غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

بالصور زغاريد غزة تصدح رغم الإبادة.. منظمة الرباط التركية تزف 203 عرسان وسط القطاع

شمس نيوز - وليد المصري

نظمت منظمة الرباط التركية، اليوم الخميس، حفل زواج جماعي لـ203 عريس من قطاع غزة، حمل عنوان: "رغم الإبادة نحب الحياة".

وأقيم الحفل الجماعي، على أرض بلدية الزوايدة وسط القطاع، بمشاركة واسعة وحاشدة من ذوي العرسان وأهاليهم، إلى جانب المخاتير ووجهاء العائلات، وفعاليات المجتمع المحلي، وممثلين عن المؤسسات المجتمعية

وقالت المتحدثة باسم منظمة الرباط التركية، نهى عبد الرازق، إن تنظيم حفل الزواج الجماعي يأتي في إطار إنساني واجتماعي، وهو جوهر الرسالة التي تعمل من خلالها المنظمة في دعمها المتواصل للشعب الفلسطيني.

وأوضحت عبد الرازق، لمراسل "شمس نيوز"، أن عنوان الحفل عكس الهدف الذي سعت من أجله "منظمة الرباط"، والمتمثل في الوقوف إلى جانب أبناء غزة ومساندتهم في صناعة الفرح الفلسطيني الذي لا يشبه أي فرح آخر في العالم، لما يحمله من معنى الصمود والتحدي.

وأضافت أن الحشد الكبير الذي شهدته الفعالية يشكل دلالة واضحة على أن شعب غزة متعطش للحياة والفرح، ورسالة صادقة بأن الفلسطينيين رغم الألم والحصار والدمار، ما زالوا بحاجة إلى لحظات الفرح ويتمسكون بها كجزء أصيل من حقهم في الحياة.

من جهته، قال رئيس بلدية غزة، يحيى السراج، إن هذا الفرح الجماعي استفتاء على أن الإنسان الفلسطيني ماضٍ رغم الحرب، في بناء نفسه وشعبه، مشيراً إلى أن أبناء غزة يُشَمِّرون عن سواعدهم ليبدؤوا من جديد في بناء بيوتهم وحياتهم، غير آبهين بوحشية الاحتلال والدمار.

وأكد السراج، خلال كلمة له ضمن فعاليات الحفل الجماعي، أن غزة ستبقى عصية على الفناء، وقادرة دائماًً على النهوض من تحت الركام، وصناعة الحياة رغم كل المحن.

وشكر رئيس بلدية غزة، منظمةَ الرباط التركية على جهودها الإنسانية في مساعدة الشعب الفلسطيني، متمنياً أن تكون "هذه بداية حياة سعيدة وكريمة للعرسان، ملؤها الحب والمودة، والحرص على بناء هذا الوطن ما حيينا وما بقينا".

من جهتهم، أعرب العرسان المشاركون وذووهم، عن شكرهم وتقديرهم لمنظمة الرباط التركية على هذه اللفتة الإنسانية، معتبرين أن الحفل بارقة أمل ورسالة صمود في وجه محاولات كسر إرادة الحياة لدى أبناء غزة.

العريس أحمد ناهض حبيب (25 عاماً)، من سكان حي الشعف بمدينة غزة، أوضح أن الحرب سرقت منه الكثير، بعدما فقد عدداً من أقاربه وأبناء عمومته، وتعرض للإصابة، فيما دُمر منزله بداية الحرب.

وأضاف "حبيب"، لمراسل "شمس نيوز"، أن الظروف القاسية لم تُلغِ رغبته في الاستمرار بالحياة، مشيراً إلى أنه تقدم لخطبة عروسه خلال فترة الهدنة الثانية في شهر يناير عندما عاد إلى شمال القطاع، رغم حجم الخسارة والمعاناة التي يعيشها.

وأعرب عن شكره لمنظمة الرباط التي وقفت إلى جانبه وساعدته في تيسير الزواج، مؤكداً أن هذه المبادرة منحتهم أملاً جديداً وبداية مختلفة وسط الألم، "فنحن نعيش واقعاً صعباً جداً، وهناك كثير من الناس في غزة لم تعد قادرة على استكمال حياتها".

بدوره، قال العريس أحمد رائد زياد، وهو أسير محرر، اعتقل بداية حرب الإبادة وقضى عامين في سجون الاحتلال، إن خطيبته انتظرته لعامين كاملين في ظل الأسر والحرب والضياع، لافتاً إلى أن هذه السنوات كانت قاسية عليهما، لكنها زادت من قوة الرابط بينهما.

وأوضح "زياد"، لمراسل "شمس نيوز"، أنه بعد تحرره أراد أن يكافئ خطيبته على وفائها وصبرها، وقال: "بعد عامين من الأسر كافأتها بوفائي لها، لِنُكَوِّن أسرة صالحة في هذا الوطن على القيم والثبات والأخلاق".

وأضاف أن شعوره اليوم مزيج من الفرح والسرور والانتصار على الألم، مشدداً على أن أبناء غزة يصنعون الفرح رغم الحرب والدمار، وأن البقاء في دائرة الحزن والالم والتشتت ليس خياراً، بل الواجب هو التفكير الدائم في كيفية صناعة الفرح والحياة مهما اشتدت الظروف.

أما العروس داليا أبو دقة، من مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، فقالت إن "هذا الفرح يأتي بعد عامين من الحرب المثقلة بالفقد والألم"، مؤكدة أنه رغم فقدان الأهل والأحباب فإن الشعب الفلسطيني يحب الفرح والحياة.

وأضافت "أبو دقة"، لمراسل "شمس نيوز": "نحن نحب أن نفرح رغم كل ما مررنا به، ونحن سعداء جداً بهذا الفرح الجماعي، فوجود هذا العدد من الناس ومشاركتهم لنا الفرحة يمنحنا قوة وأملاً"، مشيرة إلى أن الفرح حق أصيل لأبناء غزة، مهما حاول الاحتلال حرمانهم منه.

وأكدت أن هذا العرس الجماعي يمثل رسالة واضحة بأن الفلسطينيين، رغم هدم البيوت وسفك الدماء وتدمير كل مناحي الحياة الإنسانية في قطاع غزة، ما زالوا قادرين على التمسك بالأمل، وصناعة الفرح، وإعلان الحياة في وجه الدمار.