لو لم يهزموا في الحرب التي استمرت 12 يوماً، فهل كانوا سيتجهون نحو آلية الاسترجاع؟ هذا يثبت أن مقاومتنا أثمرت، وأن آلية الاسترجاع وثيقة فشل استراتيجي للعدو خلال الأشهر الماضية".
وبشأن ما إذا كانت الآلية مفعلة الآن، قال: "لا ينبغي المبالغة. إنهم يبحثون عن ذريعة بعدما فشلت السياسة الخارجية الأوروبية، وصارت عاجزة، وباتت تتبع أمريكا وإسرائيل في كل خطوة".
وأضاف أن "أقل من 3% من العقوبات قابلة للتطبيق، وقد وضعنا حلولا حتى لهذه النسبة"، داعيا إلى تغيير الأساليب الدبلوماسية التقليدية مع الغرب، لأن طبيعتها "باتت واضحة".
وأكد رضائي أن "الأولوية يجب أن تكون للميدان"، موضحا أن الميدان لا يعني الجانب العسكري فقط، بل يشمل مجالات أخرى، وأن المفاوضات يجب أن تأتي في خدمته.
وعن احتمال شن هجوم جديد على إيران، قال رضائي: "نعم، قد يسعون بعد آلية الاسترجاع لتجربة حظهم عسكريا ضد إيران. هذا ممكن، لكن استعداد قواتنا المسلحة يتنامى بسرعة، وهو ما يشكل عامل ردع".
وأكد أن إيران استخدمت فقط 30% من قدراتها في الحرب الأخيرة، وقال: "كنا مستعدين لحرب تستمر شهرين. العديد من صواريخنا، بما فيها غير المعلنة، لم تستخدم".
إيران تعدم أحد أهم جواسيس إسرائيل
وفي سياق منفصل أفادت وكالة "ميزان" للأنباء التابعة للسلطة القضائية الإيرانية، بأن السلطات أعدمت رجلا يدعى "بهمن تشوبی أصل" يوم الاثنين، وقالت إن المتهم كان أحد أهم جواسيس إسرائيل في إيران.
وأعدمت طهران، التي تخوض حربا في الظل مع إسرائيل منذ عقود، العديد من الأفراد الذين تتهمهم بأن لهم صلات بجهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) وتسهيل عملياته في البلاد.
ووفق وكالة ميزان: "كان الهدف الرئيسي للموساد من استقطاب تعاون المتهم هو الحصول على قاعدة بيانات المؤسسات الحكومية واختراق مراكز البيانات الإيرانية، إلى جانب ذلك سعى إلى تحقيق أهداف ثانوية أخرى، منها استكشاف مسار استيراد المعدات الإلكترونية".
وأضافت أن المحكمة العليا رفضت استئناف المتهم وأكدت حكم الإعدام بتهمة الفساد في الأرض، بحسب ما نقلته رويترز.
وازدادت عمليات إعدام الإيرانيين المدانين بالتجسس لصالح إسرائيل بشكل كبير هذا العام، إذ تم تنفيذ ما لا يقل عن 10 أحكام في الأشهر القليلة الماضية.
