شمس نيوز / عبدالله عبيد
ليس من السهل الإقدام على مثل هذه الخطوة المصيرية، والتي يدركها جيداً شيخ الصمود "خضر عدنان"، فهو مضرب عن الطعام منذ 37 يوماً متواصلة، في حرب مع السجان شعارها "أكون أو لا أكون"، وهو يعلم جيداً أن الطريق الذي اختاره في معركة "الأمعاء الخاوية" شائك، لكنه يصر على الانتصار كما كل مرة.
"الاعتقال الإداري" الذي يلعنه الفلسطينيون، كان سبباً في امتناع الشيخ عدنان عن تناول الطعام وأن يمضي في الإضراب ثلاثة مرات متواصلات، فهو كان بطلاً في معركة استمرت 66 يوماً في العام 2011، إلى أن رضخ الاحتلال لمطالبة وتم الإفراج عنه.
واليوم يدرك أيضا أن هذه المعركة أكثر مصيرية من سابقاتها؛ ذلك أن أسمى أهدافه في هذا الإضراب هو منع الاحتلال من سحق الانتصار وسحب الإنجاز الذي حققه الأسرى، بإعادة اعتقال أبطال معارك الأمعاء الخاوية، ووضعهم على ذمة الاعتقال الإداري التعسفي الذي خاضوا ضده المعركة وكادوا أن يقدموا أرواحهم فداء للانتصار.
" لا تراجع ولا استسلام".. اختصار لنص الرسالة التي أرسلها "مفجر ثورات الإضرابات" كما وصفه الجميع، لمؤسسة مهجة القدس المختصة بشؤون الأسرى والشهداء والجرحى، ليستهل حديثه فيها بـ""يكفي عشرة أشهر من الاعتقال الإداري التعسفي لأعلن أنني لن أتراجع عن حقي المشروع في الحرية، وأناشد جماهير شعبنا التي عهدتها خير نصير بعد الله تبارك وتعالى، أن تكون نعم السند للانتصار في معركة الحرية والعزة والكرامة".
وأشار إلى أن الإضراب خطوة مشروعة ورائدة للحرية وهي الوسيلة التي يمتلكها الأسير، بل إنها وسيلة خضعت للتجربة وحققت نجاحا وفعالية، وكانت رافعة لنضال كل الأسرى خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، مذكراً بما حققته الإضرابات من نتائج عززت صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال.
أم محمد عدنان (75 عاماً) والدة الأسير المضرب عن الطعام الشيخ خضر، لم ترَ ابنها منذ دخوله السجن، فالمرض ينهش جسدها الضئيل، حتى أنها لم تقو عليه يوماً لزيارة نجلها ورؤية لحيته الطيبة العطرة"، بحسب وصفها.
في كل صلاة، وفي السر والعلن تدعو هذه الأم لفلذة كبدها بأن "ينصره الله ويخزي عدوه في معركته الصعبة، وأن يقوي من عزيمته ويعود لها سالماً غانماً"، مشيرة لـ"شمس نيوز" إلى أن حالته الصحية تزداد سوءاً يوماً عن الآخر، إلا أنها تنفي دخوله في غيبوبة.
وكان رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، قد أكد أن الحالة الصحية للأسير خضر عدنان المتواصل في إضرابه عن الطعام أصبحت في حالة حرجة جدا، بعد أن بدأ يعاني من هبوط حاد بالوزن وانخفاض دقات القلب.
وقالت الحاجة السبعينية لابنها في اليوم الـ 37 لإضرابه عن الطعام: اصمد يما في معركتك عشان تحيي أمة ماتت، عشان خاطر فلسطين إقوى على سجانك لأنه راح ينخزي الظالم بيوم من الأيام، وأنت يا خضر يا ابني جمل المحامل".
أي أم هذه التي تدعم ابنها في معركة تراودها شكوك بأنه لن يعود إليها سوى ممداً مُسجّياً جسده على فراش الموت محمولاً على الأكتاف، إنها الأم الفلسطينية التي تعلم أن الموت من أجل الوطن حياة كبرى، إنها أم الشيخ خضر عدنان التي تؤكد للعالم أجمع أنه " على هذه الأرض ما يستحق الحياة".
وأوضحت أن هذه الأيام ليست بحاجة إلى حزن أو ضعف وما شابه "لكننا بحاجة إلى دعم الكل الفلسطيني لخضر الممدد على سرير المستشفي، لتردي أوضاعه الصحية".
وطالبت الحاجة عدنان بهبة جماهيرية واسعة تشمل جميع الفصائل الفلسطينية ترفع شعارات الدعم والتأييد لنجلها ولكل الأسرى، والدعاء لهم بالانتصار والصمود في معركتهم.
من جهتها، طالبت مؤسسة مهجة القدس جماهير الشعب الفلسطيني ومؤسساته الرسمية وغير الرسمية، بضرورة دعم ومساندة الشيخ خضر عدنان في معركته الجديدة ضد سياسة الاعتقال الإداري التعسفي، وأن تفشل مخططات الاحتلال في النيل من رمزية عدنان الذي مثل نموذجا في توحيد كل اتجاهات الشعب خلفه في معركته السابقة، حين تضافرت كل الجهود داعمة له ليحقق انتصار كبيرا على إرادة السجان الظالم، وذلك بعد 66 يوما من الإضراب المفتوح عن الطعام.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت الشيخ خضر عدنان بتاريخ 08/07/2014، وحولته للاعتقال الإداري في حينه.