تصدر اسم أحمد الأحمد منصات التواصل الاجتماعي ومواقع الانترنت بعدما ظهر في مقطع فيديو وهو ينتزع سلاح أحد منفذي الهجوم في سدني بأستراليا، حيث وصفه الكثير من المسؤولين في أستراليا بأنه بطل حقيقي فيما أطلق عليه منقذ الأرواح.
ففي هجوم سدني حدثت حالة من الذعر والفوضى بين المواطنين الاستراليين والمقيمين في الدولة، إلا أن المسلم أحمد الأحمد كان بطلًا حقيقيًا في إيقاف المجزرة من خلال التصدي لأحد منفذ الهجوم عندما انتزع منه سلاحه.
وأسفر الهجوم، الذي وقع الأحد أثناء احتفالات عيد "الحانوكا" اليهودي في ولاية نيو ساوث ويلز، عن مقتل 16 شخصا وإصابة 40 آخرين، بينهم عناصر من الشرطة، قبل أن تتمكن السلطات من تحييد المنفذين.
ولعب التدخل الجريء لـ أحمد الأحمد دورا حاسما في إرباك المهاجمين والحد من حجم الخسائر البشرية.
من هو أحمد الأحمد؟
أحمد الأحمد هو مسلم يبلغ من العمر 45 عامًا
يحمل الجنسية الأسترالية
تنحدر أصول أحمد الأحمد إلى سورية، وتحديدا من قرية النيرب في محافظة إدلب شمال غربي سوريا.
تدخل إنساني بلا تردد
وبحسب روايات أقارب الأحمد، فإن تدخله لم يكن بدافع أيديولوجي أو سياسي، بل جاء استجابة إنسانية فورية بعدما شاهد مسلحا يطلق النار عشوائيا على المدنيين.
وأضاف الأسعد أن الأحمد اندفع بشكل تلقائي نحو أحد المسلحين وانقض عليه من الخلف، محاولا السيطرة عليه ونزع سلاحه، غير مكترث بالمخاطر التي تهدد حياته، وهو ما ظهر بوضوح في أحد مقاطع الفيديو التي بثت عقب الهجوم.
وخلال محاولته التصدي للهجوم، أُصيب الأحمد بطلقين ناريين في كتفه ويده اليسرى، مما استدعى نقله إلى المستشفى.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق لحظة انقضاض الأحمد على أحد المسلحين من الخلف، ومحاولته السيطرة عليه رغم إطلاق النار، حيث يظهر في التسجيل إصابته برصاص أطلقه المهاجم الثاني من موقع قريب.
حالة مستقرة وإشادة واسعة
وأكدت عائلة الأحمد أن حالته الصحية مستقرة، ومن المقرر أن يخضع لعملية جراحية لاستخراج الرصاص من جسده.
ونقل قريبه عنه قوله إن ما قام به "واجب إنساني"، مضيفا: "أي إنسان شريف لا يمكن أن يقف متفرجا حين يرى الأبرياء يُقتلون".
وقوبلت الخطوة البطولية للأحمد بإشادة رسمية وشعبية واسعة في أستراليا. ووصف مفوض شرطة الولاية مال لانيون تصرفه بـ"الشجاع"، مشيرا إلى أن تدخله ساهم في إنقاذ عدد كبير من الأرواح.
من جانبه، قال رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز، كريس مينز، إن ما قام به الأحمد "من أكثر المشاهد التي لا تُصدق"، مضيفا: "هذا الرجل بطل حقيقي، وكثيرون ما زالوا على قيد الحياة الليلة بفضل شجاعته".
كما أثنى رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي على تصرف الأحمد وغيره من المدنيين الذين اندفعوا للمساعدة، معتبرا أنهم "أمثلة حقيقية للشجاعة والتضامن الإنساني".
وفي السياق ذاته، أدانت الجاليات المسلمة في أستراليا الهجوم بشدة. وأصدر المجلس الوطني للأئمة الأستراليين بيانا أعرب فيه عن تضامنه مع الضحايا وذويهم، مطالبا بمحاسبة المسؤولين عن الهجوم، ومؤكدا رفضه المطلق لكل أشكال العنف.