يُعدّ برنامج «ما خفي أعظم» أحد أبرز برامج التحقيق الاستقصائي العربي، يقدمه الإعلامي الفلسطيني تامر المسحال على شاشة قناة الجزيرة، ويتميز بكشفه خفايا وقضايا تتعلق بالأمن، والاستخبارات، والصراعات في الشرق الأوسط.

في الحلقة الجديدة يعود المسحال من جديد في تحقيق استقصائي جريء ضمن برنامجه الشهير، عبر حلقةٍ تحمل عنوان "الملاحقون"، كاشفًا النقاب عن ملفات حسّاسة تتعلّق بجرائم الحرب والإبادة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي خلال العدوان على قطاع غزة، ويواصل البرنامج نهجه بالانتقال إلى دفاتر ملفّات لم تُعرض سابقاً، عبر وسائط تسجيلات، مقابلات، ووثائق حصرية، ما يجعل منها محطة إعلامية ذات وزن واهتمام كبيرين.

ما نعرفه حتى الآن عن الحلقة؟

يحمل الفيلم بعدًا توثيقيًا وإنسانيًا في آن واحد، إذ كشف للمرة الأولى أسماء عدد من الجنود والضباط الإسرائيليين الذين شاركوا في جرائم الإبادة الجماعية، إضافة إلى نشر أسماء قتلة الطفلة هند رجب، التي تحوّلت قصتها إلى رمز عالمي لمعاناة الأطفال في غزة.

ووفق ما أورده المسحال في تحقيقه، فإنّ شبكة من المسؤولين العسكريين والسياسيين الإسرائيليين تُدير حملةً سرّية هدفها تهريب الجنود إلى الخارج، وتأمين حمايتهم من أي ملاحقة قضائية قد تطالهم جرّاء الانتهاكات الموثّقة ضد المدنيين.

استند التحقيق إلى وثائق وشهادات حصرية من عائلات الضحايا ومنظمات حقوقية، كشفت كيف تعمل "إسرائيل" على طمس آثار جرائمها وتغيير مسارات التحقيقات. وقد عرض البرنامج مقاطع مصوّرة وتسجيلات ميدانية توثّق لحظات القصف والمجازر التي ارتُكبت في المناطق السكنية، بما فيها تلك التي أودت بحياة الطفلة هند رجب ورفاقها، في واحدة من أبشع صور الحرب على غزة.

دلالات سياسية وإنسانية

حلقة "الملاحقون" تفتح الباب أمام تساؤلات حادة:

• لماذا تُصرّ إسرائيل على تهريب جنودها بدلًا من محاسبتهم؟

• وما الذي تخشاه من التحقيقات الدولية؟

• وهل ينجح الإعلام الاستقصائي في تعرية منظومة الإفلات من العقاب؟

في هذا الإطار، يقدّم المسحال رؤيته بأن الإعلام لا يكتفي بالكشف، بل يُلاحق الحقيقة حتى تُقال كاملة، مهما كانت العواقب.

صدى واسع

قبل عرض الحلقة، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع مقتبسة من التحقيق، فيما طالبت منظمات حقوقية بفتح ملفات الجرائم الإسرائيلية ضد المدنيين في غزة. كما أثنت شخصيات قانونية وصحفية على جرأة البرنامج، معتبرة أنه “وثيقة دامغة” ستُسهم في مراكمة الأدلة لملفات جرائم الحرب أمام المحكمة الجنائية الدولية.

يأتي "الملاحقون" كحلقة جديدة في سلسلة من الأعمال الاستقصائية التي تسعى لكشف ما تحاول إسرائيل إخفاءه، وليؤكد من جديد أنّ الإعلام الحرّ هو الذاكرة الحيّة للشعوب، وأن الحقيقة مهما طال حجبها، لا بد أن تظهر. تعرض الحلقة الليلة الساعة 22:05 بتوقيت مكة المكرمة على شاشة الجزيرة ومنصات الجزيرة الرقمية.