قائمة الموقع

خبر تسهيلات مصر المفاجئة.. ما هو الثمن؟!

2015-06-15T10:56:41+03:00

شمس نيوز / عبدالله عبيد

أجمع مراقبون للشأن الفلسطيني أن التسهيلات المقدمة من مصر لأهالي قطاع غزة من فتح معبر رفح البري، ودخول وخروج قيادات حركة حماس من القطاع بالإضافة إلى إغراق غزة بأطنان من الأسمنت المصري، تأتي بعد إذابة بعض الجليد عن العلاقة بين كل من حماس ومصر بعدما توترت بشكل كبير في أعقاب تولي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية قبل عام، وعلى خلفية تفجيرات وهجمات مسلحة راح ضحيتها العشرات من الجنود المصريين في سيناء.

وأكد المراقبون في أحاديث منفصلة لـ"شمس نيوز"، أن الثمن الذي دفعته حماس للحصول على مثل هذه التسهيلات متعلق بالتعاون الأمني بينها وبين مصر، ضمن إطار محاربة السلطات المصرية مسلحي الجماعات السلفية المقربين من تنظيم الدولة في سيناء، والذين تبنوا عدة تفجيرات في منطقة سيناء، منوهين في الوقت ذاته إلى أن العلاقة بين الطرفين لا تزال هشة وحذرة في نفس الوقت.

وقامت السلطات المصرية بفتح معبر رفح البري يوم السبت الماضي ( 13/6)، بعد إغلاقه بشكل دائم لفترات طويلة، بحجة الأوضاع الأمنية في شمال سيناء، دون الالتفات إلى مُعاناة سكان القطاع من المرضى والطلاب وأصحاب الإقامات والحالات الإنسانية.

في حين، سمح الجانب المصري صباح السبت الماضي، بإدخال نحو 2200 طن من الإسمنت عبر معبر رفح الحدودي جنوب قطاع غزة، فيما ستسمح بدخول كميات أكبر من ذلك خلال اليومين القادمين.

إذابة الجليد

وأكد المحلل السياسي، أكرم عطاالله أن التسهيلات المقدمة لقطاع غزة أتت بعد إذابة بعض الجليد عن العلاقة بين حركة حماس ومصر، و"هذا تم ربما بحوارات سرية بين الجانبين، أشار إليها د. خليل الحية عضو المكتب السياسي لحماس".

وقال عطاالله لـ"شمس نيوز": هذا التحسن ربما ظهر برفع حماس من قائمة الحظر الإرهابية، وتطور بشكل دراماتيكي بعدما حدث في قطاع غزة من اعتقال لبعض السلفيين، وربما هذا برأ حماس من كثير من التهم التي ألصقتها بها مصر"، مشيراً إلى أن الأخيرة قرأت أن حماس خصم للسلفيين وليست داعمة لهم.

وأضاف: ربما جرى تبادل معلومات أمنية بين الطرفين، لأنه ظهر في لحظة بأن هناك خصم مشترك للجانبين، هذا ما جعل مصر تغير من نظرتها لحماس"، لافتاً إلى أن هناك ثمن دفعته حماس للحصول على مثل هذه التسهيلات.

ورجّح المحلل عطاالله أن يكون الثمن له علاقة بالتعاون الأمني "تنسيق أمني" في موضوع ملاحقة السلفيين، لأنه في السياسة ليس هناك حسن نوايا، حسب قوله.

وكانت محكمة استئناف القاهرة أصدرت يوم السبت (6/6) حكما بإلغاء قرار سابق يعتبر حركة المقاومة الإسلامية حماس “منظمة إرهابية”، بعدما صنفتها بهذا التصنيف في 28 فبراير الماضي، معتبرة في حيثيات حكمها أن الحركة تهدف إلى "النيل من أمن مصر واستقرارها".

لم يأتِ صدفة

في السياق، أوضح المحلل السياسي حسن عبدو أن الحصار وتحسن العلاقات بين مصر وحماس وفتح المعبر يؤكد أن هذا لم يأت صدفة، وإنما هو نتيجة لجهود بذلتها كل من حماس والقيادة المصرية لتحسين العلاقة.

وذكر عبدو خلال حديثه لـ"شمس نيوز" عدة أسباب دفعت مصر لتحسين العلاقة مع حماس، أولها الضغوط المحتملة من السعودية على القيادة المصرية، مشدداً على أن صمود حماس وعدم انهيارها بعد العدوان على غزة سبب مهم أيضا. وقال: هناك رغبة إسرائيلية في بقاء حماس والاتفاق معها على هدنة طويلة ضمن ضوابط أمنية واقتصادية"، مشيراً إلى أن مصر تريد أن تجعل من حماس ورقة للضغط على السلطة الفلسطينية, على حد تعبيره.

وبيّن عبدو أن حماس تريد فتح قناة اتصال أمنية والعمل مع مصر ضد المتشددين والتيارات السلفية لوقف التحريض الإعلامي، وضبط الحدود بفعالية أكبر، لافتاً إلى أن العلاقة بين مصر وحماس لحد الآن حذرة ومرتبطة بأداء الأخيرة على الأرض، "ونحن كمراقبين نرى أن العلاقة هشة وقابلة للعودة إلى نقطة الصفر".

وتغلق السلطات المصرية معبر رفح، الواصل بين قطاع غزة ومصر منذ 24 أكتوبر من العام الماضي، عَقِب الهجوم المسلّح الذي تعرض له الجيش المصري في محافظة شمال سيناء، وأدى إلى مقتل 31 جنديًّا، وجرح آخرين، وتفتحه استثنائياً لساعات محدودة بين فترة وأخرى.

الجدير بالذكر، أن العلاقة بين مصر وحركة حماس توترت منذ عزل الرئيس الأسبق، محمد مرسي، في يوليو 2013، أعقبها في مارس العام الجاري، حكم قضائي بوقف نشاط الحركة داخل مصر، وحظر أنشطتها بالكامل، والتحفظ على مقراتها داخل البلاد.

اقرأ ايضا: 

بعد إلغاء "حماس إرهابية".. هل تعود المياه إلى مجاريها ؟

 

اخبار ذات صلة