قائمة الموقع

خبر (أم خالد).. عاشت التغريبة و"زيادة"

2015-07-12T11:06:19+03:00

شمس نيوز / أنسام القطاع

"القصف يلاحقنا من بيت إلى أخر وأصبحنا أبطال مسلسل  التغريبة الفلسطينية " بكل مشاعر الحزن والأسى بدأت الخمسينية أم خالد جندية بسرد تفاصيل حكايتها التي خرجت من رحم الشجاعية وانتهت في حي الشيخ رضوان بغزة.

هي أم لتسعة أبناء شاء لها القدر أن تكون شاهدة على جميع جرائم الاحتلال واغتصابه للأراضي الفلسطينية ، منذ نعومة أظافرها حتى هذه اللحظة ، ورغم كل هذه الحروب التي مرت عليها، والهجرة والانتهاكات التي يمارسها الاحتلال بحق الفلسطينيين، لم تشهد عيناها مثل همجية العدوان الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في صيف العام 2014.

منذ أول أيام العدوان والموت هاجس في غزة، فمن لم تحصده ماكينة القتل الإسرائيلية سيجد أن موتًا آخر بانتظاره ، فهناك الكثير من الغزيين خصوصا العوائل التي تقطن على الحدود الشرقية لقطاع غزة، ذاقوا مرارة العدوان والنزوح والتشرد.

بعد مرور خمسة أيام على الاجتياح البري لحي الشجاعية، لم يكن لعائلة أم خالد، خيار آخر غير قبول فكرة هجر بيتهم بشكل مؤقت، إلى أن ينتهي العدوان على غزة، ويعودوا إليه مرة أخرى.

عائلة أم  خالد جندية تسكن قرب الخط الشرقي في حي الشجاعية كغيرها من العائلات التي واجهت أصعب لحظات حياتها ، تحت القصف الإسرائيلي الذي أباد مناطق كاملة وحولها إلي بقايا ركام.

رحلت العائلة في ساعات الصباح الأولى من بيتها إلى بيت ابنتها، شادية في شارع النزاز بنفس الحي للاحتماء من هول القصف وشدته.

تقول أم خالد بغصة حزينة: بعد أن قضينا ليلتين عند ابنتي شادية ، لا تختلفان عن الليالي السابقات، جاء موظف الصليب الأحمر وطلبوا منا أن نخلي البيت نظرا لخطورة الوضع في الحي، وبطش الاحتلال الذي لا يرحم طفلا ولا مسنا".

أجبروا على هجر بيتهم وبيت ابنتهم قسرا، وتركوا خلفهم كل شيء ، حتى أوراقهم الثبوتية لم يأخذوها معهم.

وتكمل جندية: كانت أسوأ أيام حياتي، خرجنا تحت النار والقذائف تنهمر علينا  وتنطلق في كل مكان، ركضنا  تحت القصف العنيف وانخفاض الطائرات كأنها فوق رؤوسنا ، لا نستطيع أن نلتفت إلي الوراء، كل  من كان في شارع النزاز كان يركض، الجو مرعب، كنا على حافة الموت".

وتتابع: وصلنا موقف الزهراء أنا وأحفادي وابني خالد وزوجته ومن كان في بيت شادية، وركبنا سيارة صديق ابني، رحلنا عند بيت أهلي في شارع الثلاثيني  ،  وصلنا بعد كل هذه المعاناة عند السادسة صباحا، ومكثنا عندهم  ثلاثة أيام، وابنتي شادية ذهبت في نفس اليوم إلى بيت شقيقة زوجها بحي النصر، أما مها زوجة خالد وأحفادي فذهبوا إلي بيت ابنتي سائدة".

شتتهم وهجرهم العدوان من بيتهم وأرضهم فعاشوا حياة النزوح، من أجل النجاة في مدينة أرهقها الاحتلال ، وأغرقها بالدمار والخراب .

تضيف أم خالد: ليلة مجزرة الشجاعية كانت من أصعب الليالي التي مرت علينا ، كانت حالكة السواد، خصوصا أن عائلة سلفي ما زالت  في بيتها ولم تهجره، لم أكن موجودة في الحي عندما بدأت المجزرة، ولكن قلبي وعقلي  كانا في هناك الشجاعية".

تواصل حديثها والألم يعتصر قلبها: بعد انتهاء مجزرة الشجاعية بيومين بدأ ابني خالد بالتمهيد لنا أن بيتنا تم قصفه من قبل طائرات الاحتلال، فكانت صدمتي كبيرة جدا تفوق كل شيء، رغم بشاعة ما حدث في الشجاعية وألم المجزرة التي شهدها أهلها ، لم أصدق أو أتوقع أن بيتي تم قصفه، فهو رفيق أحلامي وذكرياتي".

تأخذ أم خالد شهيقًا وزفيرًا أعمق من أي مرة، قبل أن تتابع حديثها:  في 26 /7 وهو تاريخ أول تهدئة تم الإعلان عنها لانتشال الجثث من تحت أنقاض البيوت في حي الشجاعية ، وبعد ساعتين من سريان التعليق المؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة ، صممت على الذهاب لأرى بيتي".

وتضيف: عندما شاهدت البيت ، لم أتخيل حجم الدمار الذي حل به وبالحي ،كأنما ضربه زلزالٌ، وكأنني لم أصحُ بعد من كابوس مؤلم ،كان هذا المكان بالنسبة لي جنة، سُويت بيوت الكثيرين بالأرض".

أم خالد حالها كحال كثيرين حوّل الاحتلال جنتهم إلى جهنم، وشتت أحلامهم التي كانوا يبنونها حجرا حجرا لمستقبل لم يعد له وجود في خيالهم.

اخبار ذات صلة