غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر خطف"شاؤول".. اللحظة التي قلبت الموازين.. ماذا حصل؟

شمس نيوز / سماهر البطش

ما إن أعلن "ابو عبيدة" البشرى، حتى انقلبت كل الموازين، أصوات التكبير والتهليل علت فوق أصوات الطائرات والمدافع، خمد الحزن والخوف، وارتفعت المعنويات، وخرج الناس إلى الشوارع يعلنون الفرح، ودوت أصوات الزغاريد، رغم عتمة الليل والخطر المحدق الذي يلاحق كل ما يتحرك على الأرض.

فجر يوم الأحد 20 يوليو 2014، لم يكن مثل أي فجر، فقد نفذ مقاتلو نخبة كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس, عملية محكمة ضد رتل دبابات للجيش الإسرائيلي، شرق حي التفاح شرقي مدينة غزة، تمكنوا خلالها من استدراج قوة إسرائيلية مؤللة إلى حقل ألغام، مما أسفر عن قتل 14 جنديا من مسافة صفر.

احتفال بخطف شاؤول أرون

وبعد العملية أعلن "أبوعبيدة"، الناطق باسم الكتائب، خبر أسر جندي إسرائيلي يدعى شاؤول أرون، ونشر رقمه العسكري 6092065، وهو من لواء النخبة.

وعند سماع الخبر عمت الاحتفالات قطاع غزة والضفة الغربية، فخرج الآلاف في شوارع غزة للاحتفال رغم القصف المتواصل، وصدح التكبير من مآذن المساجد في مناطق متفرقة، ووزع الناس الحلوى أمام مستشفى دار الشفاء، كما خرج مئات الفلسطينيين في رام الله وجميع مدن الضفة الغربية والقدس المحتلة تعبيرا عن فرحتهم لأسر الجندي، وطاف الأهالي بمركباتهم في شوارع المدن حاملين الأعلام الفلسطينية هاتفين للمقاومة بهذا الإنجاز الكبير.

احتفال بخطف شاؤول أرون

رفعت معنوياتنا

المواطن أبو احمد الجعبري، أعرب عن فخره بما قامت به المقاومة من اختطاف للجندي شاؤول أرون وغيره من الجنود، ليقول: تلك اللحظة كنت في زيارة لأحد الأقارب في مستشفى دار الشفاء, عندما سمعت الخبر أسرعت لشراء الحلوى وقمت بالتوزيع على المارة ابتهاجا بهذا النصر , فقد أثلجت المقامة صدورنا بعد المجازر التي وقعت بحق عائلات بريئة".

وقال المواطن محمد ضبان من غزة: هذا انتصار للشهداء والجرحى ولله الحمد, فالمقاومة رفعت رؤوس كل الفلسطينيين أمام العالم, والفرحة الأكبر ستكون بخروج الأسرى من السجون الصهيونية وآمالنا كبيرة في المقاومة".

وشاركنا الحديث والد الشهيد مؤمن البطش الذي ارتقى في الحرب الأخيرة: لقد مسحت المقاومة الدمع والحزن الذي أصاب قلوبنا عندما سمعنا باعتقال الجندي الإسرائيلي، وأنه أصبح في قبضة المقاومة.. نشعر بالفرحة والعزة، فقد انقلب الحزن فرحا ولله الشكر, فكل التحية للمقاومة وعلى رأسها كتائب القسام التي أسرت الجندي شاؤول أرون".

نور غازي، من مدينة الخليل أعربت هي الأخرى عن بالغ فرحها حين سمعت نبأ أسر جندي إسرائيلي في غزة، لتضيف:  عند سماع الخبر خرجت مسيرات حاشدة في معظم شوارع مدينة الخليل تعبيرا عن الفرحة العارمة لأسر الجندي الصهيوني الذي أعلنت عنة كتائب القسام, حيث أطلق العشرات من الأهالي في منتصف الليل الألعاب النارية بكثافة في سماء الخليل، واستمروا في التكبير والتهليل وإرسال التحية للمقاومة في غزة حتى الصباح".

وتردف بالقول: لعل أكثر الناس فرحا، الأسرى في سجون الاحتلال، فقد أحيت العملية فيهم الأمل بصفقة تبادل جديدة".

خطف شاؤول أرون

ينتظرون صفقة

ينتظر أهالي آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال صفقة تبادل تنهي معاناة أبناءهم الذين يحكم الاحتلال على بعضهم بفترات سجن تمتد للمؤبد ومدى الحياة.

والدة الأسير عمر وادي، من غزة، تتحدث لـ"شمس نيوز" عن لحظة سماعها خبر أسر الجندي شاؤول أرون شرق حي التفاح: بكيت وسجدت لله شكرا على ما قامت بة المقاومة, ورغم الحزن والأسى الذي يعتصر قلوبنا حزنا على الشهداء والجرحى إلا أن الخبر أثلج صدورنا".

وطالبت وادي المقاومة بإبرام صفقة تبادل لتقر عيونها برؤية فلذة كبدها المعتقل في سجون الاحتلال منذ ثماني سنوات "فقلبي احترق شوقا لرؤيته" بحسب وصفها.

انتصار عسكري ونفسي

من جانبه، أوضح الدكتور درداح الشاعر، أستاذ علم النفس في جامعة الأقصى أن وقوع أسرى في يد المقاومة خلال حرب 2014، بمعركة عالية التعقيد، ومع جيش يعد الأقوى في الشرق الأوسط، يدعو للفخر.

وأردف متحدثا لـ"شمس نيوز": عندما أسرت المقاومة الفلسطينية في الحرب الأخيرة الجندي الإسرائيلى شاؤول ارون، وهو من لواء النخبة، برز انتصار شعبنا الصامد, وهذا ترك آثارا إيجابية في نفسية الإنسان الفلسطيني بغزة، فرغم حجم المعاناة وحجم الجراح والدمار الهائل الذي حل بالقطاع، وقتل البشر والشجر وتدمير الحجر، هذه العملية خففت من الألم ومن الأعباء النفسية التي حلت بأهالي القطاع, فكانت هذه العملية تفريج كربة رفعت الروح المعنوية وأدخلت الفرحة العارمة إلى كل بيت وكل نفس".

وأكد د. الشاعر أن هذه العملية كانت رد فعل طبيعيا على حجم المعاناة التي حلت بسكان قطاع غزة في الحرب الأخيرة".

ولا زالت كتائب القسام، تحتفظ بالجندي شاؤول أرون، وتلمح بين حين وآخر أن لديها عدد لم تحدده من الجنود الإسرائيليين الأسرى، بينما لا تفصح إسرائيل عن أعداد جنودها الذين فقدوا خلال عدوان 2014.