قائمة الموقع

تفاصيل "الأورومتوسطي": 12% من سكان قطاع غزة طالتهم الإبادة الجماعية

2025-10-23T01:06:00+03:00
1.webp
شمس نيوز -

كشف المرصد "الأورومتوسطي" لحقوق الإنسان، في إحصاءات أولية، حول جريمة الإبادة الجماعية التي تنفّذها قوات الاحتلال في قطاع غزة، منذ الـ 7 من أكتوبر 2023، عن معطيات صادمة تُبيّن أن آثار الجريمة لم تستثنِ أحدًا من سكان القطاع.

ووثّقت المعطيات، وفق بيان لـ "الأورومتوسطي"، يوم الأربعاء، استشهاد أو إصابة أو اعتقال أكثر من 270 ألف إنسان، أي ما يقرب من 12% من إجمالي عدد السكان.

ونبه المرصد الحقوقي إلى أن الحصيلة الشاملة توثّق آثار أكثر من عامين من جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة؛ وتشمل القتل والإصابات والاعتقالات التعسفية والتدمير ونزع الملكية، فضلًا عن التهجير القسري وانعدام الخدمات والأمن الغذائي.

وأفادت الإحصاءات بأن قوات الاحتلال قتلت نحو 75190 فلسطينيًّا؛ بينهم ما لا يقل عن 70248 (90%) مدنيون، بما في ذلك 21310 أطفال (30% من إجمالي الضحايا)، و13987 امرأة (20% من الإجمالي).

ووثّق المرصد الأورومتوسطي، إصابة نحو 173200 فلسطينيّ في قطاع غزة؛ يُعاني عشرات الآلاف منهم إعاقات دائمة أو إصابات بالغة، تشمل حالات بتر في الأطراف، وحروقًا شديدة، وتشوهات جسدية، وإصابات في العمود الفقري والعينين.

وبيّنت الإحصاءات أن نحو 40000 شخص أصيبوا بإعاقات دائمة أو طويلة الأمد، منهم ما يقرب من 21000 طفل، وتنوّعت الإعاقات بين 76% في الأطراف العلوية 24% في الأطراف السفلية.

ورصدت وجود نحو 45600 طفل يتيم فقدوا أحد الوالدين أو كليهما نتيجة الهجمات العسكرية الإسرائيلية، فيما ما يزال آلاف الأطفال يجهلون مصير ذويهم بسبب وجود آلاف المفقودين.


الاعتقالات..

ووُثّق اعتقال نحو 12000 فلسطيني من سكان قطاع غزة، داخل السجون ومراكز الاعتقال الإسرائيلية؛ من بينهم نحو 2700 شخص ما يزالون رهن الاعتقال أو ضحايا للاختفاء القسري.

وكان المرصد الأورومتوسطي أصدر تقريرًا استند إلى مقابلات شخصية أجراها فريقه مع 100 معتقلٍ أُفرِج عنهم من قطاع غزة، وثّق فيه 42 نمطًا من التعذيب والمعاملة اللاإنسانية التي يتعرّض لها المعتقلون الفلسطينيون.


التعطيش والتجويع..

وقال "الأورومتوسطي" إنه سجل وفاة 482 فلسطينيًا بسبب سوء التغذية؛ بينهم 160 طفلًا، كما ما يزال جميع سكان القطاع يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي.

ولفت النظر إلى انخفاض بنسبة 98% من نصيب الفرد اليومي من المياه؛ نتيجة التدمير الواسع للبنى التحتية المائية ومنع دخول المياه إلى القطاع.


انتهاكات..

ولفت التقرير النظر إلى منع أو عرقلة سلطات الاحتلال دخول نحو 80% من البعثات الإنسانية الدولية إلى شمال قطاع غزة ومدينة غزة على مدار عامين من الهجمات المتواصلة والحصار المطبق.

وأظهرت الإحصاءات قتل نحو 1701 من العاملين في المجال الصحي، من بينهم 194 طبيبًا و376 ممرضًا، وإصابة نحو 2195 آخرين.

واستشهد بقصف وعدوان الاحتلال 255 صحافيًا، و140 من أفراد الدفاع المدني، و800 معلم، و200 أكاديمي وأستاذ جامعي.

ورصد الأورومتوسطي ارتفاعًا كبيرًا في معدلات الإجهاض بين النساء الحوامل وصل إلى نحو 300%، نتيجة الإصابات المباشرة أو استنشاق الغاز أو الإجهاد الشديد أو الخوف والآثار النفسية.


آثار نفسية وصدمات..

وبيّن أن سكان القطاع بأكملهم، بلا استثناء، تعرّضوا لصدمات نفسية بدرجات متفاوتة، وأن هذا التعرض المتواصل للعنف أدى إلى ما يمكن وصفه بـ "إجهاد نفسي جماعي".

وأشار إلى أنّ معظم سكان القطاع يُظهرون مؤشرات واضحة على اضطرابات ما بعد الصدمة، مثل فرط اليقظة، ونوبات الذعر، واضطرابات النوم، واسترجاع الأحداث الصادمة بشكل متكرر.

وأكد "الأورومتوسطي" أنّ هذه المعاناة شاملة لا تستثني فئة عمرية أو اجتماعية، وتطال الأطفال والنساء والرجال على حدّ سواء، مخلّفة آثارًا بعيدة المدى على النسيج الاجتماعي.

وشدد على أن استمرار الحصار وتدمير البنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والمساكن، يُفاقم من الأعراض النفسية، إذ يُحرم الأفراد من الشعور بالأمان ومن عوامل التعافي الأساسية.


النزوح..

بيّن الأورومتوسطي أن ما يصل إلى 99% من سكان قطاع غزة اضطروا للنزوح قسرًا من منازلهم مرة واحدة على الأقل خلال العامين الماضيين.

وأرجع النزح إلى تدمير واستهداف المنازل على نحو مباشر، أو نتيجة لأوامر التهجير القسري الإسرائيلية، أو خوفًا من الاستهداف، أو بسبب تضرر منازل ومناطق وتدمير البنى التحتية.


التدمير..

ووثق المرصد الحقوقي تدميرًا واسعًا وأضرارًا طالت كافة مناطق القطاع تقريبًا، إذ انتهج جيش الاحتلال سياسة الأرض المحروقة وعمد إلى تدمير البنى التحتية والممتلكات والمباني الحيوية الرئيسة.

وأكمل: "تعرضت نحو 80% من المباني إلى التدمير الكامل أو الضرر".

وأورد التقرير الحقوقي أن 555000 وحدة سكنية دُمرت كليًّا أو تضررت بشدة، و3300 منشأة صناعية، إلى جانب 191 مقرًا صحافيًّا و621 مدرسة.

وأوضحت الإحصاءات أن نحو 95% من المدارس والجامعات و100% من المستشفيات في قطاع غزة إما دُمرت أو تضررت.

ودُمر أو تضرر 890 مسجدًا و3 كنائس، إلى جانب 205 موقعًا تاريخيًا وأثريًّا.


التهدئة في غزة..

وارتكبت قوات الاحتلال، منذ دخول التهدئة حيز التنفيذ يوم 11 أكتوبر الجاري، 47 انتهاكًا على الأقل، استشهد خلالها 73 فلسطينيًّا في هجمات متفرقة، شملت القصف الجوي والمدفعي والقنص وإطلاق النار المباشر.

وصرح المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، بأن دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ وتقليص جيش الاحتلال الإسرائيلي لهجماته العسكرية على قطاع غزة لا يعني وقف جريمة الإبادة الجماعية.

وتابع: "تواصل السلطات الإسرائيلية ارتكاب الإبادة الجماعية بشكلٍ منهجي ومستمر رغم تراجع وتيرة القصف العلني. فما تزال تستهدف المدنيين بشكل مباشر، وتفرض إجراءات تعسفية تشمل حصارًا خانقًا، وإغلاق المعابر".

ونبه إلى أن قوات الاحتلال تفرض قيودًا صارمة على دخول المعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الركام والبحث عن المفقودين، فضلًا عن تقييدٍ تعسفي للمواد الغذائية والمساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية وعرقلة إدخالها.

وأكد أن اتفاق وقف إطلاق النار "لا يجب أن يعيق أو يؤخر أية جهود لمحاسبة المسؤولين الإسرائيليين أمام المحاكم الدولية والوطنية المختصة، وفرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية وعسكرية على إسرائيل".

وحثّ المرصد الأورومتوسطي المجتمع الدولي على العمل فورًا وفقًا لالتزاماته القانونية وإنهاء الأسباب الجذرية لمعاناة الشعب الفلسطيني واضطهاده على مدار 77 عامًا، وضمان حقه في العيش بحرية وكرامة وتقرير المصير وفقًا للقانون الدولي.

ودعا إلى العمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني والاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي المفروض على الأراضي الفلسطينية، وتفكيك نظام العزل والفصل العنصري المفروض ضد الفلسطينيين.

ونوه إلى ضرورة رفع الحصار غير القانوني عن قطاع غزة، وضمان مساءلة ومحاسبة الجناة الإسرائيليين، وكفالة حق الضحايا الفلسطينيين في التعويض والانتصاف.

اخبار ذات صلة