مصادر قبلية وطبية: حرب حقيقية وقعت في سيناء ومقتل أكثر من 100 ضابط وجندي ومدنيين ومسلحين وتدمير 4 كمائن عسكرية بالكامل وخطف مدرعات وجنود
تقرير: عادل القاضي
“لن أسمح بتكرار ما حدث في سيناء مرة أخرى“، هذا ما قاله السيسي للفريق أسامة عسكر عضو المجلس العسكري بتاريخ 1 فبراير 2015 عقب سلسلة هجمات شنتها عناصر تنظيم “ولاية سيناء” في يناير عام 2015 على مواقع عسكرية وأمنية في العريش باستخدام السيارات المفخخة وقذائف الهاون، وقتل فيها قرابة 30 جنديًا وضابطًا مصريًا. ومع هذا؛ جاءت هجمات أمس (الأربعاء) الأول من يوليو من جانب تنظيم داعش (ولاية سيناء) لتسقط عددًا أكبر يقدر بحوالي 100 جندي وضابط، بخلاف مدنيين ومسلحين.
هذه الهجمات أظهرت أن قانون “القيادة الموحدة بسيناء” الذي أصدره السيسي في أول فبراير الماضي وعين بموجبه قائدًا موحدًا لكل سيناء ما هو إلا “حبر على ورق”، وأنه لم ينجح في القضاء على الإرهاب في سيناء، وأن سيناء تحتاج لمعالجة مختلفة، ربما معالجة سياسية ومجتمعية، كما يقول خبراء مصريون، قبل أن تكون أمنية؛ لأن كافة التقارير الاستراتيجية تقول إن المسلحين يتعايشون على حالة الغضب الشعبي الناتجة عن ممارسات أمنية أو الفقر أو غياب التنمية، وينضم لهم (الساخطون) على الحكومة المصرية.
أما أبرز رسائل “ولاية سيناء” من هذه الهجمات، بخلاف إحراج وتوجيه ضربة للسيسي وللجيش، فتتمثل في السؤال الذي طرحه العديد من المحللين والنشطاء من سيناء: هل يسعى تنظيم ولاية سيناء بهذه الهجمة الشاملة للسيطرة الكاملة على سيناء أو أجزاء منها، وفصلها، كما يفعل داعش في سوريا والعراق؟
فما حدث هذه المرة يختلف عن كل المرات السابقة ويشبه أجواء حرب حقيقية شاملة تشنها داعش لأول مرة في الشيخ زويد؛ لدرجة السيطرة على شوارعها وكمائن جيشها وحصار أقسام الشرطة ومعسكرات الأمن التي تأتي منها الإمدادات، فضلًا عن استخدام كل الأسلحة؛ إذ شملت الهجمات قرابة 15 هدفًا عسكريًا وأمنيًا دفعة واحدة، مع قطع طرق وتفخيخها، وحصار أقسام الشرطة ومعسكرات الشرطة (مثل معسكر الزهور) لمنع أي إمدادات.
ومن الواضح أن أعدادًا كبيرة من التنظيم شاركت فيها، يقدرها البعض بـ 300 أو 500 وليس 70 فقط كما قال المتحدث العسكري المصري. وقد أعلن التنظيم مؤخرًا الانتهاء من تدريب وتخريج دفعات جديدة انضمت له، ربما جزء كبير منهم من الشباب الغاضب في سيناء على الممارسات الأمنية.
ورغم أن المتحدث العسكري أصدر ثلاثة بيانات عسكرية؛ إلا أنه لم يذكر العدد الإجمالي للقتلى من العسكريين، واكتفى بما ذكره في البيان الأول من أنهم 10، رغم تأكيده في بيانات لاحقة أن العدد ارتفع. بينما تقول مصادر بدوية وصحفية من سيناء إن العدد قرابة 100 جندي وضابط قتيل، بخلاف مدنيين قتلوا في قصف لاحق للطائرات المصرية خطأ ومسلحين.
فبحسب مصادر قبلية وطبية، ما دار كان حربًا حقيقية في شمال سيناء؛ حيث هاجم مسلحو ولاية سيناء 15 كمينًا ونقطة للجيش والشرطة في الشيخ زويد والعريش، ودمروا ثلاثة منها وقتلوا كل من فيهم، علمًا أن كمين “الرافعي” وحده به 60 ضابطًا وجنديًا؛ ما يعني وصول الضحايا لأكثر من 100 أو 150، بحسب تقدير المرصد السيناوي.
وقد ذكر الصحفي السيناوي أبو أحمد الرفحاوي عبر حسابه على فيس بوك، وكذلك “المرصد السيناوي”، أن العدد لا يقل عن 100 إلى 110 قتلى.
وقال الصحفي “الرفحاوي”: “الخسائر حسب ما وصل لي من شهود عيان بالمنطقة: 4 كمائن أبيدت بالكامل، واستولى المسلحون على دبابة المدفعية التي قتلت أطفالًا أول أمس، وخسائر الجيش لا تقل عن 100 قتيل و5 جرحى على الأقل، ومحاصرة قسم الشيخ زويد، ولكن الجيش نجح في فك الحصار“.
ونقل عن شهود عيان أن خسائر المسلحين ممن شوهدوا بالعين حوالي 7 ممن قاموا بسحبهم أثناء الاشتباك، بينما قال المتحدث العسكري إنه تم قتل 22 مسلحًا، وقالت صحف مصرية إن الجيش قتل 90 مسلحًا (نقلًا عن “سكاي نيوز”).
وتحدث الأهالي عن قتلى بين المدنيين بفعل القصف العشوائي للطيران المصري والمدفعية، وطالب بعضهم (عبر مواقع التواصل) بمخرج آمن ونقل المصابين بسبب غياب الاسعاف.
خطة شاملة لا عملية محدودة
وقالت المصادر إن هجوم المسلحين عالي التخطيط؛ حيث بدأت الهجمات في توقيت واحد على 15 هدفًا، وتم الاستيلاء على 3 مدرعات ونسف بعض الأكمنة، وإن المسلحين فخخوا الطريق الدولي وضربوا دبابات الإسناد للإنقاذ بصواريخ كورنيت ثم هاجموا مراكز الدعم وحاصروا مناطق دعم القوات؛ لمنع وصول أي مساعدات لضحايا المعارك الأولى والمعارك المستمرة، وتم فرض حظر التجول في الشيخ زويد.
وقال “المرصد السيناوي” إن “هناك أنباء متداولة عن اختطاف المسلحين لعدد غير معلوم من الجنود في استهداف الكمائن صباح اليوم“، فيما قالت مصادر قبلية أخرى إن المسلحين الذين نفذوا هجمات سيناء تمكنوا من اختطاف بعض الجنود المصريين، كما تمكنوا من السيطرة على 4 مدرعات واختطفوهم.
ولكن مصادر عسكرية بسيناء قالت إن أنباء أسر جنود بالشيخ زويد غير صحيحة، وأقرت بصعوبة الاتصال بالعناصر الأمنية المتواجدة في بعض مناطق الاشتباكات، ولكنها أكدت في تصريحات صحفية أن “العناصر التكفيرية استولت على مدرعتين وصناديق ذخيرة وأسلحة في مناطق الاشتباكات بالشيخ زويد“.
وعقب البيانات التي أعلنتها “ولاية سيناء” عن حجم الأهداف التي هاجمتها، وهي 15 هدفًا؛ قال خبراء عسكريون -تعليقًا على البيان- إنه “لو صح كل ما فيه، فإننا بصدد استهداف للوجود العسكري على كامل أراضي سيناء“.
أسلحة دفاع جوي لإسقاط الأباتشي
فقد كشفت بيانات “ولاية سيناء” أن التنظيم استخدم لأول مرة بفاعلية صواريخ مضادة مخصصة للدفاع الجوي لإسقاط طائرات الأباتشي المصرية التي بادرت للهجوم على قوات التنظيم عقب هجماته الكثيفة أمس (الأربعاء).
وتحدث حساب “المرصد السيناوي” عبر تويتر عن “إصابة طائرة أباتشي بصاروخ موجه من نوع سام 7 مضاد للطائرات بأجواء جنوب الشيخ زويد“.
وقد أكدت مصادر قبلية صحة ما قاله بيان ولاية سيناء؛ حيث أكد حساب “سيناء 24″ الذي ينقل أحداث الشيخ زويد عبر “فيس بوك”، نقلًا عن مصادر، أن “اختفاء الأباتشي من سيناء خلال هجمات الشيخ زويد جاء نتيجة استهداف إحداها من قبل مسلحي ولاية سيناء“، مؤكدًا سيطرتهم على 4 كمائن جنوب الشيخ زويد.
وأكدت القناة الثانية في التليفزيون الإسرائيلي هذه الأنباء؛ حيث زعمت أن طائرة مصرية من طراز أباتشي أصيبت جراء إطلاق صاروخ من قبل مسلحي تنظيم “ولاية سيناء” خلال المعارك التي قالت إنها لا تزال مستمرة في الشيخ زويد بين قوات الجيش المصري وعناصر التنظيم المتشدد.
وأصدر تنظيم “ولاية سيناء” بيانين تبنى فيهما العمليات التي استهدفت عددًا من كمائن الجيش في الشيخ زويد بشمال سيناء؛ حيث قال في البيان الأول: “في غزوة مباركة يسر الله أسبابها، تمكن أسود الخلافة في ولاية سيناء من الهجوم المتزامن على أكثر من 15 موقعًا عسكريًا وأمنيًا لجيش الردة المصري؛ حيث قام الإخوة بتنفيذ ثلاث عمليات استشهادية متوزعة على نادي الضباط بالعريش وكميني السدرة وأبو رفاعي بمدينة الشيخ زويد“.
وأضاف أن: “الهجوم تم أيضًا بالأسلحة الثقيلة والخفيفة وقذائف الآر بي جي والهاون على عدد من الكمائن (حواجز عسكرية)“، وأوضح البيان أنه: “تمت السيطرة الكاملة على عدة مواقع واغتنام ما فيها، كما تم استخدام الصواريخ الموجهة في مهاجمة المواقع وقطع الإمداد والتصدي لطيران المرتدين باستخدام سلاح الدفاع الجوي؛ مما أجبر طيرانهم على الهروب مدحورًا“.
وفي البيان الثاني قال: “بفضل الله وحده، وضمن الغزوة المباركة والمستمرة في ولاية سيناء، يتم الآن حصار قسم شرطة الردة داخل مدينة الشيخ زويد“، وأضاف: “تمكن أسود الخلافة من تفجير آليتين لجيش الردة المصري، وذلك قرب كمين جرادة على الطريق الواصل بين العريش والشيخ زويد“.
وتابع: “تم استهداف كمائن الجورة والظهيرة وأسعيد والوحشي بقذائف الهاون، ولا زالت الاشتباكات متواصلة“.
ولم يحدد التنظيم عدد القتلى أو المصابين من جانب الجيش المصري أو من جانبه، غير أن الجيش المصري أعلن عبر متحدثة الرسمي العميد محمد سمير، في وقت سابق من يوم الأربعاء، عن مقتل وإصابة 10 من عناصر الجيش المصري في هجوم نفذته “عناصر إرهابية” على عدد من نقاط التفتيش في سيناء شمال شرقي البلاد.
وقال المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية (أمس) في بيان له عبر صفحته الرسمية بموقع فيس بوك: “صباح اليوم قام عدد من العناصر الإرهابية، تشير المعلومات الأولية إلى أن عددها يقدر بحوالي 70 عنصرًا، بمهاجمة 5 أكمنة (نقاط تفتيش) بقطاع تأمين شمال سيناء بوقت متزامن“، وإنه في إطار ملاحقة العناصر الإرهابية المتورطة في حادث الهجوم الإرهابي على أكمنة القوات المسلحة بشمال سيناء صباح الأربعاء تم استهداف منطقة تجمع للعناصر الإرهابية وتدميرها بالكامل؛ مما أسفر عن مقتل عدد (17) إرهابيًا.
وأضاف البيان: “وقد قامت قواتنا بالتعامل الفوري مع العناصر الإرهابية بكافة وسائل النيران؛ مما أسفر عن مقتل عدد 22 عنصرًا إرهابيًا وتدمير عدد 3 عربات لاندكروزر محملة بالمدافع عيار 14.5 مم المضادة للطائرات واستشهاد وإصابة 10 أبطال من رجال القوات المسلحة البواسل حتى الآن“.
تحييد الشرطة المصرية
وقد لوحظ أن المعارك هذه المرة سعت لتحييد قوات الشرطة المصرية في سيناء بالكامل عبر حصار أقسام الشرطة وتفخيخ الطرق إليها، وكذا محاصرة معسكرات الأمن التي تمد القوات بالعتاد اللازم بنفس الطريقة.
وقد نفت وزارة الداخلية، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، ما تردد عن سيطرة المسلحين على الشيخ زويد؛ بعدما قال شهود عيان إن مسلحي ولاية سيناء منتشرون في شوارعها، مؤكدة أن: “سيناء بالكامل تحت سيطرة الجيش المصري ولا صحة لما يتردد بشأن إقدام العناصر الإرهابية على السيطرة على مدينة الشيخ زويد أو غيرها“.
بيد أن مصدرًا أمنيًا مسؤولًا بوزارة الداخلية أكد أن قوات الأمن كانت تحاول فك الحصار المفروض على بعض الأقسام والمقار الشرطية بمدينة العريش والشيخ زويد بعد محاصرتها من قبل مسلحين لمنع خروج تعزيزات أمنية لدعم قوات الجيش والشرطة في مواجهة المسلحين؛ حيث زرع المسلحون منذ الصباح الباكر متفجرات حول الأقسام ومهاجمتها، قبل أن ينجح الجيش في فك الحصار وينسحب المسلحون.
وقال مصدر أمني لموقع “مصراوي”، الأربعاء، إن “قوات الداخلية، بالتعاون مع القوات المسلحة بشمال سيناء، قامت بتحريك طائرات الأباتشي المقاتلة باتجاه المقار الشرطية المحاصرة؛ إلا أن تطويق قسم شرطة الشيخ زويد وقسم العريش ومعسكر الزهور بالعبوات الناسفة وضع القوات الأمنية في مأزق كبير؛ حيث إنه لا بد من التعامل بحكمة، تحسبًا لانفجار العبوات الناسفة داخل القوات المتواجدة بالأقسام المحاصرة مما يؤدي إلى تضاعف الخسائر في صفوف قوات الأمن“.
وترددت أنباء -نقلًا عن شهود عيان- عن محاصرة مسلحي ولاية سيناء للسجن المركزي بسيناء وقصفه بالأسلحة الثقيلة ومحاصرة المبنى بالكامل، وأن معارك دارت بالقرب منه وشارك فيها الطيران المصري.
ونشر تنظيم “أنصار بيت المقدس”، الذي أعلن انضمامه لتنظيم داعش، والذي أعلن تبنيه للعمليات التي وقعت بسيناء أمس (الأربعاء)، بيانًا ثانيًا، جاء فيه أنهم “تمكنوا من حصار قسم شرطة بمدينة الشيخ زويد وتفجير آليتين“.
ونقل حساب “سيناء 24″ عبر فيس بوك، نقلًا عن مصادر قبلية، أن مسلحين يحاولون اقتحام قسم الشيخ زويد بعد قطع إمدادات الجيش عن مناطق شرق العريش، وأن هناك انتشارًا للمسلحين بصورة غير مسبوقة بمناطق الشيخ زويد وزرع عبوات ناسفة على الطرق الرئيسة، والأهالي في حالة زعر مما يحدث.
الطيران والسيطرة على الشيخ زويد
وهو ما دعا وزارة الدفاع لرفع حالة الطوارئ إلى درجة “ج” في سيناء، وفرض حالة حظر التجوال وقطع الاتصال في الشيخ زويد وحكم الطوارئ، رغم أنه مفروض منذ 9 أشهر وجرى تخفيف ساعاته، وتدخلت مقاتلات إف 16 مصرية بقصف مكثف للشيخ زويد بسيناء بجانب الأباتشي التي تعرضت لقذائف من المسلحين.
وتعليقًا على تحليّق طائرات F16 المصرية في سماء الشيخ زويد لتأمين قوات الجيش وضرب قوات داعش، قال خبراء إن هذا القصف الجوي حال دون إعلان الشيخ زويد إمارة لداعش، بعدما قالت مصادر مصرية إن الهجوم نفذه 500 داعشي على الأقل وليس 70 كما ذكر الناطق باسم الجيش المصري.
فبحسب المرصد السيناوي، سيطر مسلحو تنظيم ولاية سيناء على أغلب شوارع مدينة الشيخ زويد، ورفعوا أعلامهم فوق المنازل، وانتشار عربات دفع رباعي قد تتعدى 25 سيارة في المدينة؛ ما يشير لأن الهجوم غير عادي وشامل.
وقال شهود عيان إن عناصر تنظيم داعش رفعوا الأعلام السوداء التي تميز تنظيم داعش على بعض منازل الشيخ زويد، وإن تنظيم داعش قام بتصوير كل هجماته المسلحة على الكمائن والنقاط الأمنية.
وأكد شهود عيان بمدينة الشيخ زويد أن مسلحين ينتشرون في محيط “معسكر الزهور” للأمن المركزي لمنع أي تعزيزات أمنية تصل إليه لمساعدة ما بداخله من قوات، ضمن خطة شل أي تحركات للشرطة بجانب الجيش.
وقال شهود العيان إن المسلحين يتحركون وسط المدينة بحرية، وإنهم فخخوا محيط قسم الشيخ زويد والكمائن الثابتة؛ لشل حركة قوات الجيش، وعدم وجود تعزيزات تصل إليهم، وسط دعوات للأهالي بعدم الخروج من المنازل لعدم إصابتهم بعد أنباء عن قتل مدنيين في قصف الجيش المضاد على المسلحين.
هجمات سيناء وفتح معبر رفح
وقد حاولت صحف مصرية الربط بين الهجمات التي قام بها مسلحو ولاية سيناء وفتح السلطات المصرية معبر رفح مؤخرًا؛ حيث زعمت “بوابة الأهرام” نقلًا عما قالت إنهم (شهود عيان في مدينة الشيخ زويد) بشمال سيناء إن “مسلحين ذوي لهجة فلسطينية طلبوا منهم عدم الخروج من المنازل، قائلين لهم إن الشوارع مفخخة وبها قذائف عشوائية“.
كما نقلت صحيفة “الشروق” الخاصة عن (مصدر أمني) أن “عناصر أجنبية شاركت في الهجوم الإرهابي المنظم الذي تم ضد عدد من أكمنة الجيش والشرطة في شمال سيناء صباح الأربعاء، كانت تحمل أسلحة حديثة، وترتدي زيًا عسكريًا مموهًا“.
وأضاف المصدر أن العناصر المنفذة للحادث كانوا ملثمين، وبعضهم كان يحمل أسلحة دفاع جوي على الكتف، وقذائف “آر بي جي”، بالإضافة إلى الأسلحة الآلية المتطورة التي كانت بحوزتهم.
أيضًا، نقلت صحف مصرية عن خبير عسكري قوله إن “الإرهابيين ربما حصلوا على دعم لوجيستي بعد فتح معبر رفح خلال الأيام الماضية“. حيث ذكر اللواء حمدي بخيت لـ “بوابة الأهرام” أنه “لا يستبعد أن يكون فتح معبر رفح خلال الأسبوعين الماضيين قد استفادت منه هذه الميليشيات في الحصول على دعم لوجيستي ساعد في استعادة قوتهم وتنظيم صفوفهم؛ بل قد يكون تم تسلل عناصر إرهابية جديدة وانضمت إلى هذه الجماعات الإرهابية“، بحسب قوله.
وطالب بخيت في مداخلة مع فضائية سي بي سي، الأربعاء، بمراجعة الموقف على معبر رفح، وتشديد الإجراءات؛ لمنع تسلل أي دعم لهذه الجماعات.
لماذا هاجم الإعلام “حماس والإخوان” وتجاهل “ولاية سيناء”؟
وقد انتقد نشطاء هذا التوجه الإعلامي المصري، وكتب المغرد “أنس حسن”: لماذا هاجم الإعلام “حماس والإخوان” وتجاهل “ولاية سيناء”، مؤكدًا أن “النظام العسكري ينظر لمعركته بشكل منظم؛ فهو يرى أن مسار المعركة المعلن للشعب منذ بدأت هو الإخوان ضد الدولة؛ ولهذا فإن أي انحراف عن هذا المسار أو دخول طرف جديد سيعتبر تشويشًا على المسار الأصلي للمعركة وتشتيتًا لعملية التجييش الشعبي ضد خصمه، كما أن اتساع دائرة المعركة يوحي للجمهور بأن القائم عليها لا يحكم سيطرته وأن دخول أطراف جديدة يعادل الفشل، وبالتالي فهو صاحب مصلحة أولى في ربط ما يحدث بالمسار الأصلي وعدم إضافة أو تعريف المسارات الأخرى بأنها منفصلة أو ذات سياق خاص، كما أن الصورة الذهنية لتعدد الجبهات سيكون معناها عدم قدرة حقيقية على ضبط الواقع؛ بل أدى تصدير الصراع إلى زيادة الأوضاع سوءًا“.
وأضاف: “كذلك ينظر الرقيب العسكري أو السيادي للبنية الخاصة بكل معركة؛ فسيناء المعزولة جغرافيًا وإعلاميًا وسكانيًا والمشتعلة جحيمًا منذ الانقلاب العسكري لا تتأثر مطلقًا بالدعاية الإعلامية وليست مستهدفة بالخطاب الإعلامي؛ فالنمط القبلي والبيئة البدوية أحيانًا لا تستجيب للخطاب اللميسي أو العكاشي، فهو غريب نوعًا ما عنه، كما أن النفسية البدوية لا تستجيب كثيرًا للبروباجندا التي يتأثر بها الريفي أو المدني المصري، كذلك فإن المواطن السيناوي لا يمكن التدليس عليه كثيرًا بخطاب إعلامي أو حملات هنا وهناك؛ فهو شاهد عيان على كل ما يحدث ولا يمكن أن يترك ما يراه بعينه ليصفق لحملات التمجيد والتهليل التليفزيوني بينما يقطر دمًا من الجحيم في أرضه“.
وتابع: “ينطلق الرقيب العسكري -في نظري- من حقيقة أخرى، وهي أن تنظيم ولاية سيناء ليس تنظيمًا جماهيريًا أو شعبيًا قد تؤدي حملات الشيطنة والتهويل إلى عزله أو تقلصه؛ فالتنظيم بالأساس نوعي منعزل وليس جماهيريًا، ويعتمد في شكله على الهرمية المطلقة والتحيز الجغرافي، وتشكل الحالة الشعبية بالنسبة له أمرًا يجب اجتنابه، حاليًا؛ فهو عملياتي بالدرجة الأولى، وبالتالي فنقل الهجوم على الإخوان المسلمين وتغيير الوعي الوطني تجاه المقاومة الفلسطينية والقضية الفلسطينية سيعتبر عملية فعالة جدًا؛ حيث إن كلا التنظيمين جماهيريان وكليهما يعتمد بالأساس أساليب شعبية لدعمه وبقائه، وبالتالي يكون الهجوم إعلاميًا على ولاية سيناء غير ذي جدوى، بينما تكون جداوه أكبر في حالة الإخوان وحماس“.
وختم بقوله: “الحقيقة الأخيرة والمهمة هي أن تصدير مصطلح ولاية سيناء يحوي بعدًا انشقاقيًا تقسيميًا، كما أنه يضيف لاعبًا جديدًا للساحة وبالتوازي مع فوبيا داعش الإقليمية يعتبر إدخالها للمعادلة المصرية إعلاميًا للمواطن البسيط مزيدًا من الإخافة والاضطراب، وهو معادل للفشل واتساع الخرق على السيسي، وبالتالي كان الأولى تهميشه لصالح الأعداء التقليديين الذين خلقهم النظام بدلًا من الإيحاء بدخول داعش لمصر بعد أن كان الإعلام يخوف ذات الشعب من أن نصل لمعادلة سوريا والعراق فإذا بنا نصبح جزءًا منها“.