شمس نيوز / عبدالله عبيد
" 12 عاماً.. لم أرَ فيها قبة الصخرة الذهبية التي دعوت الله ليل نهار وسراً وجهاراً بأن أزورها وأصلي في مسجدها قبل موتي، وأخيراً والحمدلله صليت في المسجد الأقصى وأول جمعة في شهر رمضان المبارك"، بهذه الكلمات بدأ الحاج أبو العبد مطر حديثه عن زيارته للمسجد الأقصى الذي تمنى أن يصلي فيه قبل موته.
الحاج أبو العبد البالغ من العمر (63 عاماً) من مدينة غزة، أعرب عن سعادته للسماح له هذه المرة بزيارة الأقصى، بعد رفضه مراراً وتكراراً من قبل الجيش الإسرائيلي، ليقول في حديثه لـ"شمس نيوز": شهر رمضان مختلف تماماً في المدينة المقدسة، حتى طريقة العبادة وأداء الصلاة فيها له رونق خاص".
وأضاف: في صلاة الجمعة ترى الناس من كل حدب وصوب يسارعون لدخول المسجد الأقصى، وحتى في صلاة العصر شعرت بارتياح كبير جداً"، داعياً الله بأن يمنح الصلاة في الأقصى لكل من يتمناها.
وكان رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية الوزير حسين الشيخ، أعلن الخميس الماضي، عن مجموعة من "التسهيلات الخاصة" لأهالي قطاع غزة، خلال شهر رمضان المبارك.
وذكر الشيخ أنه تم السماح لـ400 مصلٍ بأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، حسب الآلية التي تتبعها الهيئة مسبقًا مع المصلين.
شعور رائع
أما المواطن أبو محمد خضر (32 عاماً) من مدينة القدس، والذي يقطن في حارة المسارة، رغم أنه دائم الصلاة في المسجد الأقصى، إلا أنه يشدد على أن الصلاة بالأقصى تكون مختلفةً في شهر الصوم.
وقال خضر في حديثه لـ"شمس نيوز": شعور رائع أثناء صلاتنا في أول جمعة بالأقصى، إلى جانب العديد من المواطنين، فمنهم من الضفة الغربية ومنهم من الداخل المحتل وأيضاً من قطاع غزة، شعرنا بخير رمضان علينا هذا العام".
ورغم التسهيلات التي قدمها الاحتلال للفلسطينيين بدخول الأقصى والسماح بالصلاة فيه خلال شهر رمضان المبارك، إلا أن شرطة الاحتلال لا تتوقف عن مضايقة المصلين واستفزازهم في صلاة الجمعة، بحسب المواطن خضر.
وكان الاحتلال أعلن "سلسلة تسهيلات" لمواطني الضفة الغربية في شهر رمضان المبارك تتضمن السماح لمن يتجاوز 40 عاما بالوصول إلى القدس المحتلة وأراضي عام 48 دون تصريح مسبق.
شعور مختلف
ويوضح الشاب سعيد أبو حمرة من مدينة الخليل، والذي يرى المسجد الأقصى لأول مرة، أن مشاهدة قبة الصخرة عن كثب وبالعين المجردة شعور مختلف لا يتخيله العقل البشري، على حد وصفه.
وأشار أبو حمرة في حديثه لـ"شمس نيوز" إلى أنه فور دخوله لساحات المسجد الأقصى قام بتقبيل أرضه وترابه، وذلك تعبيراً عن اشتياقه للمسجد الذي يحرم الاحتلال الإسرائيلي الملايين من المواطنين الفلسطينيين دخوله وأداء الصلاة فيه.
وعن شعوره في أول صلاة له بالأقصى، قال الشاب العشريني: كنت كأنني أملك الدنيا بما فيها، وتمنيت ألاّ أغادره، ولكن قدرنا أن نأتي زائرين للصلاة فيه".
وأعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة اليوم الخميس، عن تخصيص 550 حافلة ركاب لنقل الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى المسجد الأقصى المبارك غدا لأداء الصلاة في الجمعة الأولى من شهر رمضان.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن قائد شرطة "شيمي مرتسيانو" إن الحافلات ستنطلق من معابر "قلنديا" و"الزيتونة" و"قبة راحيل" اعتبارا من الساعة السادسة صباحا إلى مناطق أبواب "العامود" و"الساهرة" و"الأسباط" في البلدة القديمة لتعمل حتى الساعة السادسة مساء.
وذكر مرتسيانيو أنه ينصح الركاب بشراء التذاكر ذهابا وايابا ليتسنى لهم العودة بعد انتهاء الصلاة من نفس المنطقة التي أقلتهم الحافلات إليها.