أكد رئيس شبكة لجان العمل التشاركي في الأزمات والكوارث د. لؤي المدهون، أن قطاع غزة يقف أمام كارثة مناخية–إنسانية خطيرة في فصل الشتاء، في وقت يعيش فيه أكثر من مليون ونصف المليون نازح داخل خيام مهترئة تفتقر إلى أدنى مقومات الحماية.
وقال المدهون في تصريح لـ"شمس نيوز": "إن الأمطار الغزيرة والفيضانات التي يشهدها القطاع منذ يوم أمس لا تمثل حالة طقس عابرة، بل تهديدًا مباشرًا لحياة النازحين الذين يواجهون البرد والمطر والعواصف داخل خيام غير صالحة للسكن، حيث غرقت مئات الخيام بالكامل، وتلفت الأغطية والمواد الغذائية، وتعرضت العائلات للوقوف لساعات طويلة فوق أرض موحلة بعدما غمرت المياه كل ما يملكون.
وأوضح أن مشاهد غرق الخيام وانهيارها هي نتيجة مباشرة لمنع دخول الخيام البديلة ومواد الإيواء والمضخات ووسائل الحماية، وهو ما يحمّل الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية قانونية وإنسانية كاملة عن تعريض حياة المدنيين للخطر، خصوصًا مع استمرار حرمان القطاع من إدخال أكثر من 300 ألف خيمة ووحدات إيواء جاهزة يحتاجها النازحون بشكل عاجل.
وأضاف أن الساعات القادمة قد تحمل مشهداً بالغ الخطورة في ظل توقعات بارتفاع منسوب المياه في بعض مناطق الإيواء لأكثر من متر، وسط ظروف صحية تتدهور بسرعة مع انتشار الالتهابات الرئوية والأمراض الجلدية والجرب والإسهالات، إضافة إلى حالات اختناق بسبب وسائل التدفئة البدائية داخل الخيام المغلقة.
وأشار المدهون إلى أن الفئات الأكثر تضررًا هي الأطفال والنساء وكبار السن وذوو الإعاقة الذين يواجهون ظروفًا قاسية لا تناسب الحد الأدنى من الحياة الكريمة.
كما شدد على أن الأزمة الحالية تتجاوز كونها منخفضًا جويًا؛ فهي انعكاس مباشر لأزمة إنسانية مركبة يعيشها شعب تُرك وحيدًا في مواجهة المطر والبرد دون مأوى حقيقي أو وسائل حماية.
ودعا د. المدهون المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والدول الصديقة إلى التحرك الفوري والعاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وفتح المعابر لإدخال الخيام ومواد الإيواء وطرود الطوارئ، وتوفير وحدات إيواء جاهزة قادرة على حماية العائلات من الانهيار والغرق، وإرسال فرق دعم وإنقاذ للتعامل مع الفيضانات.
كما طالب المؤسسات المحلية بعدم تخزين المواد الإغاثية والشوادر، والبدء الفوري في توزيعها على الأسر الأكثر تضررًا قبل تفاقم المنخفض بصورة أكبر.
وختم المدهون تصريحه بالقول إن ما يجري اليوم في غزة ليس أزمة طقس، بل كارثة إنسانية مكتملة الأركان تهدد حياة مئات الآلاف من الأبرياء، داعيًا العالم إلى التحرك الآن وليس غدًا، لأن التأخير يعني مزيدًا من الغرق ومزيدًا من المرض ومزيدًا من الألم.