قائمة الموقع

بالصور الكاملية تنهض من الركام: عودة الحياة إلى مقاعد الدرس في غزة

2025-11-11T15:19:00+02:00
شمس نيوز - نضال ابو شربي

بعد عامين من الصمت والأنقاض، تعود الحياة لتنبض مجددًا بين جدران مدرسة الكاملية الأثرية في حي الزيتون شرق مدينة غزة، حيث استقبلت اليوم مئات الطلبة من المراحل الأساسية والثانوية، في مشهد غلبت عليه الدهشة والفرح والدموع.

افتتحت المدرسة أبوابها بعد توقف دام عامين بسبب الحرب والدمار الذي لحق بمبناها التاريخي ومحيطها، لتستقبل أبناءها الذين عادوا بابتسامات خجولة وقلوب تملؤها الحماسة. عبّر المعلمون عن سعادتهم الغامرة بعودة الحياة إلى أروقة المدرسة التي تُعد من أقدم الصروح التعليمية في المدينة.

تشكل هذه العودة بارقة أمل لأهالي حي الزيتون الذين رأوا في إعادة فتح المدرسة خطوة نحو استعادة الحياة الطبيعية، وإحياء روح التعليم بعد سنوات من الانقطاع والمعاناة.

وقال أحد المعلمين: "اليوم ليس عاديًا، بل هو يوم ميلاد جديد للكاملية. عامان من الانقطاع كانا كفيلين بإحداث فجوة تعليمية ونفسية لدى أبنائنا، لكننا عدنا بإصرار لنبدأ من جديد. هذه المدرسة ليست مجرد مبنى، بل ذاكرة أجيال وبيت علم خرج آلاف الطلبة منذ تأسيسها."

وأضاف أن إعادة تشغيل المدرسة جاءت ثمرة جهد جماعي من الأهالي والطلبة والجهات المختصة، مشيرًا إلى أن المرحلة القادمة ستركز على تعويض الطلبة ما فاتهم من تعليم ودعمهم نفسيًا بعد تجربة الحرب القاسية.

كانت المدرسة التي تُعد من أقدم مدارس غزة قد توقفت عن التعليم الوجاهي إثر الأضرار الجسيمة التي لحقت بها جراء الحرب، والتي دمّرت جزءًا كبيرًا من مبانيها التاريخية. واليوم، وبعد جهود حثيثة من المجتمع المحلي ووزارة التربية والتعليم، استعادت المدرسة جزءًا من رونقها القديم وفتحت أبوابها مجددًا أمام الطلبة.

وقالت الطالبة حلال من الصف التاسع: "ما كنت أتخيل إني راح أرجع مدرستي. كنا ندرس في بيوت مهدمة أو أونلاين بصعوبة، بس اليوم حسّيت إنو الحياة رجعت. اشتقنا لصوت الجرس ولضحكة المعلمات."

أما الطالب أحمد من الصف الحادي عشر فقال: "رجعنا لمقاعدنا رغم كل شيء. يمكن الجدران مهدمة، بس عزيمتنا قوية. بدنا نكمل طريقنا ونحقق حلمنا."

بين ركام الحرب وذكريات الخوف، تنهض مدرسة الكاملية الأثرية لتؤكد أن التعليم في غزة لا يُقهر، وأن إرادة الحياة أقوى من كل دمار. فعودة الطلبة إلى مقاعدهم ليست مجرد استئناف للدراسة، بل إعلان رمزي عن عودة الأمل في مدينة اعتادت أن تنهض من تحت الرماد.

 

 

اخبار ذات صلة