صحيفة أكشام التركية
1– المسألة ليست مسألة نداء للحرب والرغبة بخوضها، ولا هي مسألة احتلال القوات التركية لأراضي دولة أخرى. المشكلة في سوريا لا تقتصر بالنظام الاسدي الظالم. المسألة ليست مسألة إقامة دولة كردية في جنوب تركيان كما أنّ المسألة ليست محاربة عناصر تنظيم داعش فقط.
2 – كما حدث عقب الحرب العالمية الأولى فقد قامت القوى العظمى بتقسيم منطقة الشرق الوسط حسب ما يناسب مصالحها. والان نجد أنّ هذه الدول تنوي إعداد خطة شبيهة بتلك التي كانت قبل مئة عام، وذلك مع مراعاة تغير الظروف والشروط. فهم يرغبون في إعادة رسم خارطة المنطقة بحسب ما يلائم المصالح العامة لهذه الدّول.
وأثناء تنفيذ هذا المخطط، لم تلقي هذه الدّول بالاً للقيم الإنسانية والأخلاقية في المنطقة. فهذه الدّول تستخدم كافة أنواع العنف والقمع من أجل الوصول إلى مرادها. إنّ هذه الدّول لم تقم أي وزناً لمشاعر الشعوب ولا لتاريخ الدّول ولا حتى للمعتقدات المختلفة التي ترعرعت ونشأت في هذه المنطقة.
والمسألة الحقيقية تكمن في الموقف التركي. فمع استمرار كل هذه الاحداث الدموية في منطقة الشرق الأوسط، كانت أعين هذه الدّول تترقّب الموقف التركي فقد كانت هذه الدول متشوقة لمعرفة الصف التركي. كما كانت هذه الدّول تنتظر ردة الفعل التركي حيال ما يحدث في هذه المنطقة من مآسي. ومع سير الاحداث في هذه المنطقة، بدأت الدّول العظمى التي كانت تخطط لإعادة تقسيم المنطقة من جديد، إلى ترقب الموقف التركي وهل ستأخذ دورها في المنطقة كلاعبة أساسية أم ستعزل نفسها عن قضايا ومعاناة المنطقة وتلتفّ لشؤونها الداخلية.
3 – إنّ تركيا لا تعاني من مشكلة في الوقوف ضدّ الظلم والعنف والاستبداد. وإنّ تركيا تُبدي مواقف أكثر من المنتظر منها في كثير من الأحيان.
4 – هناك عنصران هامّان يدلّان على قوّة دولةٍ ما، وهذه العنصران هما القوة الاقتصادية والقوة العسكرية. فمهما أطلقت القادة السياسيين من تصريحات، فإنّ هذه التصريحات لا تترك أثراً في الطرف المقابل ولا تكون رادعة إلا إذا كانت مدعومة بقوة اقتصادية وعسكرية. والمسألة الحقيقية تكمن هنا بالذات.
فالوضع الاقتصادي لتركيا معروف، فقد بتنا في المرتبة 16 عالميا وهذا أمر جيد. وإننا نهدف لدخول قائمة الدول العشرة الأقوى اقتصاديا في العالم خلال السنوات القادمة. وإنني أعتقد أنّه حان الوقت لإظهار تركيا قوتها العسكرية. وإنّ الاحداث الأخيرة الجارية في المناطق الشمالية لسوريا فرصة لإظهار هذه القوة.