شمس نيوز/ عبدالله عبيد
تواجه عملية التسوية السياسية للصراع العربي- الإسرائيلي والصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، عقبات هيكلية منذ بدايتها حتى الآن، وفى مختلف حلقاتها، وهذه العقبات الهيكلية هي التي تتسبب في انتكاس هذه العملية وارتدادها إلى نقطة الصفر، ويتكرر هذا الأمر في جميع حلقات تسوية أوسلو وتوابعها، وكامب دافيد الثانية، وأنابوليس، وخطة جون كيري للتسوية، وما دون ذلك من مفاوضات.
فمنذ أوائل العام 2014، أي حين فشل خطة جون كيري إلى وقتنا هذا، لم يكن هناك أي حديث عن مفاوضات جرت بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية من فوق الطاولة أو أمام وسائل الإعلام، إلا أن هناك خشية من وجود مفاوضات تسير من تحت الطاولة، خصوصاً وأن السلطة تتمسك بالتفاوض "كخيار استراتيجي"، مقابل تمسك حكومة الاحتلال بالاستيطان والتهام الأراضي الفلسطينية.
وتعثرت في إبريل/ نيسان 2014، جولة المفاوضات التي جرت بين السلطة وإسرائيل، بعد تعنت الأخيرة واستمرارها في بناء الوحدات الاستيطانية، إلى جانب رفضها الإفراج عن الدفعة الرابعة من أسرى ما قبل أوسلو.
شروط فلسطينية
السلطة الفلسطينية وضعت حدا أدنى من الشروط للعودة إلى المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي، وهي تحديد موعد نهائي لانسحاب الإسرائيليين، ووقف نهائي للاستيطان، وحدود واضحة وقدس شرقية وحق عودة ونهاية الإشراف الأحادي، بحسب تصريحات عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ، د. نبيل شعث مفوض العلاقات الدولية بمنظمة التحرير.
واستبعد شعث خلال حديثه لـ"شمس نيوز" عودة المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في الفترة الحالية، مشدداً على أن السلطة تتجه نحو مواجهة الاحتلال الإسرائيلي من خلال محكمة الجنايات الدولية، وتكثيف حملة المقاطعة لإسرائيل والحراك الدولي لنيل اعترافات دولية جديدة بـ"دولة فلسطين".
وكان نتنياهو الذي تصدر حزبه "الليكود" الانتخابات الإسرائيلية، في مارس الماضي، عبر لوزراء خارجية ثلاث دول خلال لقائه معهم مؤخراً، عن استعداده للقاء الرئيس محمود عباس، قائلاً للوزراء: أرجو منكم إقناعه (عباس).
وأكد شعث أن العودة إلى المفاوضات أمر غير ممكن، مضيفاً: وليس ممكنا حتى بتعديل جذري في عناصر المفاوضات، وهذا ما فعلناه في محاولتنا للوصول إلى قرار مجلس الأمن الذي فشل".
وكان صائب عريقات، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، أكد أن الشروط التي تضعها الحكومة الإسرائيلية لاستئناف المفاوضات لا يمكن قبولها، خاصة مع استمرار النشاطات الاستيطانية، وفرض الحقائق على الأرض، والتطهير العرقي، وخاصة في شرقي القدس المحتلة.
واعتبر عريقات أن الترجمة الحقيقية للشروط الإسرائيلية تعنى تدمير خيار الدولتين عبر استبدال مرجعيات القانون الدولي بمرجعية فرض الحقائق الإسرائيلية واستبدال مبدأ الدولتين بمبدأ نتنياهو.
استئناف المفاوضات
ورغم موقف السلطة المتعنت تجاه المفاوضات وتصريحات قادتها بعدم الرجوع إليها، إلا أن هناك مصادر فلسطينية وأردنية أعربت عن غضب أردني كبير من اللقاءات السرية التي تجري على أراضيه في منطقة البحر الميت تجمع مسؤولين من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في لقاءات تتعلق بالمفاوضات السياسية وبحث آفاق استئناف المفاوضات دون التنسيق مع المسؤولين في الأردن.
وبحسب ذات المصادر، فإن الأردن بعث برسالة وصفت بـ"الغاضبة" على اللقاءات السرية والبعيدة عن وسائل الإعلام التي تجمع مسؤولين كبار من السلطة الفلسطينية مع مسؤولين من الجانب الإسرائيلي ويناقش خلالها المجتمعون آفاق العودة لطاولة المفاوضات.
وأضافت المصادر "بأن اللقاء الأخير الذي جمع الملك عبد الله الثاني والرئيس محمود عباس جرى خلاله "معاتبة" أبو مازن على عدم التنسيق مع الأردن وإطلاعه على فحوى اللقاءات السرية التي تجري في منطقة البحر الميت ويلتقي خلالها مسؤولون كبار من السلطة ومسؤولون من الجانب الإسرائيلي.
وأوضحت المصادر "أن هذه اللقاءات، والمتعلقة ببحث العودة لطاولة المفاوضات تجري في فنادق البحر الميت وعلى الأراضي الأردنية ولا يوجد أي علم أو تنسيق مع الجهات الأردنية الرسمية حول فحوى اللقاءات ومضمونها، في إشارة إلى سرية المعلومات التي يتم بحثها في اللقاءات وخطورتها".
وكان الأردن قد حذر من التوقيع على اتفاق "أوسلو 2" بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي دون علمه.
لم تتوقف
المحلل السياسي، حمزة أبو شنب، قال من جهته، إن "المفاوضات لم تتوقف بين السلطة وإسرائيل وإن توقف شكلها السياسي، ولكن التنسيق الأمني وتبادل المعلومات لا يزال مستمراً بشكل واضح".
وأشار أبو شنب لـ"شمس نيوز" إلى أن هناك نهج لدى السلطة الفلسطينية بهذه المفاوضات، مضيفاً في حديثه: فمن الوارد أن يكون هناك مفاوضات سواء تحت الطاولة أو فوقها، لأن عباس يعتبرها الخيار الاستراتيجي والوحيد للتعاطي مع الاحتلال".
وكانت صحيفة الفيغارو الفرنسية، قالت في 20 من الشهر الماضي، إن فرنسا ستقدم مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي، بشأن "التسوية" بين السلطة والاحتلال الإسرائيلي، قبل سبتمبر/أيلول المقبل.