واشنطن / شمس نيوز
اعتبر الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر أن الجهود المكثفة التي قام بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري لإحلال السلام في الشرق الأوسط ، لم تسفر عن إبرام اتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إلا أنها أوضحت عدة قضايا مهمة ولا تزال تنتج فوائد جمة.
وأوضح الرئيس الأميركي السابق، في افتتاحية صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن فريق عمل كيري أصبح الآن على دراية بالخلافات والعقبات المعقدة التي ينبغي التغلب عليها، على غرار الإسرائيليين والفلسطينيين الذين شاركوا في المحادثات.
ورأى كارتر أنه "من الواضح أن الإسرائيليين والفلسطينيين لديهم مصالح حيوية في حل الدولتين المستند إلى القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة التي وافقت عليها الدول المشاركة".
كما أشار كارتر في مقاله إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما، ناقش بعض المسائل الرئيسية، ودعا إلى عدم بناء المزيد من المستوطنات في الأراضي المحتلة إلى أي مزيد من المستوطنات في الأراضي المحتلة والالتزام بحدود ما قبل عام 1967 (مع بعض التغييرات المتفق عليها بصورة متبادلة).
كما ذكّر كارتر بالمقترحات الموضوعية التي قدمها رؤساء الولايات المتحدة السابقين بشأن المسائل الحساسة المتعلقة بالأمن المتبادل، والقدس الشرقية وحق العودة للفلسطينيين.
وفق الرئيس السابق، من خلال الانضمام إلى هذه الافتراضات الدولية الشائعة، يمكن لكيري الإعلان عن ملخص للنتائج التي توصل إليها ووضعها تحت عنوان "إطار السلام" ، وهذا الأمر قد يفيد الرأي العام داخل الأراضي المقدسة وغيرها من الدول ، بل ويفيد أي شخص يبذل جهودا مستقبلية للتوصل إلى سلام شامل.
وأشار كارتر إلى أن تعليق محادثات السلام التي ترعاها الولايات المتحدة في 29 نيسان، قد تؤدي إلى استمرار الخطوات الأحادية الجانب التي تنطوي على العديد من المخاطر. فخلال المفاوضات السابقة التي استمرت تسعة أشهر قبل تعليقها، وافقت إسرائيل على بناء 14 ألف وحدة استيطانية جديدة واعتقلت أكثر من 3 آلاف فلسطيني وقتلت نحو 50 آخرين مثيرةً ردود فعل انتقامية من الجانب الفلسطيني، منها مقتل ثلاثة إسرائيليين.
ورأى الرئيس الأميركي السابق أن "المصالحة بين الفصائل الفلسطينية وتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية أمر ضروري لأنه من المستحيل تنفيذ أي اتفاق سلام بين "إسرائيل" وفئة واحدة من الفلسطينيين". واتفاق الوحدة الفلسطينية بين حركة "حماس" ومنظمة "فتح" يقدم فرصة لإسرائيل لدفع عملية السلام إلى الأمام، لأن أي اتفاق مستقبلي من شأنه أن يدمج كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأكد كارتر أنه كي تبقى السلطة الفلسطينية الموحدة قابلة للحياة وتحظى باعتراف المجتمع الدولي من الضروري أن يقبل جميع المشاركين بمبدأ حل الخلافات سلمياً والاعتراف بحق "إسرائيل" في الوجود داخل حدود ما قبل عام 1967 بصيغته المعدلة عن طريق الاتفاق المتبادل.
وأنهى كارتر مقاله معتبرأً أن "حكومة فلسطينية موحدة تحظى باعتراف دولي واسع، وانتخاب قادة جدد بالإضافة إلى دعم مالي عربي توفر فرصة لإجراء جولة جديدة من محادثات السلام، وتسمح لإسرائيل بالعيش في سلام مع جيرانها. لذلك ينبغي أن يستفيد المجتمع الدولي من هذه الفرصة".