غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر حديث التهدئة.. "حماس" تناور و"إسرائيل" صامتة و"السلطة" تنفخ على النار

شمس نيوز/عبدالله عبيد

ما حقيقة الأنباء التي تتحدث عن مفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس بوساطات عربية وأوروبية لإبرام هدنة طويلة الأمد؟ سؤال يطرحه كثير من المتابعين والمهتمين بالشأن الفلسطيني، مع تضارب التصريحات وشح المعلومات بهذا الشأن، في وقت لم تتحدث أي مصادر إسرائيلية رسمية عن أي مفاوضات مع حماس للاتفاق على هدنة بغزة تمتد لسنوات.

فالزيارات المكوكية لمسئولين أوروبيين وعرب التي شهدها قطاع غزة مؤخراً حملت تطورات على صعيد ملف التهدئة الفلسطينية الإسرائيلية. وتحدثت تقارير إسرائيلية عن أن إنجاز اتفاق تهدئة طويلة الأمد بين حماس وإسرائيل أمر متوقع خلال شهر من الآن, مشيرة وفق تقرير موقع "واللا"" العبري إلى تقاطع مصالح الطرفين في وقف تمدد وانتشار قوى السلفية الجهادية التي بدأت بالتعاظم مؤخراً في غزة.

وكانت مصادر فلسطينية وأخرى قريبة من حركة حماس كشفت عن وساطات واتصالات غير مباشرة تجري بهدف التوصل إلى هدنة طويلة الأمد بين الحركة وإسرائيل.

وقال مسؤول مطلع على هذه الاتصالات لوكالة فرانس برس إن العديد من الوسطاء بينهم مبعوث أممي زاروا غزة والدوحة، ونقلوا لقادة الحركة عدة أفكار لم تصل حتى الآن إلى مبادرة رسمية أو نص مكتوب.

لكن حركة حماس تنفي وجود أي مبادرات رسمية من أي جهة، مشيرة إلى أن هنالك أفكارا متداولة حول مشاريع غير متبلورة للتهدئة.

بالونات اختبار

وأكد عضو المكتب السياسي في حماس، م. زياد الظاظا لـ"شمس نيوز"، أن أي حديث يتعلق بإنجاز اتفاق التهدئة طويلة الأمد بين إسرائيل وحماس خلال أقل من شهر، لا أساس له وعار عن الصحة تماماً"، مشدداً على أن هذه إشاعات وبالونات اختبار.

وقال الظاظا: كل ما قيل بهذا الموضوع كذب ولا رصيد له من الواقع، ومجرد إشاعات يراد منها بالونات اختبار، سواء من طرف العدو الصهيوني أو من طرف السيد عباس، محاولة للفت الأنظار نحوه ولمزيد من الحصار على الشعب الفلسطيني".

وأعرب عن أمله أن تشهد الأيام القادمة انفراجة حقيقية في قطاع غزة المحاصر لأكثر من ثمانية أعوام، متمنياً في الوقت ذاته أن يتم فتح معبر رفح الفلسطيني المصري بصورة دائمة ومستمرة وعلى مدار الساعة وإدخال مواد البناء ومستلزمات إعادة الإعمار.

وكانت السلطة الفلسطينية قد حذرت مراراً وتكراراً من أي اتفاقات جزئية تحت أي ذرائع أو مسوغات، تصب في خانة فصل القطاع عن الضفة الغربية، وهو هدف إسرائيلي ليس بحاجة إلى برهان حسب الناطق باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح.

وحذر أبو ردينة من خطورة تمرير مثل هذه الصفقات بذريعة فك الحصار عن القطاع، في حين أن نتائج مثل هذه الصفقات ستكون كارثية على شعبنا وقضيته، ليس أقلها فصل الضفة عن غزة، بل ومنح الاحتلال الإسرائيلي فرصة الاستفراد في الضفة الغربية والقدس، وتمهيد الطريق لفرض حلول تصفوية من قبيل الدولة ذات الحدود المؤقتة، بحسب تعبيره.

لا اتفاقات

المحلل السياسي، مصطفى الصواف يرى أنه "طالما أكدت الجهة المسؤولة "حماس" بأنه لا اتفاق بينها وبين الاحتلال الإسرائيلي فليس هناك أي اتفاقات"، مبيّناً أن الذي يكثر الحديث في هذا المجال هو الاحتلال الإسرائيلي، للعمل على تخفيف حدة الانتقادات الموجهة إليه، خاصة بعد تصاعد المواقف المطالبة بتجريم الاحتلال ومعاقبته بالمقاطعة وغير ذلك.

وقال الصواف لـ"شمس نيوز": هناك تهدئة جرت بعد العدوان الأخير على غزة، من خلال الاتفاق الذي تم في القاهرة، ولكن الاحتلال الإسرائيلي لم يلتزم بها، وراعي هذه التهدئة لم يقم بدوره"، موضحاً أننا لسنا بحاجة إلى مزيد من الاتفاقات، وإنما إلى أن يلتزم العدو الصهيوني بما تم الاتفاق عليه.

واعتبر أن بنود هذا الاتفاق في حد ذاته تشكل مدخلاً لتهدئة تخدم مصالح الشعب الفلسطيني ومقاومته، مؤكداً أن الاحتلال عندما يدخل في تهدئة تكون له مصالح يريد أن يحققها.

وأضاف المحلل السياسي: منطلقات حماس هي خدمة الشعب الفلسطيني، وأينما وجدت وسيلة لخدمة هذا الشعب أعتقد أنها ستقبل عليها دون أي تردد لأي سبب من الأسباب"، حسب تعبيره.

وعلى صعيد متصل، أفادت مصادر فلسطينية أن القيادي البارز في حركة حماس موسى أبو مرزوق، غادر قطاع غزة متوجهاً إلى العاصمة القطرية "الدوحة" وبجعبته اتفاقية تهدئة طويلة الأمد مع إسرائيل سيجري تباحثها مع (رفاقه) هناك بمباركة مصرية.

وهنا نقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن مصادر فلسطينية قولها إن زيارة أبو مرزوق إلى قطر تأتي للقاء رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل لبحث التهدئة مع إسرائيل والتي قد تمتد لخمس سنوات، بعد عدة زيارات أجراها مسؤولون من دول الاتحاد الأوروبي مؤخرا إلى قطاع غزة، لافتة إلى أن وزير الخارجية البلغاري السابق التقى قيادات حمساوية في غزة وعلى رأسهم أبو مرزوق.

وكان القيادي في حركة حماس أحمد يوسف، كشف في وقت سابق عن وجود مؤشرات إيجابية في العلاقة بين حركته وجمهورية مصر العربية تدلل على أن المرحلة المقبلة بين الطرفين تتطور وتسير بالاتجاه الصحيح وتؤسس إلى دور كبير ستقوم به مصر.

شائعات

من جهته، اعتبر المتابع للشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت أن كل ما نشر حول التهدئة يدخل في إطار الشائعات، مشيراً إلى أن التعامل معها يجب أن يكون محدود الضمان، لأنه لم يصدر أي تأكيد رسمي سواء من إسرائيل أو من حماس.

ولفت شلحت في حديثه لـ"شمس نيوز" إلى أن هناك تلميحات إسرائيلية تدلل على أنها معنية بالتهدئة لأسباب عديدة، مشدداً على أن أهم هذه الأسباب هي محاربة السلفيين الجهاديين الذين بدءوا بالانتشار في قطاع غزة مؤخراً.

وبيّن أن الكرة الآن في ملعب حماس أكثر مما هي في يد إسرائيل، لأن إسرائيل دائماً تلهث وراء مصالحها الأمنية، مؤكداً أن هناك مصلحة أمنية لكلا الطرفين للتوصل لمثل هذه التهدئة.

وتوصل الطرفان الفلسطيني و"الإسرائيلي" في 26 أغسطس/ آب الماضي إلى اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية مصرية ينهي الحرب الإسرائيلية الثالثة خلال ستة أعوام على قطاع غزة، والتي دامت 51 يوماً وأدت إلى استشهاد أكثر من ألفي فلسطيني، وجرح أكثر من 11 ألفاً آخرين، واتفق الجانبان على تأجيل المفاوضات حول المواضيع الأساسية لمدة شهر تطبيقاً لمبادرة مصر التي ترعى هذه المفاوضات.

وتنص الهدنة التي لم تلتزم "إسرائيل" بتطبيقها، على وقف إطلاق النار في القطاع وفتح المعابر التجارية مع غزة، بشكل متزامن، وإدخال مواد البناء والإعمار للقطاع، مع مناقشة بقية المسائل الخلافية، ومن أبرزها تبادل الأسرى وإعادة العمل إلى ميناء ومطار غزة.