في الوقت الذي تواصل فيه حماس تسليم جثث الأسرى الإسرائيليين الذين لا يزال 14 منهم في قطاع غزة، يعمل الاحتلال الإسرائيلي حالياً على إطلاق عمل القوة الدولية للبحث عنهم داخل القطاع، فيما تسود تقديرات في "إسرائيل" مفادها بأن حماس تعرف مواقع عدد من الجثث لكنها "تتعمد تسليمها بوتيرة بطيئة".
وطبقاً لما أفاد به موقع "واينت" العبري، اليوم الثلاثاء، يعتقد مسؤولون مطلعون على مشروع إنشاء القوة الدولية أنه بعد زيارة مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، وصهر ترامب، جاريد كوشنر، ووصول نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس اليوم إلى "إسرائيل"، من المتوقع حصول تقدّم كبير في قضية البحث عن الجثث داخل غزة.
ومن المقرر أن تبدأ القوة عملها بهدف إعادة جميع جثث الأسرى إلى "إسرائيل"، بمن فيهم أولئك الذين تقول حماس إنها لا تستطيع الوصول إليهم.
وأضاف المسؤولون الإسرائيليون أن "الأميركيين ملتزمون المهمة ويدركون أنه من دون استكمالها سيكون من الصعب المضيّ قُدماً في تنفيذ مراحل الاتفاق".
وزودت "إسرائيل" آلية المراقبة الدولية، التي ترأسها الولايات المتحدة، بمعلومات استخبارية لتسريع عمليات البحث بحسب الموقع.
ويأتي ذلك بعد تصريحات لرئيس حركة حماس في قطاع غزة ورئيس وفدها المفاوض، خليل الحيّة، في وقت سابق الثلاثاء، قال فيها: "نحن جادون بنيتنا انتشال جثث جميع الأسرى"، مستدركاً بالقول: "نواجه صعوبات كبيرة جداً في عمليات الانتشال، ونواصل جهودنا".
وأضاف: "نحن مصممون على تنفيذ اتفاق غزة بالكامل، وملتزمون باتفاق وقف إطلاق النار وما تم التوصل إليه مع الفصائل الفلسطينية"، معرباً عن أمله "في زيادة حجم المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجات سكان غزة". وأكد أن "ما سمعناه من الوسطاء ومن الرئيس ترامب يطمئننا إلى أن الحرب في غزة انتهت".
فانس سيجتمع بنتنياهو وهرتسوغ
بموازاة ذلك، وصل فانس إلى "إسرائيل" في زيارته الأولى لـ"تل أبيب" منذ تولّيه المنصب، الثلاثاء، حيث سيتفقد المقر الأميركي المخصّص للإشراف على تنفيذ الاتفاق بين "إسرائيل" وحماس، وفق ما أفاد الموقع.
وعلى المقلب الآخر، أعرب مسؤولون في إدارة ترامب عن خشيتهم من سعي رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، لاستئناف الحرب، معربين عن "قلقهم المتصاعد" في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن زيارة فانس "تهدف إلى مراقبة نتنياهو".
وخلال زيارته سيلتقي فانس أسرى مفرجاً عنهم وأفراد عائلاتهم، قبل اجتماعه برئيس الاحتلال الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، على أن يلتقي غداً نتنياهو.
وذكر "واينت" أن فانس، الذي يعتنق المسيحية الكاثوليكية، قد يزور صباح الخميس المقبل كنيسة القيامة في مدينة القدس، قبل أن ينتقل إلى مقر وزارة الأمن (الكرياه) في تل أبيب، وبعد ذلك من المتوقع أن تُقلع طائرته إلى الولايات المتحدة.
ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي قوله إن "زيارة فانس تحمل رسالة واضحة مفادها أن الأميركيين يديرون الحدث بكل قوتهم".
وأوضح مقربون من ترامب لنيويورك تايمز أن "الاستراتيجية الحالية هي أن يعمل فانس وويتكوف وكوشنر على منع نتنياهو من استئناف هجوم شامل على غزة. البيت الأبيض يحاول الحفاظ على الاتفاق".
وتهدف اللقاءات، وفق مصادر إسرائيلية، إلى ضمان استمرار التعاون بين "إسرائيل" والولايات المتحدة والتيقن من أن المعلومات الاستخبارية الإسرائيلية متاحة للشركاء، وأن التنسيق مع الأميركيين جارٍ بشكل وثيق.
وأوضح مسؤولون أمنيون أن الأميركيين يحرصون على "إغلاق الثغرات" قبل بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، التي تشمل إدخال قوة عسكرية أجنبية قوامها آلاف الجنود لضمان نزع سلاح حماس وإزالة البنية العسكرية من قطاع غزة.
إلى ذلك، ذكر "واينت" أن "إسرائيل" تتوقع من حماس الوفاء بالتزاماتها وإعادة الجثث المتبقية، وأنها تربط الشروع في إعادة إعمار القطاع بتسليم الجثث واستعداد الحركة للتخلي عن سلاحها.
كذلك تبدي إسرائيل قلقاً بشأن الأنفاق الاستراتيجية التي لا تزال قائمة في أجزاء كبيرة من القطاع، وتطالب بأن تضمن القوة الدولية تدميرها أو إغلاقها.
