غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر Palest’In & Out : مهرجان للإبداع الفني الشبابي الفلسطيني

أوريون XXI 

لحرصها على نقل صورة لفلسطين أكثر ارتباطًا بالواقع في فرنسا، أسّست أمينة الهمشري عام 2012 المعهد الثقافي الفرنسي الفلسطيني مع سمير جبران وباتريك لافو، ويعزّز المعهد تقديم فنانين معاصرين فلسطينيين على الساحة الفرنسية، فضلاً عن تنمية المواهب من خلال تنظيم أحداث مثل Interludes poétiques [الفواصل الشعرية] أو مهرجان Palest’In & Out.

وتقول أمينة الهمشري: “يتعلّق الأمر ببدء علاقات بين الهياكل الثقافية الفرنسية والفلسطينية ومشاركة مسؤولين في هذه المعاهد الثقافية منذ البداية؛ في سبيل البحث عن المواهب الشابة؛ من أجل إضفاء الشرعية على مثل هذه الشراكة، ولهذا يعدّ دعم المؤسسات الثقافية الفلسطينية والفرنسية ضروريًا“.

ومن هذا المنطلق، وضعت طلبات دعم ورعاية المجلس الإقليمي لـ إيل – دو – فرانس وبلدية باريس ووزارة الثقافة الفلسطينية، كما وضع معهد العالم العربي وبيت ثقافات العالم ومعهد بحوث ودراسات المتوسط والشرق الأوسط مقراتهم في باريس على ذمّة المعهد الثقافي الفرنسي الفلسطيني.

وستُخصّص جائزة لخمسة فنانين فلسطينيين لا تتجاوز أعمارهم الخامسة والثلاثين، وهذه الرؤية الّتي تستفيد منها المواهب “مكسب أيضًا للمبرمجين ورؤساء المؤسسات في فرنسا الباحثين عن تعابير فنية جديدة لتنويع مشهدهم”.

فلسطينيون من العالم أجمع

تتألّف لجنة التحكيم المتطلّبة والانتقائية من 15 عضوًا وتشمل شخصيات مؤثرة في عالم الفنّ مثل أحد المبادرين في الفن الحضري إرنست بينيون – إرنست، وديدييه ديشان الرئيس التنفيذي لمسرح شايو، أو أرواد إسبر مديرة بيت ثقافات العالم.

ومن الجانب الفلسطيني، تشمل اللجنة فنانين كبارًا عملوا في فرنسا ويعرفون الأوساط الثقافية الفرنسية ويجيدون الآليات والشبكات مثل الموسيقي سمير جبران (عضو تريو جبران مع الأخوين وسام وعدنان) والمغنية كاميليا جبران وتيسير البطنيجي الفنان التشكيلي المعروف، وسيبدون أيضًا آراءهم الفنية وربما يحاولون فتح الأبواب أمام هذه المواهب الشابة. ولتأثرهم بظهور هؤلاء المبدعين الّذين اكتشفوهم ولمسؤوليتهم في مهمّة نقل المعارف والشبكات، سوف يجرون معهم مقابلات واحدًا تلو الآخر لدعمهم مهنيًّا في نهجهم الفنّي.

وقد انتشرت تلك الدعوة الموجهة للفلسطينيين في مختلف أنحاء العالم بواسطة الجمعيات الثقافية الفلسطينية؛ وهي الشبكات الأساسية للمعهد الثقافي الفرنسي الفلسطيني في فلسطين “بهدف حشد هذه الجمعيات مع الإشادة بها لأنّها تحافظ على تماسك المجتمع”؛ إذ تسمح هذه الجمعيات في الواقع بلقاءات بين فلسطينيين من مختلف الأعمار والديانات والأوساط الاجتماعية الثقافية، وهنا يكمن أساس المجتمع.

“عندما تعرضت رام الله عام 2000 للاجتياح الإسرائيلي، كنا نحضر كلّ مساء مع رفع الجيش الإسرائيلي لحظر التحوّل أحداثًا ثقافية؛ لتذكّرنا بإنسانيتنا، وكان مركز الفنّ الشعبي يعرض يوميًا أفلامًا، وينظّم مركز خليل السكاكيني عروضًا. ورغم أن الدورية الإسرائيلية كانت تذكرنا بإذلال الاحتلال كنا نخصّص ساعات الحرية القليلة الّتي يحدّدها الجيش كل 3 أيام إلى أماكن العيش المشترك والثقافة الّتي تجمع الناس في فقاعات من الأوكسجين والكرامة الإنسانية“.

في إطار المشروع سيتمّ تحديد هذه المؤسسات الثقافية الفلسطينية الّتي تكافح يوميًا من أجل بقائها في ظروف غير عادلة حتّى تعرف أعمالها في فرنسا ممّا يسهّل التبادلات الثقافية.

إظهار وجه آخر

ولكن لا يعتزم المعهد الثقافي الفرنسي الفلسطيني أن يغذّي الصورة البائسة الّتي يُسجن فيها الفلسطيني والّتي تساهم في منع أي احتمال لأنسنة ضحايا الاحتلال، ولكن تكمن الفكرة على وجه الخصوص في تقديم “السرد الثقافي الفلسطيني” الجديد وإظهار وجه آخرن وقد قالت أمينة الهمشري: “الزمن قد تغيّر وتغيّرت الحقبة والهواجس وكلّ شيء ونريد إظهار القطيعة؛ إذ لا يمكن اختصار الفلسطينيين في النظريات والصور الّتي انتشرت في السنوات الـ 1970. ونريد تسليط الضوء على المواهب القادرة على الإضافة إلى الفن؛ من خلال تجربتهم الإنسانية وحساسيتهم وبحثهم الفنيّ، خاصة أن الفلسطينيين يعيشون في جميع أنحاء العالم وبالتالي يلهمهم كلّ ما حولهم وهذا أمر أساسي“.

تتحد هذه الفضاءات مع الشبكات السياسية السابقة، في رسم صورة للثقافة الفلسطينية بعيدًا عن الأطر الّتي تحصرها في التطريز والسيراميك والكوفية الشعبية والحرفية، وتريد أن تضمن للجيل القادم الفرصة للتعبير عن نفسه ونقل مشاكله وتأثيراته الحالية. وهذا الترابط غير المسبوق تقريبًا مع المعاصر هو الضامن لوجود بلد مهدّد بالزوال منذ أكثر من 40 عامًا بفضل صورة “حيّة” أكثر و”مخلصة للواقع” على حدّ تعبير الهمشري.

وفي الواقع، في هذه المساهمة الغنية على الصعيد العالم من خلال الإنتاج الفني، يعكس الفنّ الفلسطيني العالم باعتبار أنّ التعبير الفني يختلف على حسب بلد الإقامة دون محو الهوية الفلسطينية والرسالة الّتي تعطى لا إراديًا لحملها.

خلال هذا العام، عُقد حفل توزيع الجوائز يوم الخميس 11 يونيو في الساعة السادسة والنصف بحضور الفائزين الخمسة في معهد العالم العربي في باريس، ولا يمكن أن يقتصر المسلسل We breathe Freedom  للشاب المبدع والمصوّر العصامين محمود الكرد (22 عامًا) -أصيل مخيم اللاجئين في جباليا- على التأمل الذاتي؛إذ تنقل أعماله المعروضة حتّى يوم 30 يونيو في معهد بحوث ودراسات المتوسط والشرق الأوسط الحبس وانتهاك الأراضي والحرب وتدمير المدن، ولكن القصة الّتي يحكيها من خلال التصوير المفاهيمي يمكن أن تدور في أيّ مكان غير غزّة – مكان إقامته الّذي لم يغادره أبدًا.

الفائزون

تعرض ديما حوراني (29 عامًا، رام الله) الفائزة عن فئة فن الفيديو  “في الماضي المستمرّ” فيديو بدعم من الفنان الكبير محمد بكري المشارك في الفيلم وتجمع من خلاله بين الواقعي وغير الواقعي والتناقض حتّى في النظرات:  هذا التعلّق بالفعل الماضي في فلسطين الواقعية والمعاصرة وبتلك الّتي كانت واختفت ويطرح الفيديو تساؤلاً عن معنى العلامات الموروثة عن ثقافة معينة وتأثيرها على الذاكرة الجماعية.

وقدم أيمن صافية الكوريغرافيا الفائزة في فئة الرقص المعاصر عن “نوح” لـ سمر حدّاد كينغ (32 عامًا، حيفا) وتسلّط “نوح” الضوء على القصص الفردية الخفية وبناء الإنسان من خلال مقاربة الموضوعات الأساسية مثل الحب والشجاعة والأسف و”نوح” استبطان للإنسان الّذي تجبره الظروف على تقيين حياته.

وحصد المتساويان فادي ديب (30 عامًا، حيفا) ودينا الشلّة (31 عامًا، رام الله) جائزة الموسيقى. وقد قام فادي ديب الّذي حصل على الجائزة مارسيل خليفة الأولى عن أفق  IV مقطوعة لباتريك لاما تتأرجح بين الرومانسية والتجريد وعملت دينا الشلّة من خلال “بقايا” على بقايا الذاكرة في مسعى كلاسيكي غربي (موسيقى ببيانو من عصر النهضة الانجليزية) وبإيقاع شرقي (قانون وناي) على السواء.

وعلاوة على ذلك، مُنحت إشادات خاصّة إلى 5 فنانين آخرين ورافق الفائزون على الركح فنانين فلسطينيين كبار مثل الثلاثي جبران وكاميليا جبران وفرج سلمان ودام، مجموعة الراب الرائدة في اللدّ على بعد 20 كيلومتر من تلّ أبيب والّتي عرفت بأغنية “أنا إرهابي؟ كيف إرهابي وأنا عايش في بلادي!” والّتي تتناول من خلال أغانيها الاحتلال والفقر والتمييز ضدّ النساء والعدالة الاجتماعية والسلام المحظور.

صنعت الجوائز من قبل الفنان اللبناني المشهور دوليًا علي شري والّذي يسكن القلق والخلط بين الواقعي والظاهري أعماله فضلاً عن الكوارث الجيوسياسية وغزو الفضاء وعلم الآثار.

وأنتج عمله الّذي يريد أن يضعه بين السقوط والارتفاع لـ Palest’In & out كأسا تصور جناح طائر محاصرًا في برودة المعدن؛ في إشارة إلى الحرية والأمل على الرغم من الحبس والدمار والاختفاء الّذين يطاردون أعمال جميع الفائزين.