قائمة الموقع

رقبة مخترقة وعمود فقري محطم.. "عمر اليازجي" يُصارع الموت في انتظار التحويلة الطبية!

2025-12-08T14:03:00+02:00
شمس نيوز - وليد المصري

على سريرٍ بارد داخل عناية الأطفال بمستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة، يرقد الطفل "عمر اليازجي" بلا حول ولا قوة، يتشبث بأنفاس متقطعة تصله عبر جهاز التنفس الصناعي، فيما تجلس والدته قرب رأسه تمسح جبينه، وتراقب ارتجاف صدره، وتحاول جاهدة أن تُطمئن قلبها قبل أن تُطمئن ابنها، فجسده الصغير الذي أنهكه الإصابة، لم يعد يشبه ذلك الطفل الذي كان يركض في أروقة البيت ويضحك بصوتٍ يملأ المكان.

اللحظة التي انقلبت فيها حياة العائلة رأساً على عقب، بدأت خلال شهر مارس 2024م، حين نزل "عمر" لجلب الماء من المنزل في مدينة غزة، حيث لم يكن يدرك أن طائرة "كواد كابتر" الإسرائيلية كانت تترصده، لتطلق رصاصها صوبه مباشرة فور أن رأته؛ لتخترق رقبته وتخرج من كتفه، وتُسقط جسده أرضاً، تاركةً خلفها إصابة خطيرة في الفقرة الأولى والسابعة من العمود الفقري، وأضراراً واسعة في الحبل الشوكي وصلت إلى 40%، لتنتهي كل الحركة بشللٍ نصفي كامل.

لم تتوقف معاناة الطفل "عمر" عند حدود الإصابة، فقد بدأ سائل الـCSF يتسرب من كتفه خلال الأيام الأولى للإصابة، ما اضطر الأطباء لإجراء عملية "Blood Patch"، وبعد أسبوعين توقف التسريب، لكن ظروف الطفل المؤلمة لم تتوقف، إذ وُضع على جهاز التنفس الصناعي، ثم أُعيد رفعه عنه بعد تحسن طفيف، قبل أن ينتكس مجدداً.

تسترجع والدة عمر، شريط ذكراتها، وتقول لمراسل "شمس نيوز": "بعد إصابته نُقل عمر للعناية المكثفة فاقداً للوعي، وكانت رئته اليسرى مغلقة والالتهابات شديدة جداً، وبعد يومين فقط تحسنت حالته قليلاً، ثم نقلوه لمستشفى الشفاء، لكن الأوضاع في المستشفيات كانت كارثية، حيث اقتحم الاحتلال مستشفى النصر، فازدادت الأمور سوءاً".

ومع انهيار المنظومة الصحية وغياب سيارات الإسعاف، اضطرت الأم وعلى مسؤوليتها لنقل طفلها المصاب في شاحنة متوجهةً إلى دير البلح، وسط الطريق الموحش، حاملةً معه أسطوانة أكسجين بالكاد تكفيه.

في قسم الطوارئ بمستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة، عاد عمر يتجاوب قليلاً، فكان يأكل، ويتكلم، ويرفع يديه ببطء، لكن ما إن نُقل إلى عناية الأطفال حتى التقط فيروساً من المستشفى، فانهارت كل محاولات التحسن، وعاد للأجهزة مرة أخرى.

لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام

تقول والدته، بعد أن سالت دموعها على وجنتيها: "كان عمر يقول لي: ماما أنا صحيت، شوفي ارفعي إيدي، أنا شاطر؟، وكان يأكل الموز، ويحاول يتحرك، لكنه اليوم حالته تتدهور بشكل كبير".

ورغم حصوله على تحويلة علاج رسمية في سلوفينيا، إلا أن عائلة الطفل عمر ما زالت تنتظر موافقة الاحتلال الإسرائيلي، وفتح معبر رفح.

وتناشد "اليازجي" المؤسسات الدولية والحقوقية والصحية بالعمل على إخراج ابنها للعلاج خارج قطاع غزة بشكل فوري؛ قبل أن يفقد حياته جراء الإصابة.

اخبار ذات صلة