وجّه مجلس الصحافة الألماني، توبيخا رسميا إلى موقع صحيفة "بيلد"، بسبب عدم مهنيتها في تغطية حادثة اغتيال الصحفي أنس الشريف، مراسل قناة الجزيرة في قطاع غزة، واصفا ما نشرته الصحيفة حول الحادثة "انتهاكا جسيما لأخلاقيات المهنة واستخفافا جسيما بواجب التحري والدقة".
وكان المجلس قد تلقى 328 شكوى جماعية ضد مقال نشرته صحيفة بيلد في أغسطس/آب الماضي بعنوان "إرهابي متنكر بزي صحفي قُتل في غزة"، متبنية بذلك رواية الجيش الإسرائيلي الذي ادّعى أن الشريف كان قائد خلية عسكرية تابعة لحركة "حماس".
ولم يُقدّم فريق تحرير الصحيفة أدلة موضوعية كافية لهذه الرواية، ما أثار انتقادات واسعة، دفعت الفريق لتغيير العنوان لاحقًا.
ورأت لجنة الشكاوى في مجلس الصحافة الألماني، بالإجماع، أن تلك التغطية تمثل انتهاكا صارخا لأخلاقيات الصحافة حسب المادة الثانية من مدونة قواعد السلوك الصحفي، وإساءة جسيمة لكرامة الصحفي الشخصية وفق المادة التاسعة من المدونة نفسها.
وبناء على جسامة المخالفات، قرر المجلس توجيه توبيخ رسمي إلى الصحيفة، وهو أشد إجراء تأديبي يمكن أن يتخذه المجلس.
وشدد المجلس، وهو هيئة رسمية تتحقق من التزام الوسائل الصحفية الألمانية بمبادئ المهنة، أن قراراته تستند حصريا إلى المعايير الأخلاقية المنصوص عليها في ميثاق الصحافة، بعيدا عن أي اعتبارات سياسية أو شخصية.
وعمل الشهيد الشريف (29 عاما) مراسلا لقناة الجزيرة في قطاع غزة خلال حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع، واشتهر بتغطية المجازر والأوضاع الإنسانية الكارثية رغم التهديدات الإسرائيلية.
واستُشهد الشريف وأربعة صحفيين آخرين نتيجة غارة إسرائيلية استهدفت بشكل مباشر خيمتهم قرب مستشفى الشفاء في مدينة غزة مساء يوم 10 أغسطس/آب 2025، في هجوم أثار استنكارا دوليا واسعا.