شمس نيوز/ إيناس الزرد
ما زال إغلاق معبر رفح البري البوابة الوحيدة لقطاع غزة على العالم الخارجي يحتل حديث سكان قطاع غزة وشغلهم الشاغل سواء كان طلاب يودون الالتحاق بمقاعد دراستهم في الجامعات العربية والأجنبية، أو مرضى لا يجدون لهم علاجاً في مشافي القطاع وأصحاب الإقامات والجوازات الأجنبية التي توشك على الانتهاء، بفعل استمرار السلطات المصرية إغلاق المعبر لفترات طويلة وفتحه بشكل جزئي أياماً قليلة، مما أدى لتكدس أعداد المسافرين واستمرار المعاناة بدون توقف يوماً تلو الأخر ليكون المعبر مسرحاً وشاهداً على حرمان المواطنين من حقوقهم.
وكانت إدارة المعابر قد أغلقت مكاتب التسجيل منذ أكثر من شهر نظراً لإغلاق المعبر المتكرر وتكدس أعداد المسافرين والذي فاق عددهم ال6000 مسجل.
وتحول استمرار إغلاق معبر رفح الحدودي وتكدس آلاف المسافرين على الجانبين الفلسطيني والمصري إلى كابوس مقلق يلاحق عدد كبير من المواطنين في قطاع غزة.
محاولات فاشلة
لم يرحم إغلاق معبر رفح المتكرر الشاب على نوري (26عاماً) وزوجته ريتال جزائرية الجنسية من معايشة فصول المعاناة التي يتذوقها ألاف المواطنين الفلسطينيين الراغبين في السفر في محاولتهم مغادرة قطاع غزة إلى مكان إقامتهم وعملهم إلى الجزائر، مبيناً أن السلطات المصرية كانت تفتح المعبر في الأوقات السابقة بشكل يومي ثم أسبوعي ثم أصبح الآن لا أحد يعلم بموعد فتح المعبر .
ويوضح نوري بحسرة شديدة في حديثه لـ"شمس نيوز", أنه قام بالتسجيل لأربع مرات متتالية ولكن كلها بات بالفشل لمغادرة قطاع غزة إلى مكان عمله وتجديد إقامته التي قاربت على الانتهاء,مشيراً إلى أنه أصبح لا يعرف ماذا يفعل أمام موانع السفر التي تحول بينه وبين العودة لحياته الجديدة وعمله مع زوجته.
ويبين أن ما زاد من معاناتهم أنه كان على وشك المغادرة بعدما جاء دورهم في إحدى الكشوفات, ولكن تم تبديل الكشف بأخر وحتى اللحظة لم يستطيعوا السفر، مطالباً السلطات المصرية بتسهيل مرور المسافرين وزيادة أيام فتح المعبر لاستيعاب كافة الأعداد الكبيرة المتكدسة والنظر بعين الرحمة للحالات الإنسانية والمرضى والمواطنين المهددة إقامتهم وأعمالهم بالانتهاء.
أولويات عديدة
أما دعاء رجب (28عاما ) من حي الزيتون في قطاع غزة والتي ارتبطت بشريك حياتها من استراليا منذ أكثر من عام لم تتمكن حتى اللحظة من مغادرة القطاع بفعل استمرار إغلاق معبر رفح المتكرر وعدم سماح مكاتب التسجيل لوالدها بمرافقتها إلى مصر لإيصالها لزوجها أثناء رحلتها لإعطاء الأولوية لغيرها من الأشخاص الأكثر حاجة للسفر .
وأضافت رجب في حديثها لـ" شمس نيوز" بصوت ملئ بنبرات الخوف والحزن," حتى هذه اللحظة لم أستطع مغادرة غزة رغم جهوزية كل أوراقي, لان والدي لم يحصل على التنسيق الخاص بالخروج بفعل قلة عدد الأيام التي يفتح بها المعبر".
بدوره، أكد مدير هيئة المعابر والحدود في قطاع غزة ماهر أبو صبحه , أن استمرار إغلاق السلطات المصرية لمعبر رفح البري أمام المسجلين للسفر وفتحه على فترات متباعدة بشكل جزئي أدى لزيادة معاناة المسافرين لا سيما المرضي منهم وأصحاب الإقامات التي شارفت على الانتهاء وذلك بسبب عدم السماح لهم بالخروج, وتأجيل سفرهم لعدة مرات .
وأضاف أبو صبحه في حديثه لــ" شمس نيوز":" خلال عشرة الشهور الماضية تم إغلاق معبر رفح أمام المسافرين أكثر من 39مرة, مما أدى لتزايد أعداد المواطنين الراغبين في التسجيل حتى وصل عددهم إلي 6000شخص في الوقت الحالي" مشيراً إلى أن فتح المعبر لمدة ثلاثة أيام لن يكف بتسفير هذا العدد الهائل من المواطنين في ظل تحكم الجانب المصري بأيام وأوقات فتح المعبر وعدد الأشخاص الذين يمكن أن يغادروا خلال هذه الأيام.
وأشار إلى أنهم قاموا بإغلاق مكاتب التسجيل لعده أيام, وذلك لتفادي الأعداد الهائلة من المسجلين ويكون لديهم المقدرة على تسفير الأفراد الذين قاموا بالتسجيل مسبقاً, مبيناً أنهم قاموا بعد ذلك بفتح مكاتب التسجيل لمده 4ساعات للحالات الطارئة والإنسانية حيث تم تسجيل حوالي 700 مواطن فاضطروا لإغلاق المكاتب مره أخرى بفعل ارتفاع الأعداد .
ملف أزمة
وأكد أبو صبحه أن إدارة هيئة المعابر ووزارة الداخلية في الحكومة الفلسطينية يتعاملان مع هذه الإشكاليات كإدارة ملف أزمة , وليس أمامهم سوى العمل على الموازنة بين أعداد المسجلين وإغلاق المكاتب لفترات محدودة, لأنهم لا يستطيعون العمل وحدهم لان هناك طرف أساسي وهو الجانب المصري .
قرار سياسي
شدد أبو صبحه على ضرورة فتح الجانب المصري معبر رفح لمده تزيد عن 3 أيام, وذلك لاستيعاب أكبر أعداد ممكنه من المسافرين، وهذا الأمر يحتاج لقرار سياسي من القاهرة, لافتاً إلى أن كل القوانين والأعراف الدولية كفلت لسكان قطاع غزة حق التنقل والسفر عن طريق هذا المعبر.
وطالب أبو صبحه الجانب المصري بضرورة فتح معبر رفح البر على مدار الساعة في كلا الاتجاهين خاصة أمام أصحاب الجوازات الأجنبية والمرضي والطلبة , لأن تأجيل سفرهم بشكل دائم سيعطل حركة سير حياتهم.