شمس نيوز /عبدالله مغاري
منذ أن بدأ الحديث عن نية حكومة الوفاق الوطني تقديم استقالتها لرئيس السلطة الفلسطينية في اجتماع مرتقب سيجمع محمود عباس, ورئيس الحكومة رامي الحمد الله في رام الله, تناثرت التساؤلات حول السيناريو المتوقع في حال قدمت الحكومة استقالتها فعليا.
محللون سياسيون أكدوا على أن استقالة حكومة الوفاق الوطني في هذا الوقت الحساس تحديدا, سيعيد الأوضاع إلى عهدها القديم, وسيفتح الطريق أمام حماس لتشكيل لجنة لإدارة القطاع بالاتفاق مع الفصائل، من جهة, وسيعطي حماس مبررا للاستمرار وحدها في المفاوضات التي تديرها بصورة غير مباشرة مع إسرائيل، من جهة أخرى، ما سينتج عن الاستقالة من أزمة في العلاقات الوطنية.
إدارة في غزة
الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل استبعد أن تقوم حكومة الوفاق بتقديم استقالتها للرئيس محمود عباس ,مشيرا إلى أنه في حال استقالة الحكومة ستخلي الطريق أمام حماس لتشكيل إدارة بالاتفاق مع الفصائل الأخرى، لتسيير أمور قطاع غزة .
وقال عوكل لـ"شمس نيوز" : هناك شك في موضوع استقالة أو إقالة الحكومة , ذلك لأن الحديث قبل يومين كان نحو مجال تعديل الحكومة، ولا يوجد مقدمات لاستقالتها".
وتوقع المحلل السياسي في حال قدمت الحكومة استقالتها فعليا, العودة إلى العهد السابق، حتى لو تم تشكيل حكومة جديدة.
وأشار "عوكل "إلى أن الواقع السلبي بين فتح وحماس لا ينذر بتشكيل حكومة فصائل جديدة ,لافتا إلى أن تشكيل حكومة فصائل يجب أن يسبقه حوار واتفاق "ولا يوجد مؤشرات لذلك" بحسب قوله .
ونوه" عوكل "إلى أن هذه الخطوة تأتي بسبب فقدان الأمل بتحقيق المصالحة، ليضيف: خصوصا أن الاستقالة لا تأتي باعتبارها حكومة سلطة تستقيل ضمن تغيرات بنيوية للدولة".
مبرر لحماس
المحلل السياسي أكرم عطا الله يرى أن استقالة الحكومة في هذه الظروف الحساسة ,وفي ظل الحديث عن مفاوضات بين حماس وإسرائيل, سيعطي حماس مبررا للاستمرار لوحدها في المفاوضات, وسيترك لحماس الخيار مفتوحا لتشكيل لجنة تدير غزة.
وقال عطالله لـ"شمس نيوز": استقالة الحكومة بعد أكثر من عام، ويجري الحديث عن إعادة تشكيلها بدون الرجوع لحركة حماس في هذا الوقت الحساس, سيبعد السلطة ومنظمة التحرير عن حماس, وسيعطي حماس مبرر للاستمرار لوحدها في المفاوضات مع إسرائيل".
ولفت المحلل والكاتب السياسي إلى أن استقالة الحكومة في هذا الوقت سيخلق أزمة في إطار العلاقات الوطنية وانتكاسة للمصالحة, مبينا أن الحكومة كان من المفترض أن تقدم استقالتها في ظروف أفضل من هذه الظروف.
وأضاف: هذه الحكومة وجدت لستة أشهر لمهام محددة متفق عليها بين جميع الفصائل ,ولم تنجز مهماتها، وكان يجب أن يستوقف الفلسطينيين عجز الحكومة عن إكمال مهماتها".
وكانت مصادر مطلعة قد ذكرت بأن الرئيس محمود عباس أعلن خلال اجتماع المجلس الثوري لحركة فتح أن الحكومة الفلسطينية برئاسة رامي الحمد الله ستقدم استقالتها قريبا.
و قالت المصادر إن فكرة تشكيل حكومة وطنية جديدة تغلب حتى الآن على فكرة التعديل الوزاري.
وتعقيبا على هذا الموضوع استنكرت حماس أي تعديل وزاري بعيدا عن علمها.