قائمة الموقع

خبر عام على العدوان.. “إسرائيل” تبحث عن أسرى حرب لدى “القسام”

2015-07-08T11:52:09+03:00
12 ألف وحدة سكنية هُدمت كليًا و160 ألف جزئيًا و6600 غير صالحة للسكن
استشهاد 2147 فلسطينيًا بينهم 578 طفلاً و489 امرأةً و102 مسنين، وجُرح 11 ألفًا
لا يزال نحو 22 ألف فلسطيني مشردين في مراكز الإيواء والمساكن المؤقتة حتى الآن

مر عام على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي استمر 51 يومًا، ولا شيء تغير، حطام المباني والمنازل مازال في موقعه، الحصار مستمر برًا وبحرًا وجوًا، وعود مؤتمر المانحين والمتبرعين لإعادة إعمار القطاع تبخرت مع تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، لا مدارس ولا مشافي ولا كهرباء، ولا مياه صالحة للشرب، وحكومة وفاق فشلت أن تقوم بأدنى مسؤولية لها، وأطفال بلا علاج، وموظفون بلا رواتب، وكل شيء في القطاع يقول إن الحرب لم تنته؛ لأن آثارها باقية كما هي شاهدة على الجرائم التي اقترفها المحتل.

صحيفة “الغارديان” البريطانية قالت في تقرير لها، في ذكرى مرور عام على الحرب في غزة تحت عنوان “عام بعد الحرب: غزة مازالت حزينة على الضحايا والمصابين من الأطفال”، قالت الجريدة إنه بعد عام من الحرب مازال الصبية في إحدى مدارس غزة والتى مات فيها 6 أطفال في قصف إسرائيلي الصيف الماضي يشعرون بفقدان زملائهم، موضحة أن الندبات نفسية، وتركت أثرًا كبيرًا فيهم.


منظمة “أنقذوا الأطفال”

وتضيف “الغارديان” إن مدير مدرسة الدوحة الثانوية للبنين في رفح، سالم أبو روس يزين مكتبه بالعديد من التذكارات وغنائم الحرب، وبينها صورة للأطفال في المدرسة يلعبون كرة القدم، وتوضح الجريدة أن عدد الضحايا من أطفال المدرسة وصل إلى 6 في الحرب الأخيرة أكثر من أي مدرسة أخرى في القطاع، لكنها تؤكد أن عدد القتلى من الأطفال نتيجة القصف الإسرائيلي خلال الصيف الماضي وصل إلى 551 طفلاً.

وتشير الجريدة إلى التقرير الأخير الصادر عن منظمة “أنقذوا الأطفال”، والذي أوضح أن الأطفال وصغار السن هم من تحملوا العبء الأكبر خلال القصف الإسرائيلي الأخير، ويشير التقرير إلى أن عدد القتلى من الأطفال بلغ 551 طفلاً، وبلغ عدد المصابين من الأطفال أيضًا 3436 طفلاً، 10 في المئة منهم أصيبوا بإعاقة دائمة بينما قُتل طفل إسرائيلي واحد وأصيب 270 آخرون.


2.5 مليون طن حطام

وعلى المستوى العام في القطاع، ما من حي في غزة، إلا وتتراكم في طرقاته ما خلّفه العدوان الإسرائيلي(الثالث)، الذي صادف أمس الثلاثاء، ذكراه الأولى، ففي السابع من يوليو/تموز 2014، شنت إسرائيل حربًا على قطاع غزة، أسمتها “الجرف الصامد”، انتهت في 26 أغسطس/آب 2014، فيما أطلقت عليها حركة “حماس”، التي تدير القطاع، “العصف المأكول”، ولا يزال حطام ما خلّفته الحرب (قدرته وزارة الأشغال الفلسطينية بنحو 2.5 مليون طن)، ماثلاً أمام أعين الفلسطينيين، يذكرهم بقسوة آثار العدوان الإسرائيلي ومرارته.

وعلى مدار “51 يومًا” تعرض قطاع غزة، الذي يُعرف بأنه أكثر المناطق كثافة للسكان في العالم، (1.8 مليون فلسطيني) لعدوان عسكري إسرائيلي جوي وبري، تسبب في استشهاد 2147 فلسطينيًا، بينهم 578 طفلاً، و489 امرأةً، و102 مسنين، فيما جُرح 11 ألفاً، بينهم “ألف” باتوا يعانون “إعاقة دائمة”، بحسب تقرير لوزارة الصحة الفلسطينية، وارتكبت إسرائيل مجازر بحق 144 عائلة، قُتل منها ثلاثة أفراد أو أكثر، بحسب التقرير.

في المقابل، كشفت بيانات رسمية إسرائيلية عن مقتل 68 عسكريًا من جنود جيش الاحتلال، و4 مدنيين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، وإصابة 2522 إسرائيليًا بجروح، بينهم 740 عسكريًا، حوالي نصفهم باتوا معاقين، بحسب بيانات عبرية نُشرت الأسبوع الماضي.


البحث عن أسرى

وخلال الحرب، أعلنت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة “حماس” في 20 من يوليو/تموز 2014، عن أسرها الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون، خلال تصديها لتوغل بري للجيش الإسرائيلي شرق مدينة غزة، وبعد يومين، اعترف الجيش الإسرائيلي بفقدان آرون، لكنه رجح مقتله في المعارك مع مقاتلي “حماس”، وتقول “إسرائيل” إن حركة “حماس” تحتجز جثة ضابط آخر يدعى هدار غولدن قُتل في اشتباك مسلح شرقي مدينة رفح، يوم 1 أغسطس/آب 2014، وهو ما لم تؤكده الحركة أو تنفه، ومؤخرًا، نشرت الصحف الإسرائيلية تقارير حول إمكانية وجود أسرى “أحياء” لدى حركة حماس، التي تلتزم “الصمت”.

وشنت القوات الإسرائيلية قرابة 60 ألفًا و664 غارة على القطاع، جوًا وبرًا وبحرًا، وحسب إحصائية، أعدتها وزارة الأشغال ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، فإن عدد الوحدات السكنية المهدمة كليًا بلغت 12 ألف وحدة، فيما بلغ عدد المهدمة جزئيًا 160 ألف وحدة، منها 6600 وحدة غير صالحة للسكن.


300 ألف نازح

ووفق بيانات للأمم المتحدة، فإن مراكز الإيواء التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا” استطاعت استيعاب ثلاثمئة ألف نازح، في أكثر من واحد وتسعين مدرسة، ومنشأة تابعة للمنظمة الأممية، ولا يزال نحو 22 ألف فلسطيني مشردين، حتى اللحظة في مراكز الإيواء والمساكن المؤقتة، أو لدى عائلاتهم الممتدة وفق إحصائيات وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية.

ووزعت وزارة الأشغال ومؤسسات خيرية عربية ودولية “منازل متنقلة” للمتضررين بفعل العدوان الأخير، وتقول لجنة الإيواء في الوزارة: “عدد الوحدات السكنية المؤقتة (الكرفانات) التي يقطنها أصحاب البيوت المدمرة بلغ نحو 600 منزل متنقل، يعيش سكانها في ظروف غاية في القسوة”.

تدمير 22 مدرسة كليًا

وبحسب إحصائيات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) فإن الهجوم تسبب في التدمير الكلي لـ22 مدرسة، بالإضافة إلى تضرر 118 مدرسة أخرى، وخلال 51 يومًا من الحرب، قدّرت وزارة الاقتصاد الفلسطينية الخسائر الإجمالية المباشرة وغير المباشرة، في المباني والبنية التحتية، وخسائر الاقتصاد الوطني في قطاع غزة بكافة قطاعاته بـ 5 مليارات دولار تقريبًا، ولحق الضرر 500 منشأة اقتصادية من المنشآت الكبيرة والاستراتيجية، والمتوسطة والصغيرة.

ووفق وزارة الزراعة، فإن الحرب، تسببت في خسائر بالقطاع الزراعي، وصلت 550 مليون دولار، وتقول وزارة الأوقاف، إن إسرائيل دمرت خلال العدوان 64 مسجدًا بشكل كلي، إضافة إلى تضرر 150 مسجدًا بشكل جزئي، واستهدفت الطائرات الإسرائيلية، أكثر من 20 مستشفى ومركزًا صحيًا، بحسب وزارة الصحة، ووفق نقابة الصيادين، فإن نحو 4 آلاف صياد، يعيلون أكثر من 50 ألف نسمة، تعرضوا لخسائر فادحة طيلة العدوان، تجاوزت 6 ملايين دولار.


200 ألف عاطل

وتسببت الحرب، في رفع عدد العاطلين عن العمل إلى قرابة 200 ألف عامل، يعيلون نحو 900 ألف نسمة، وفق بيان لاتحاد العمال الفلسطينيين، وفي 22 مايو/أيار الماضي، أصدر البنك الدولي، بيانًا قال فيه إنّ “نسبة البطالة في قطاع غزة وصلت 43%، وهي الأعلى في العالم، وأن نحو 80% من سكان القطاع يحصلون على “إعانة اجتماعية”، ولا يزال 40% منهم يقبعون تحت خط الفقر”.

وفي 26 أغسطس/آب 2014، توصلت إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، برعاية مصرية، إلى هدنة أنهت حرب الـ”51″ يومًا، وتضمنت بنود الهدنة استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية غير المباشرة في غضون شهر واحد من بدء سريان وقف إطلاق النار، وتوافق الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي، في 23 سبتمبر/ أيلول من العام نفسه، على عقد مفاوضات غير مباشرة، بوساطة مصرية، بهدف تثبيت التهدئة، ولم يتم تحديد موعد جديد لاستئناف تلك المفاوضات حتى الساعة.

السلفية الجهادية

ومنذ إعلان إسرائيل وقف إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية بقطاع غزة جرى تسجيل حوادث فردية لسقوط قذائف صاروخية على جنوبي إسرائيل، تبنت إطلاقها جماعة غير معروفة، يُعتقد أنها تتبنى الفكر السلفي الجهادي، وتطلق على نفسها اسم “سرية عمر حديد”، وهو ما رد عليه الجيش بقصف مواقع لحركة حماس، كونها “الجهة المسؤولة عن القطاع”، حسب تصريحات قيادة جيش الاحتلال.

العراقيل وإعادة الإعمار

وبعد عام من الحرب لم يبدأ الإعمار الفعلي لما خلفته الحرب، بسبب العراقيل التي تضعها إسرائيل في وجه إدخال مواد البناء، وقد تعهدت دول عربية ودولية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بتقديم نحو 5.4 مليارات دولار، نصفها تقريبًا تم تخصيصه لإعمار غزة، فيما النصف الآخر لتلبية بعض احتياجات الفلسطينيين، غير أن إعمار القطاع، وترميم آثار ما خلّفه العدوان، يسير بوتيرة بطيئة جدًا عبر مشاريع خارجية بينها أممية، وأخرى قطرية.

توزيع مواد البناء

وفي الرابع والعشرين من يونيو/حزيران الماضي أعلن مفيد الحساينة، وزير الأشغال العامة والإسكان الفلسطيني، انطلاق مرحلة إعمار المنازل المدمرة كليًا بفعل الحرب، عقب التوصل مع السلطات الإسرائيلية إلى اتفاق لإدخال مواد البناء لإعمار المنازل المدمّرة ولمن يرغب في البناء، بإشراف من UNOPS (فريق المراقبين الدوليين لمراقبة توزيع مواد البناء التابع للأمم المتحدة)”.


تهدئة طويلة الأمد

وأوضح خلال مؤتمر صحفي أن تلك الاتفاقية تفتح المجال لأصحاب المنازل المهدمة كليًا، أو للأشخاص الذين يرغبون في إنشاء بناء جديد، أو إضافة طوابق جديدة، بتملك مواد البناء اللازمة للقيام بأعمالهم، وبعد عام من الحرب نشرت صحف إسرائيلية وعربية عن وساطة دولية بين حماس واسرائيل بشأن تهدئة طويلة الأمد في قطاع غزة.

وكان إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، قال في تصريحات له في شهر مارس/آذار الماضي، إن حركته لا تعارض مقترح “الهدنة مع إسرائيل”، شريطة ألا يؤدي ذلك إلى تفرّد إسرائيل بالضفة الغربية.

اخبار ذات صلة