قائمة الموقع

خبر أحاديث رمضان تنكأ جراح الغزين في الذكرى الأولى للحرب

2015-07-06T13:13:51+03:00

لا تخلو أحاديث الفلسطينيين في قطاع غزة خلال الزيارات والجلسات الرمضانية، عن الحرب الأخيرة على قطاع غزة قبل عام، والتي كانت من أكبر الحروب وأشرسها، على مدار تاريخ قطاع غزة.

هذه الأحاديث تنكأ جراح الغزين الذين كانوا قبل عام تحديدًا لا يأمنون على أنفسهم وأطفالهم في أي مكان في القطاع، فالطائرات والدبابات والزوارق الحربية تدك كل شيء بلا تمييز، مما أدى إلى مقتل المئات، بينها عوائل أبديت بأكملها.

وتعرض قطاع غزة في السابع من تموز (يوليو) الماضي لعملية عسكرية إسرائيلية كبيرة استمرت لمدة 51 يوما، وذلك بشن آلاف الغارات الجوية والبرية والبحرية عليه، حيث استشهد جراء ذلك 2324 فلسطينيًا وأصيب الآلاف، وتم تدمير آلاف المنازل، وارتكاب مجازر مروعة، قبل أن يتم وإبرام اتفاق تهدئة مع الدولة العبرية في السادس والعشرين من آب (أغسطس) الماضي برعاية مصرية يقضي برفع الحصار عن قطاع غزة وبدء الاعمار وإدخال مواد البناء مقابل وقف المقاومة لإطلاق الصواريخ، ووقف الاحتلال لعملياته العسكرية والاغتيالات.

وتزامنت هذه الحرب مع شهر رمضان، وما له من أعراف وتقاليد سواء على صعيد العبادات أو الزيارات أو إقامة الإفطارات الجماعية وغيرها من التقاليد التي اختفت خلال ليالي الحرب وأيامها الطويلة.

وبعد مرور عام على تلك الحرب، جلس أبو علي حارس "برج السلام" وسط مدينة غزة، والذي قصفته طائرات الاحتلال، على باب البناية المكلف بحراستها، بعدما ظن انه لم يبقى شيء من هذا البرج والبرج الملاصق له "برج الإسراء"، بعد أن أغارت عليه طائرات الاحتلال وقتلت كل من كان فيه من بينهم عائلات بالكامل.

ويتحدث "أبو علي" لـ "قدس برس" عن تلك اللحظات من قصف هذه البناية المكونة من 11 طابقا بعد الإفطار في شهر رمضان مباشرة ونجاته بأعجوبة من هذا القصف.

ويقول "انتهينا من تناول طعام الإفطار، بعد غروب الشمس، وكنا نفطر على باب البرج من شدة الحر، وقمت لأصلي المغرب على الناحية الأخرى من البرج وإذا بصوت انفجار ضخم يهز المنطقة وانهيار في أجزاء البرج".

وأضاف: "أدركت حينها أن الله كتب لي حياة جديدة لاني لو بقيت مكاني لتحولت إلى أشلاء متناثرة ".

وأوضح "أبو علي" انه بعد هذا القصف والغبار الذي ملا المكان بدا يتذكر من يوجد بداخل هذا البرج ليتأكد انه يوجد على الأقل عائلتين مكونتين من أكثر من 15 شخصًا ليبدأ اتصالاته بسيارات الإسعاف والدفاع المدني من اجل إجلاء القتلى والجرحى إن كان هناك جرحى.

ويصف هذا المشهد بأنه الأصعب على حياته وانه لا يمحى من ذاكرته على مدار السنوات.

أما إيهاب صبحي من بلدة "جُحر الديك" وسط قطاع غزة والتي كانت مسرحا للعمليات الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة فتعيد الحرب له الأيام التي قضاها وعائلته في مراكز الإيواء في مخيم البريج القريب من بلدتهم.

وقال صحبي لـ "قدس برس": "فور اندلاع الحرب بقينا في منازلنا بشكل طبيعي نظرًا لأنها كانت تتركز على الغارات الجوية، ولكن بعد عشرة أيام ودخول الحرب البرية أدركنا أن بلدتنا الحدودية ستكون مستهدفة لذلك غادرناها إلى مكان أكثر أمنا وهو مخيم البريج".

وأضاف: "رغم قساوة الحرب والنيران والغارات إلا أن تجربة الإيواء واللجوء لا تقل عنها قساوة ومحنة"، مشيرًا إلى انه وعائلته المكونة من ثمانية أفراد كان لهم نصف غرفة يأكلون وينامون ويجلسون فيها.

وأوضح أن الطعام الذي كان تقدمه لهم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" أصبحوا لا يطيقونه الآن، من كثرة ما تناولوه خلال أكثر من شهر لا سيما "معلبات التونة".

وأضاف: "لكن الأصعب كان في هذه الفترة هو بعد انتهاء الحرب وعودتنا إلى منازلنا وبيوتنا التي خرجنا منها، حيث لم نجدها بعد أن دمرها الاحتلال بطائراته انتقاما لما دار من مقاومة شرسة في تلك المنطقة".

قبل أيام قليلة من الذكرى السنوية الأولى للعدوان الأخير على غزة، تمكن ما تبقى ممن دمرت منازلهم من ترك مراكز الإيواء في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "اونروا" وذلك بعدما ظلوا فيها قرابة 11 شهرًا.

بعد عام على الحرب، لا تزال الآلاف المنازل التي دمرها الاحتلال على حالها دون ان يبدأ الاعمار وسط مخاوف من المنظمات الدولية وكذلك دولة الاحتلال ان يتسبب عدم الاعمار بانفجار جديد في قطاع غزة يكون اشد من السابق، وسط مساعي لبدء الاعمار.

ومن جهته، كشف وزير الأشغال العامة والإسكان مفيد الحساينة، إن وزارته انتهت من مرحلة تقييم المنازل وستنطلق خلال الأيام القادم لمرحلة اعمار المنازل المدمرة كلياً.

وقال الحساينة لـ "قدس برس": "إن وزارة الأشغال العامة والإسكان تواصل استلام المخططات الهندسية من المواطنين أصحاب المنازل المدمرة كاملاً.

"ووجه الحساينة التحية الكبيرة لأصحاب المنازل المدمرة وكافة المتضررين على صبرهم الكبير وتحملهم المعاناة والآلام، مبشرا إياهم "أن الفرج قريب".وفق قوله.

المصدر/قدس برس

اخبار ذات صلة