قائمة الموقع

خبر المواجهة بين حزب الله والنصرة.. من القلمون إلى عرسال

2015-06-10T11:00:17+03:00

شمس نيوز / وكالات

بعد احتفال حزب الله وأمينه العام حسن نصر الله، بما أسموه “الانتصار الكبير” في معركة “القلمون” بسوريا، توعد أمير “جبهة النصرة” في منطقة القلمون المحاذية للحدود اللبنانية، حزب الله في “عرسال”، قائلاً: إنه تم حشد ألف مقاتل في محيط عرسال اللبنانية، وأن حزب الله لن يدخل محيط عرسال إلا على أجساد المقاتلين والجنود اللبنانيين المختطفين لدى الجبهة.

وفي تسجيل مصور بثته “النصرة” على شبكة الإنترنت، ظهر أمير جبهة “النصرة” المنتمية لتنظيم “القاعدة”، والشهير باسم “أبو مالك التلي”، دون أن يتم الكشف عن وجهه، وهو يخاطب عددًا من أهالي العسكريين اللبنانيين المختطفين خلال زيارتهم لأبنائهم بالقول إن في محيط عرسال “حوالي ألف مقاتل”، معتبرًا أنهم  يتسلحون بسلاح الإيمان في مواجهة قصف جيش نظام بشارالأسد.

ولم يبيّن “التلي” إذا كان العدد الذي صرّح به هو لمقاتلي “النصرة” فقط، أم يشمل مقاتلي باقي الفصائل المسلحة المتواجدة في منطقة القلمون التي تدور فيها منذ أسابيع معارك طاحنة بين مقاتلي جبهة “النصرة”، وفصائل مسلحة أخرى منضوية تحت لواء غرفة عمليات “جيش فتح القلمون” من جهة، وحزب الله اللبناني من جهة الأخرى.

وقال: إن “الجيش اللبناني يشارك جيش النظام السوري بالقصف، وحزب الله أيضًا”، مؤكدًا ثبات الجبهة التي قالت”إما أن نكون أو لا نكون”، وحول مصير الجنود اللبنانيين المختطفين، أوضح التلي “طالما هم عندنا فهم بأمان، ونحن نحفظهم كما نحفظ شبابنا وأولادنا”، مضيفًا إن قدر الله أن تصبح ساحة المعركة في مكان وجودهم فيكون الأمر قد خرج من يدنا ويسوؤهم ما يسوؤنا.

وأكد أن النصرة “لا تتمترس خلف الجنود اللبنانيين المختطفين”، قائلاً “أنا على يقين أنهم سيخرجون إن شاء الله، ولكن كيف، لا نعرف؟”، واعتبر أن “ما نعيشه اليوم، هو بسبب تهجير أهل السنة من قراهم”، دون الإشارة إلى إذا ما  كانت القرى التي يقصدها في لبنان أم في سوريا.

وتابع “نحن ثابتون الى آخر نفس، ولن يتمكنوا(حزب الله) من دخول هذه المناطق إلا على أجسادنا، وهذا يعني أن أولادكم لن يكونوا موجودين، إلاعلى أجسادنا”، ولم يتبيّن فيما إذا كان ذلك تهديدًا مبطنًا بقتل الجنود في حال هجوم حزب الله، أم أنه كان يقصد بأن مصير أولئك الجنود يرتبط بمصير مقاتلي النصرة، وقال “التلي” إن الدولة اللبنانية “لا تريد المفاوضات لإخراج جنودها، ونحن لا نطلب منهم إلا أدنى المطالب، وهي إخراج النساء من السجون اللبنانية”.

ويذكر أن حزب الله يقاتل إلى جانب قوات النظام السوري، بشكل علني منذ مطلع عام 2013، خاصة في منطقة القلمون السورية ومحيط بلدة عرسال اللبنانية المحاذية للحدود مع سوريا، في ظل تحذيرات في الداخل اللبناني من أن هذه المعارك ستؤدي إلى فتنة داخلية، ويُشار إلى أن تنظيمي “جبهة النصرة” و”داعش” يختطفان عددًا من الجنود اللبنانيين في محيط بلدة عرسال منذ أغسطس/آب الماضي، ويطالبان بالإفراج عن العديد من الموقوفين في السجون اللبنانية مقابل إطلاق سراح الجنود.

وكان قائد “جبهة النصرة” في سوريا، أبو محمد الجولاني، أكد أنه تلقى توجيهات من زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وأضاف الجولاني أن توجيهات الظواهري تنص على أن “تكون مهمة الجبهة في الشام هي إسقاط النظام السوري وحلفائه كحزب الله، والتفاهم مع الفصائل لإقامة حكم إسلامي راشد، وأيضًا عدم استخدام الشام كقاعدة انطلاق لشن هجمات ضد الغرب، وذلك من أجل عدم التشويش على المعركة الموجودة”.

واستدرك قائد الجبهة، القول: إنه في حال استمرار قصف التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة على مقرات جبهة النصرة في سوريا فإن كل الخيارات مفتوحة، ومن حقنا الدفاع عن أنفسنا، وستكون هنالك إفرازات ليست في صالح الغرب وأمريكا”، ونفى الجولاني -في لقائه مع قناة “الجزيرة”- أي وجود لجماعة “خراسان” التي تقول واشنطن إنها تنفذ غارات على أهداف لها في سوريا.

ورأى أن “أمريكا تمتلك دورًا كبيرًا مساندًا للنظام وبعدد من الوسائل، أبرزها قصف مقرات جبهة النصرة التي تدافع عن المسلمين، والتي تشكل  ضغطًا على النظام”، معتبرًا أن دور الولايات المتحدة والتحالف الدولي هو “تخدير الشعب السوري حتى تصل إلى حل سياسي”.

وجدد الجولاني رفضه المشاركة في أي مساعٍ لحل سياسي في سوريا سواء عبر جنيف وغيرها، مؤكدًا أن من أسماهم بـ”المجاهدين” سيغيرون بقوة السلاح الوضع وسيطيحون بالأسد والذي توقع أن يكون ذلك “في وقت ليس بالطويل وأن المعركة معه في نهايتها”.

وبخصوص الصراع مع النظام السوري والتخوف من ارتكاب مجازر بحق العلويين مع اقتراب جبهة النصرة من معقلهم الرئيس في الساحل السوري، قال قائد الجبهة: “كل قرية علوية تقول إنها تبرأت من النظام السوري وأفعاله، وألقى شبابها أسلحتهم عن القتال في صفوف النظام وعادت إلى دين الإسلام فإن أهلها إخوة للجبهة وتدافع عنهم”، وأضاف أن “لدى أهل السنة ثأر كبير لدى النصيريين أو (العلويين) والطائفة العلوية (ينحدر منها رئيس النظام بشار الأسد) خرجت عن دين الإسلام حسب أهل العلم، إلا أن حربنا ليست حربًا ثأرية ولا تقاتل الجبهة إلا من يرفع علينا السلاح ويقاتلنا”.

وأشار قائد جبهة النصرة، التي أدانت بالولاء لتنظيم “القاعدة” الذي تبنى بدوره الجبهة كفرع له في سوريا، إلى أن الجبهة  لاتزال في مرحلة “دفع الصائل وقتال من يقاتلها” ولا تسعى في المرحلة الحالية لإقامة إمارة أو دولة إسلامية، واعتبر أن المعارك الأخيرة التي خاضها “جيش الفتح” الذي انضوت جبهة النصرة تحته والمناطق التي سيطر عليها مؤخرًا في إدلب(شمال) استطاعت السيطرة على الخطوط الدفاعية الأولى لقوات النظام عن الساحل السوري(معقل العلويين).

ورأى أن المعركة الحقيقة والمؤثرة ضد النظام في الشام(العاصمة دمشق) وليس في القرداحة (مدينة تابعة لمحافظة اللاذقية ومسقط رأس الأسد وعدد كبير من الدائرة الضيقة حوله).

وأرسل الجولاني رسائل طمأنة لمصير الأقليات في سوريا خاصة المسيحيين والدروز، مؤكدًا أنهم سيعاملون “بسماحة الإسلام ووفق أحكام الشريعة”، وأن جبهة النصرة “لا تكفر أي  أحد وتكفير المسلم بحاجة إلى فتاوى”.

ونفى قائد جبهة النصرة تلقي أي دعم أو تمويل من أي دولة أو جهة معينة، معتبرًا أن هذا الأمر “مرفوض”، إلا أنه قال إن “الجبهة تتلقى تبرعات فردية من المسلمين الذين يحبون جبهة النصرة وتنظيم القاعدة”.

ورأى أن جبهة النصرة “رأس حربة وليست عنصرًا ثانويًا في الصراع السوري”، وأن انضواء جبهة النصرة في غرفة عمليات “جيش الفتح” كان لتحرير محافظة إدلب وهو تحالف استراتيجي وقائم على مبدأ الشورى بغض النظر عمن يقوده.

واعتبر قائد جبهة النصرة أن حزب الله دخل “معركة يعلم أنها خاسرة” في سوريا، موضحًا أن حزب الله يعلم أن القتال إلى جانب النظام  لابد منه خاصة أنه يعلم أنه بزوال النظام السوري سينزوي إلى الجنوب اللبناني خاصة أن له خصومًا كثرًا في لبنان، وسيعملون على سقوط النظام السوري”.

ودعا القوى السياسية اللبنانية غير المتحالفة مع النظام السوري للمشاركة في إسقاط ذلك النظام، قائلاً إن “النظام السوري بعد قتله (رفيق) الحريري (رئيس الوزراء اللبناني الأسبق اغتيل بتفجير ببيروت عام 2005) وانسحاب قواته من لبنان، سلم البلاد لحليفه حزب الله الذي لا يقل بشاعة وإجرامًا عنه”.

وحول معركة القلمون التي تخوضها جبهة النصرة ضد حزب الله منذ أشهر، قال الجولاني “نقاتل حزب الله بالعدد اليسير من مقاتلينا المتواجدين في القلمون، والحرب في القلمون حرب عصابات، والجبهة تقاتل هناك النظام النصيري وحزب الله وتنظيم داعش في الوقت نفسه”.

واعترف الجولاني بأن النظام السوري عدو شرس ولديه إمكانيات كبيرة، وهنالك إلى جانب حزب الله العشرات من الكتائب العراقية والأفغانية وغيرها تقاتل إلى جانبه.

وأضاف: إن  حزب الله يحاول أن يخوف اللبنانيين بأن الخطر قادم عليهم، لافتًا إلى أن الخطر قادم على حزب الله وليس على لبنان.

وختم قائد النصرة اللقاء ساخرًا بالقول: “إذا كان الشيخ أبو مالك (أمير جبهة النصرة في القلمون) ومجموعة من مقاتليه فعلوا كل تلك الأفاعيل بحزب الله وأربكوه كل هذا الإرباك، فماذا لو تبنت جبهة النصرة أو جيش الفتح وباقي الفصائل المعركة ضد حزب الله فماذا سيكون مصيره؟”، معتبرًا أن المعركة الفاصلة مع حزب الله “قادمة لا محالة ومصيره كذلك يتعلق بمصير بشار الأسد”.

اخبار ذات صلة