شمس نيوز/القدس المحتلة
أثارت جملة التوجيهات العسكرية المنبثقة عن بروتوكول "هنيبعل" المعمول به في الجيش الإسرائيلي، جدلاً متصاعداً عقب الكشف عن أن تلك التوجيهات "ربما قد تكون السبب الذي أدى إلى مقتل جندي إسرائيلي خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة صيف العام الماضي".
وبروتوكول "هنيبعل" هو تكتيك عسكري معمول به في الجيش الإسرائيلي، ويتضمّن سلسلة توجيهات حربية دموية في أوقات المعارك، على رأسها سياسة "الأرض المحروقة"، كما تسمح هذه التوجيهات بقتل جندي إسرائيلي في حال تعرّضه لمحاولة اختطاف، وذلك لمنع إجراء صفقات تبادل للأسرى في المستقبل.
من جانبه، قال المؤلف الرئيسي لـ "ميثاق أخلاقيات الجيش الإسرائيلي"، "لقد أُسيء تفسير بروتوكول هنيبعل، والتطبيق الخاطئ لتوجيهاته قد يكون على الأرجح السبب الذي أدّى إلى مقتل جندي إسرائيلي في غزة خلال الحرب في الصيف الفائت"، كما قال.
وأضاف البروفسور آسا كاشر خلال مشاركته في مؤتمر منظمة "حاخامات تسوهار" الذي عقد في القدس المحتلة، أمس الأربعاء، "لا أريد الكشف عن هوية الجندي وفي أي حادث وقع ذلك، ولكن لدي أساس متين لما أقول".
وأكّد كاشر، وجود "قناعة ولازمة مشتركة" يقول إنه سمعها كثيراً من الجنود الإسرائيليين، وتفيد بأن "جندي ميت أفضل من جندي أسير"، واصفاً هذه الفكرة بأنها "فضيحة"، على حد تعبيره.
وقال "نقطة البداية هي أن قيمة الحياة تفوق قيمة وقف الاختطاف".
وأضاف كاشر الذي وجّه اللوم لعائلة الأسير السابق لدى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" جلعاد شاليط – التي ضغطت من أجل قيام الحكومة الإسرائيلية بإبرام صفقة تبادل للإفراج عن نجلها - قائلاً "إن شعار (صفر من المختطفين) هو أمر معتوه، وسيكون من الحكمة أن تقوم إسرائيل باعتماد النهج الأمريكي لمثل هذه الأساليب والقاضي بـ (لا مفاوضات مع الإرهابيين)"، وفق كاشر.
وتمت صياغة بروتوكول "هنيبعل" في صيف عام 1986، بعد عام واحد من صفقة تبادل أبرمت بين "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة" بزعامة أحمد جبريل والحكومة الإسرائيلية، قامت بموجبها الأخيرة بإطلاق سراح 1150 أسيرا فلسطينيا مقابل الإفراج عن 3 جنود إسرائيليين، حيث كان الهدف الرئيسي من صياغة البروتوكول صياغة إنشاء مجموعة من الإجراءات للحد من نجاح أي عملية اختطاف ضد الجنود الإسرائيليين، حتى لو أسفر ذلك عن مقتلهم.
من جانبه، قال مستشار "الأمن القومي" الإسرائيلي السابق، يعكوف عميدرور، وهو أحد الضباط الثلاثة الذين قاموا بصياغة البروتوكول، "ما كنا نحتاجه هو الوضوح، وما نتج عن ذلك كان بروتوكولاً يأمر الجنود بإحباط اختطاف جندي زميل لهم حتى لو كان ثمن ذلك أذية أو إصابة جنودنا، ولكن من دون محاولة قتلهم مباشرة"، على حد قوله.
ونقلت صحيفة /تايمز أوف إسرائيل/ في عددها الصادر اليوم الخميس (9|7)، عن عميدور تأكيده على أن توجيهات "هنيبعل" تعني أن "الجنود مطالبين بفتح النار ببنادقهم على مركبة آخذة بالتراجع حتى لو كان ذلك يعني تعرض أحد زملائهم لخطر حقيقي، ولكن الامتناع عن إطلاق صاروخ موجه على سبيل المثال الذي من شأنه بشكل شبه مؤكد أن يؤدي إلى قتل كل من يتواجد في المركبة".
وطفت هذه القضية على السطح في 1 آب (أغسطس) 2014، عندما قام عناصر من المقاومة الفلسطينية بمهاجمة فرقة جنود من لواء "جفعاتي" الذي يعد لواء النخبة في الجيش الإسرائيلي، ممّا أسفر عن مقتل جنديين وأسر الملازم هدار غولدن.
وفعلت القوة العسكرية الإسرائيلية على الأرض آنذاك، توجيهات "هنيبعل"، حيث تم فتح النيران بشكل مكثّف أسفر عن مقتل حوالي 40 فلسطينياً، في حين ما زال الإدعاء العام العسكري الإسرائيلي يحقق في الحادثة وفيما إذا كان رد الجيش في رفح في ذلك الصباح تم تنفيذه في نطاق معايير التناسب والتمييز.
من جانبه، قال الحاخام إليعاز غولدشتين، مؤلف "أخلاقيات الجيش اليهودي"، إنه كان على حدود غزة في الصباح الذي وقعت فيه عملية الاختطاف وسمع الجنود يقولون، "لقد انتهى كل شيء.. لقد خسرنا".