قال رئيس جمعية النقل الخاص في غزة، ناهض شحيبر، إن تدفق الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مستمر بوتيرة متصاعدة، بعد عامين من حرب الإبادة والحصار، مع الإشارة إلى أن قطاع غزة يحتاج يومياً إلى ما لا يقل عن 400 شاحنة لتلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان، وإنعاش الوضع الإغاثي والاقتصادي المتدهور في القطاع المنكوب.
وأضاف "شحيير" لـ"شمس نيوز"، أن أكثر من 100 شاحنة متنوعة دخلت القطاع حتى ظهر اليوم الاثنين، تحمل أصنافاً متعددة من المواد التموينية والغذائية، من بينها الخضار واللحوم والبقوليات والمواد الأساسية.
وأوضح أن شاحنات المساعدات التي دخلت جرى نقلها إلى مخازن الأمم المتحدة، مؤكداً أن الكميات المتوفرة باتت كافية لبدء عملية التوزيع على المواطنين خلال الأيام القليلة المقبلة، متوقعاً أن تبدأ عملية إرسال الرسائل للمستفيدين خلال يومين، دون وجود أي عراقيل فنية أو لوجستية.
لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام
وفيما يتعلق بالجانب التجاري، توقع رئيس جمعية النقل الخاص في غزة، أن يطرأ انخفاضٌ ملحوظٌ في أسعار السلع والمنتجات الأساسية خلال الأيام المقبلة، بفعل زيادة الكميات المعروضة في الأسواق المحلية، مؤكداً أن هذا الانخفاض سيشكل متنفساً مهماً للمواطنين الذين أنهكتهم الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
غير أن "شحيبر" نبَّه إلى أن الفيتو الإسرائيلي لا يزال قائماً على إدخال مواد إعادة الإعمار مثل الإسمنت والحديد والحجارة والحصمة، وهو ما يعرقل انطلاق مشاريع البناء وإعادة تأهيل البنية التحتية المدمرة في مختلف مناطق القطاع.
ولفت إلى أن تحسين الواقع الإنساني في غزة مرهون بإرادة سياسية حقيقية ترفع القيود عن حركة البضائع وتتيح دخول مواد الإعمار، لأن الحياة لا تُبنى بالمساعدات وحدها، بل بإعادة إعمار ما دمرته الحرب وفتح أبواب العمل والإنتاج.
واليوم الاثنين، أفادت وسائل إعلام مصرية، بانطلاق شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية من ميناء رفح المصري، إلى قطاع غزة، لإنعاش جهود الإغاثة والتخفيف من وطأة الأزمة الإنسانية الخانقة في القطاع المنكوب.
يأتي ذلك بعد توقف مفاجئ استمر لساعات في حركة دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، نتيجة تعنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، إذ استؤنفت صباح اليوم الاثنين، حركة الشاحنات القادمة من الأراضي المصرية.
وبدأت شاحنات المساعدات الاصطفاف تمهيداً لتحركها نحو معبري العوجة وكرم أبو سالم، المعنيين بدخول المساعدات إلى القطاع المحاصر، لتخضع لآلية التدقيق والمراجعة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي قد تسمح أو تمنع دخول الشاحنات.
وأشارت وسائل الإعلام المصرية إلى أن قافلة اليوم تشمل نحو 400 شاحنة مساعدات يومياً، من بينها 10 شاحنات وقود تم الدفع بها في الساعات الأولى من الصباح، في محاولة لتلبية الاحتياجات الملحة داخل القطاع المحاصر.
وأوقف الاحتلال الإسرائيلي دخول المساعدات بشكل مفاجئ، أمس الأحد، بعد مزاعم بأن حركة "حماس" خرقت وقف إطلاق النار في قطاع غزة ، وهو ما تبعه رد فعل مباشر من جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي اتخذتها كذريعة وأرجع الشاحنات التي كانت في طريقها إلى غزة، وقصف مناطق متفرقة من القطاع أدت إلى استشهاد 44 مواطناً.