قائمة الموقع

خبر (من ذاكرة الحرب) عائلة النخالة.. أرادوا لها الفناء وقدر الله لها البقاء

2015-07-11T12:05:37+03:00

شمس نيوز/ أحمد الميناوي

فجأة وبدون سابق إنذار، وكعادة العدو في الغدر، تقذف طائرة حربية إسرائيلية صاروخا تجاه منزل يضم مدنيين عزلا من السلاح، فتحول البيت إلى كومة من الركام انهارت على أجساد ثلاثة كانوا بداخله، هم حاجة مسنة، وفتى يافع، وسيدة عشرينية.

قصة عائلة النخالة، من حي الشيخ رضوان شمال غرب مدينة غزة، لا تختلف عن قصص مئات الأسر الغزية التي عانت ويلات عدوان الصيف الماضي، إلا أن ما يميزها أن مشيئة الله بدت واضحة جلية فيها، ليخيب الله مكر العدو، ويسلم الغالبية العظمى من أبناء الأسرة، كانوا قد خرجوا لوداع أحد الشهداء قبيل دقائق من استهداف بيتهم.

قبل يوم من تدمير منزل عائلة النخالة، استشهد الشاب بلال شنيورة، فخرج شباب وشيوخ آل النخالة برفقة عشرات المواطنين لتشييعه إلى المقبرة، حينها كانت الطائرات الحربية الإسرائيلية تستعد لقصف المنزل بدون إنذار مسبق، بهدف قتل كل من فيه، إلا أن عناية الله كانت الأسبق، العائلة نجت، ولم يستشهد إلا الحاجة أم نضال، والفتى محمود، أصغر إخوته، وأصيبت سيدة من العائلة بجروح ورضوض.

استشهاد محمود وأم نضال

أبو نضال النخالة، الذي فقد زوجته وابنه محمود في القصف، أوضح لـ"شمس نيوز" أنه وأبناءه كانوا يستعدون للمشاركة في جنازة الشهيد بلال شنيورة، الذي استشهد في قصف لبرج نعمة وسط مدينة غزة بتاريخ 20/7/2014، عندما اعترضهم ابنه "محمود النخالة" في الشارع، وطلب منهم المشاركة معهم في التشييع.

وقال أبو نضال: قلت لمحمود ابق في المنزل لتكون بجوار أمك لو حصل شيء، وذهبنا إلى المقبرة التي تبعد حوالي 10 دقائق فقط عن منزلنا، وما أن وصلنا حتى جاءنا  خبر استهداف المنزل بصاروخي F16 دون سابق إنذار وأن المنزل قد دمر بالكامل"، موضحاً أنه استقبل نبأ استشهاد محمود وأمه كالصاعقة التي تهز الجبال.

وأشار إلى أن "أم الحسن" وهي زوجة ابنه الناجية الوحيدة من بين الثلاثة الذين كانوا بالمنزل، كانت داخل غرفتها، وحين سمعت الانفجار أغمي عليها لعدة دقائق، وعندما استيقظت وجدت نفسها بين الركام، وقام رجال الدفاع المدني بانتشالها".

وأوضح النخالة أن زوجة ابنه مكثت ثلاثة ساعات بين الركام، "حيث أغمى عليها مرة أخرى حينما قاموا بإخراجها"، مؤكداً أن هذه اللحظة من أسوأ اللحظات التي مرّ بها وعائلته.

وتحدث أبو نضال عن علاقته الطيبة مع ابنه الشهيد محمود، كونه أصغر أبنائه الأربعة، ووصفه بالشاب ذي الأخلاق الرفيعة الملتزم بدينه وصلواته الخمسة بالمسجد وخاصة صلاة الفجر.

وتابع: علاقتي بمحمود كانت جميلة جدا، كونه ابني الأصغر، ومن الطبيعي أن تكون له مكانه خاصة في قلبي"، لافتاً إلى حسن أخلاق زوجته الشهيدة أم نضال التي عايشته السراء والضراء.

وبدمعاته المحبوسة داخل عينيه، قال النخالة: أم نضال ومحمود اختارهما الله شهداء مع بعضهما البعض دون العائلة أجمع، فقدر الله تعالى أن يدفنا أيضا مع بعضهما، حيث وصينا حفار القبور بأن يحفر قبرين، واحدا لمحمود، والآخر لأمه، ويبدو أنه نسي ذلك وحفر قبرا واحدا، فما كان منا إلا أن وضعنا محمود وأمه في قبر واحد، ونحسبهما من الشهداء إن شاء الله تعالى".

أرادوا مجزرة

عدنان النخالة (أبو العبد) شقيق أبو نضال، يسكن في نفس المنزل، وقدر الله تعالى أن ينجو بأعجوبة هو الآخر، ليقول في حديثه لمراسل "شمس نيوز": أرادوا أن يرتكبوا مجزرة بآل النخالة ولكن قدر الله وشاء أن نكون من الناجين".

و يروي أبو العبد قصة نجاته مع عائلته التي ذهب بها إلى منزل عديله ليزوره ويطمئن عليه أثناء الحرب، ليضيف: جلسنا نشاهد التلفاز ونتابع الأخبار في بيت عديلي، امتدت السهرة حتى الفجر، وفي الصباح عندما أيقظتني زوجتي قررت أنا وأولادي الذهاب لجنازة الشهيد بلال بعدما سمعنا نبأ استشهاده".

وتابع: بدأنا بتجهيز أنفسنا وفي خلال ذلك وصلنا خبر استهداف المنزل عبر شاشة التلفاز، صدمني الخبر، ولم أصدق حتى ما رأته عيني".

وكانت طائرات الاحتلال الحربية قد قصفت منزل عائلة نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، في الحادي والعشرين من شهر يوليو 2014، ضمن حربها التي شنتها على قطاع غزة واستمرت 51 يوما، استشهد خلاها أكثر من ألفي مواطن وأصيب الآلاف بجراح، إلى جانب ما أسفرت عنه الحرب من تدمير لآلاف المنازل والمساجد والمؤسسات الرسمية والأهلية.

لحظة انتشال جثمان الشهيد محمود النخالة من تحت أنقاض منزلهم

اخبار ذات صلة