شمس نيوز / عبدالله عبيد
بين الفينة والأخرى تهاجم مجموعات تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في سيناء، مقرات ووحدات الجيش المصري، لتوقع مزيدا من القتلى والجرحى، رغم الإجراءات الأمنية المشددة والتدابير غير المسبوقة التي تتخذها القوات المصرية في الجزء الشمالي من جمهورية مصر، والذي يفصل الجمهورية عن قطاع غزة.
وغالبا ما ينتج عن هذه التفجيرات والهجمات ردات فعل إعلامية مصرية تتهم المقاومة في غزة بالوقوف ورائها، أو تدريب عناصر مسلحة تدخل وتخرج عن طريق الأنفاق، وتنفذ ضرباتها بمباركة من حركة حماس، الأمر الذي تنفيه الحركة التي تحكم قطاع غزة بقبضة من حديد، ولا تسمح بمرور "نملة" من تحت الأرض باتجاه مصر.
ورغم ذلك، ازدادت العلاقة بين قطاع غزة ومصر سوءً نتيجة هذه التفجيرات، حيث اتهمت الأخيرة حركة حماس بأن مجموعاتها هي التي تنفذ أعمالا تخريبية في منطقة سيناء، الأمر الذي نتج عنه إغلاق معبر رفح البري وانسداد العلاقة بين الطرفين.
ولكن في ظل نسمات أمل بعودة المياه إلى مجاريها بين مصر وحماس مؤخراً، ورفع الحركة عن قائمة الإرهاب المصرية، وفتح قنوات اتصال بين الجانبين، ساد شعور لدى الشارع والمراقبين بأن صفحة الماضي سوف تطوى إلى غير رجعى، قبل أن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وتعود كرة اللهب إلى التدحرج من جديد في سيناء، بهجمات دموية غير مسبوقة، أودت بحياة العشرات من جنود الجيش والشرطة المصرية.
وكانت محكمة استئناف القاهرة أصدرت في (6/6) حكما بإلغاء سابق يعتبر حركة المقاومة الإسلامية حماس “منظمة إرهابية”، بعد أن صنفتها المحكمة ذاتها في 28 فبراير الماضي بهذا الوصف.
تصعيد كبير
المحلل السياسي، طلال عوكل يرى أن هذه التفجيرات صعبة، وتدلل على تصعيد كبير، خاصة وأنها تأتي بعد يومين على اغتيال النائب العام المصري، لافتاً إلى أن هذه الهجمات "نذير شؤم على المنطقة"، وتعكس إرباكا بالأمن في كل جوانب الحياة العملية.
وقال عوكل لـ"شمس نيوز": نحن كفلسطينيين يجب أن نأخذ بعين الاعتبار الإجراءات التي ستتخذها مصر حتى وإن كانت سلبية بالقياس لما كان عليه الوضع قبل سبعة أيام"، مؤكداً أن العلاقة بين مصر وغزة كانت إيجابية من خلال فتح المعبر لفترة طويلة.
وقتل عشرات الجنود المصريين صباح أمس الأربعاء ( 1/7) وأصيب عدد كبير بانفجار سيارة ملغومة بإحدى نقاط التفتيش في منطقة الشيخ زويد شمال سيناء، وفي سلسلة هجمات متزامنة على خمس من نقاط التفتيش.
وكان مسلحون من الجماعات الإسلامية التابعة لـ"ولاية سيناء" هاجموا خمسة حواجز عسكرية بمناطق الجورة وأبو رفاعي وسدرة، جنوب مدينة الشيخ زويد، فيما ذكرت مصادر أمنية مصرية أنهم أطلقوا بشكل متزامن، قذائف هاون على تلك الحواجز، وأعقب ذلك اندلاع اشتباكات بين المسلحين وقوات الجيش.
إجراءات أمنية
وبحسب مصادر صحفية من حركة حماس فإن الحركة هاتفت المخابرات المصرية لتقديم ما يلزم في الحرب المستمرة الآن بسيناء، وكبادرة حسن نية قامت قوى الأمن الوطني التابعة لغزة بالانتشار على الحدود ومنع المواطنين من الاقتراب من معبر رفح والحدود الفلسطينية المصرية.
وقال إياد البزم، المتحدث باسم الوزارة، في تغريدة عبر صفحته على فيس بوك، إن "الوزارة عززت من قواتها ودورياتها على طول الحدود الجنوبية مع مصر؛ للمحافظة على استقرار الحالة الأمنية وحفظ أمن الحدود".
وكان النائب العام المصري هشام بركات، قد فارق الحياة الاثنين الماضي، في المستشفى بعد ساعات من إصابته بتفجير استهدف موكبه في حي مصر الجديدة بالقاهرة، وفق ما أفاد وزيران مصريان.
مرحلة حرجة
وبالنسبة للمحلل السياسي، د. ناجي شراب، أستاذ العلوم السياسية في جماعة الأزهر بغزة، فقد أكد أن الأمور تتجه نحو مرحلة حرجة خصوصاً بعد تحسن العلاقات بين مصر وحماس ورفع صفة الإرهاب عن الحركة.
وشدد شراب في حديثه لـ"شمس نيوز" على ضرورة إدانة هذه العمليات من القيادة في قطاع غزة وبالأخص حركة حماس" لأن حماس ليست معنية لا من قريب ولا من بعيد فيما يجري بمصر".
وأضاف: دائماً حماس تؤكد أنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، ومن باب أولى، فإن ما يجري في مصر يستوجب قرارا واضحا، وخصوصاً أن هناك علاقة عضوية ومصلحة متبادلة بين حماس ومصر"، مشيراً إلى أن حماس لا يمكن أن تستغني عن الدور المصري بحكم عوامل كثيرة.
وكانت مصادر أمنية أكدت أن قوات الشرطة قتلت تسعة "مسلحين" في مدينة السادس من أكتوبر غربي القاهرة أمس الأربعاء عندما اقتحمت شقة كانوا يختبئون فيه.
وقال المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين محمد منتصر في اتصال هاتفي مع قناة الجزيرة: تمت تصفية مجموعة من قيادات الإخوان بدم بارد"، مشيراً إلى أنه لم يكن هناك أية اشتباكات وأن حديث السلطات عن اشتباك مع الأمن كذبٌ". وأكد أن الضحايا كانوا عزلا.
وشهدت سيناء تفجيرات عديدة خلال الأشهر الماضية، أدت إلى توتر العلاقة فيها بين مصر وحركة حماس في غزة، وقامت بعدها السلطات المصرية بإغلاق معبر رفح البري الذي يعد المتنفس الوحيد لأهالي قطاع غزة بحجة اتخاذ إجراءات أمنية.