شمس نيوز / عبدالله عبيد
تساؤلات عديدة ومحورية طرحتها الأحداث الأخيرة التي شهدتها سيناء المصرية، وأسفرت عن مقتل عدد كبير من جنود وضباط الجيش المصري إثر مهاجمة أكثر من 15 موقعا عسكريا في نفس التوقيت، وتبنى "ولاية سيناء" التابعة والمبايعة لتنظيم الدولة هذا الهجوم.
من بين هذه التساؤلات: هل يشهد قطاع غزة أحداثا مشابهة لما حدث في سيناء؟ وفي حال سيطرة "داعش" على سيناء ما هو مصير غزة؟ وهل ستمنع حماس من خلال نشر عناصرها مع الحدود المصرية تسلل أو دخول عناصر التنظيم" للقطاع؟
قبل ساعات من تنفيذ ولاية سيناء للهجوم الأخير على المواقع العسكرية المصرية المجاورة لقطاع غزة، بث تنظيم الدولة تهديداً مصوراً يتوعد فيه حركة حماس بالذبح والقتل وبرك من الدماء في غزة، إلا أن الأخيرة لم تولِ أي أهمية لتلك التهديدات، بل وتجاهلتها وكأنها لم تكن، لكنها لم تتجاهل ملاحقة ومتابعة واعتقال عدد كبير من الأنصار والمنتمين للسلفية الجهادية في القطاع.
قضية المواجهة والتهديد والوعيد حاضرة لدى مقاتلي داعش ضد حماس، بل يضاف إلى ما يوتر العلاقة بين الطرفين قضية الثأر لأحداث رفح في أغسطس العام 2009، والتي قتل فيها عدد من أنصار السلفية الجهادية وعلى رأسهم زعيم التنظيم الشيخ عبد اللطيف موسى، فيما بات يعرف لاحقا باسم أحداث "مسجد ابن تيمية".
ويرى القيادي البارز في حماس د. محمود الزهار أن تهديدات تنظيم الدولة فيها شيء عملي على الأرض، مثل الأحداث التي وقعت في السابق "ونتعامل مع القضية أمنياً، فمن يرتكب مخالفات أمنية يعامل حسب القانون، ومن يريد أن يناقشنا فكرياً ناقشناه"بحسب تعبيره.
وقال الزهار: إن ظاهرة تنظيم الدولة ظاهرة صغيرة محصورة في مجموعة يتقلبون ويتنقلون بين الفصائل، ويتم التعامل معهم وفق الأصول القانونية أمنياً في حال ارتكاب مخالفات، ومناقشتهم فكرياً"، لافتاً إلى أن هؤلاء ليس لهم علاقة بمقاومة الاحتلال، ولا بد أن تسألوهم هم عن سبب جنوحهم نحو هذا الفكر".
نؤمن بالوسطية
بالرغم من تعدد هجمات الجماعات الموالية لداعش في سيناء وتهديداتها لحماس وغزة، إلا أن مستشار رئيس وزراء الحكومة السابقة بغزة، والمحلل السياسي د. يوسف رزقه، استبعد أن يشهد قطاع غزة أحداثاً كما حصل في سيناء، وذلك لأن غزة مسيطر عليها من قبل فصائل المقاومة المسلحة وعلى رأسها حركة حماس التي تؤمن بالوسطية "ولا مجال للفكر المتطرف التكفيري فيها" بحسب تعبيره.
وفي ظل سيطرة فصائل المقاومة التي ترى أن قتال العدو الإسرائيلي هو القتال الواجب شرعاً، دون النظر إلى قتال الحكام أو الشعوب، كما يفعل تنظيم الدولة، يستبعد د. رزقه خلال حديثه لـ"شمس نيوز" أن تسيطر "داعش" على سيناء.
وشهدت العلاقة بين حركة "حماس" والسلفيين الجهاديين في قطاع غزة توترا كبيرا في أعقاب تأييد السلفيين لاقتحام "داعش" لمخيم اليرموك جنوب دمشق وإثر وقوع أكثر من ملاسنة بين عناصر من الجانبين قبل أن تتطور الأمور ويتم اعتقال مجموعة من السلفيين على أيدي أجهزة الأمن التابعة لـ "حماس" .
وشملت الاعتقالات العشرات من عناصر السلفية الجهادية في غزة ، فيما تعمد أجهزة "حماس" إلى نصب حواجز في مناطق مختلفة من قطاع غزة ضمن حملة مطاردة تستهدف اعتقال المزيد من عناصر السلفية الجهادية.
الوضع مختلف
أكثر التحليلات تؤكد عدم تغليب حضور "داعش" وأذرعها وتمكنها في المشهد الغزّي قطعاً، لأن وضع غزة مختلف عن سوريا واليرموك وسيناء، بحسب المحلل السياسي أكرم عطاالله، الذي أكد أن قوة حركة حماس المسيطرة على غزة ليست كقوة الجيش المصري في سيناء، فالأولى "لديها القدرة على السيطرة على أي حالة تمرد أو معارضة، بينما الدولة المصرية دولة ضعيفة جداً في سيناء، بفعل اتفاقية كامب ديفد"، حسب رؤيته.
لكن يبقى السيناريو المطروح بقوة على الأرض.. ما مصير غزة لو سيطرت الجماعات المتشددة على سيناء؟ ورغم استبعاد هذا السيناريو إلا أن عطاالله رجح في حديثه لـ"شمس نيوز" أن يتم إزالة الحدود بين الجانبين، وجزء من سكان القطاع سيتنقلون بحرية تامة، وبعضهم سيلوذ بالفرار "أي أن جزءً ليس بالقليل من السكان سيرحلون".
وتهاجم مجموعات تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في سيناء، مقرات ووحدات الجيش المصري، لتوقع مزيدا من القتلى والجرحى، رغم الإجراءات الأمنية المشددة والتدابير غير المسبوقة التي تتخذها القوات المصرية في الجزء الشمالي من جمهورية مصر، والذي يفصل الجمهورية عن قطاع غزة.
ونشرت حماس عناصر أمنها على الحدود مع مصر ومنعت المواطنين الاقتراب من معبر رفح والحدود الفلسطينية المصرية في أعقاب الهجوم الأخير على نقاط وكمائن الجيش المصري بالعريش والشيخ زويد ورفح المصرية.