قائمة الموقع

خبر "تهدئة طويلة الأمد".. ماذا تعني لأهل غزة؟

2015-07-15T11:26:34+03:00

شمس نيوز / عبدالله عبيد

" فتح المعابر.. إدخال مواد البناء.. رفع الحصار.. تسهيل السفر إلى الضفة والقدس.. إنشاء ميناء بحري.." هي تلك الآمال التي ينتظرها بشغف أكثر من مليوني مواطن في قطاع غزة، بعد حصار دام لأكثر من ثمانية أعوام تبعه ثلاثة حروب قتلت وانتهكت وحرقت ودمرت آلاف المنازل، دون النظر إلى مصير ساكنيها حتى الآن.

تصريحات عديدة ظهرت في الآونة الأخيرة سواء من قيادات حركة حماس أو من القيادة الإسرائيلية، تعطي مؤشرات إيجابية لإيجاد حلولٍ جذرية لأوضاع قطاع غزة الراهنة، خصوصاً في ظل عاصفة الوفود الأجنبية والمحلية القادمة لقطاع غزة.

ويشهد قطاع غزة هذه الأيام حراكاً دوليًا وإقليمياً ومحلياً دراماتيكياً، للتخلص من (الصداع) الذي سببته غزة للمنطقة، والتخفيف عن مواطنيها، خصوصاً بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة التي استمرت 51 يوماً.

وكان آخر تلك المؤشرات، ما صرح به نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية في 4 يوليو/تموز الجاري، عقب صلاة التراويح في أحد مساجد القطاع: " أبشروا (..) رمضان الماضي كان الزرع، ورمضان الحالي سيكون الحصاد، الفرج قريب، والمرحلة المقبلة ستحمل الخير لأهل غزة الصامدين".

هذا الأمر يعطي تلميحات واضحاً على قرب التوصل لاتفاق "تهدئة طويل الأمد" مع إسرائيل، بحسب مراقبين، يتم بموجبه رفع الحصار، وإعادة إعمار ما خلفته الحرب الأخيرة، مشددين على ضرورة فتح الأبواب الموصدة على قطاع غزة لكي تنعم كما غيرها بحياة كريمة.

ووصل وزير الخارجية الهولندي "بيرت كونديرس"، صباح اليوم الأربعاء، إلى قطاع غزة في زيارة قصيرة ستستمر عدة ساعات يلتقي خلالها مسؤولين من مؤسسات دولية ووزراء حكومة الوفاق.

وقال كونديرس فور وصوله ان زيارته تهدف لبحث تنمية الوضع الاقتصادي في الأراضي الفلسطينية وتقديم المساعدة من قبل بلاده في هذا الشأن.

مؤشرات إيجابية

بالرغم من أن حماس لا تزال تلتزم رسمياً، الصمت تجاه الأنباء التي تتحدث عن قرب توصلها لتفاهمات بخصوص تهدئة طويلة الأمد مع إسرائيل، مقابل كسر الحصار عن قطاع غزة، يرى هاني البسوس، الكاتب والمحلل السياسي، وجود مؤشرات إيجابية تمهد الطريق لاتفاق يتم التحضير له.

ويضيف البسوس لـ"شمس نيوز": حتى الآن جميع المؤشرات إيجابية، لكن لا توجد أشياء ملموسة سوى تخفيف الحصار الذي تم خلال الأيام الماضية، ما قبل أحداث سيناء من قبل مصر، كإدخال كميات من الاسمنت وإدخال العالقين الفلسطينيين إلى قطاع غزة".

وبيّن أن هناك نية حقيقية لإتمام صفقة تبادل أسرى في الوقت المناسب بين حماس وإسرائيل، بالإضافة إلى موضوع التهدئة طويلة الأمد والتعاطي معها بشكل جدي، معرباً عن اعتقاده أنه في حال تمت تهدئة طويلة في غزة، فإن "هذا يشجع على تنشيط ملف المصالحة الفلسطينية الفلسطينية"، بحسب البسوس.

ومؤخرا، أوصى ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي، وزير الجيش موشيه يعالون، بتوسيع فتح دائرة المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل، وتخفيف الحصار عن القطاع، بحسب صحيفة إسرائيلية.

وذكرت صحيفة "هآرتس" في تقرير نشرته يوم 8 يوليو/تموز الجاري، أن "إحدى توصيات الضباط الكبار ليعالون هي السماح بإدخال البضائع عبر معبر كارني (المنطار) بين إسرائيل وقطاع غزة، الذي اُفتتح عام 1994 وأُغلق في 2011، وتوسيع استخدام معبر (كرم أبو سالم)، إضافة إلى إصدار التصاريح لفلسطينيين من غزة، للعمل في تجمعات إسرائيلية قريبة من الحدود معها".

انفراجة قريبة

زياد الظاظا عضو المكتب السياسي لحماس، كشف في وقت سابق لـ"شمس نيوز" عن انفراجة قريبة تلوح بالأفق في غزة، مشيراً إلى أن حركته تعمل جاهدة من أجل التخفيف عن معاناة سكان القطاع.

وقال الظاظا: هنالك في الأفق إيجابيات متعددة، نأمل أن تصبح واقعا على الأرض ولا تبقى بالأفق، وهذه الانفراجة التي يرسمها الإنسان الفلسطيني"، مشدداً على أن هذه الانفراجة ليست بعيدة، على حد قوله.

وشدد الظاظا على أن حركة حماس لم ولن تسمح بخنق غزة بأي شكل من الأشكال، "سواء كان هذا بسلوك صهيوني بحت وإستراتيجية صهيونية، أو بدعم وطلب ومساعدة من الطرف الفلسطيني وغيره"، منوهاً إلى أن الحصار المفروض على غزة صعب للغاية ويؤثر على كل مجالات الحياة.

وكانت صحف إسرائيلية تحدثت مؤخراً عن وساطة قطرية بين حماس وإسرائيل، بشأن تهدئة طويلة الأمد في قطاع غزة، وأن حركة حماس تضع "اللمسات الأخيرة" على الاتفاق المدعوم عربياً ودولياً.

على أمل

أبو أسعد جواد ( 48 عاماً) من بلدة بيت حانون ينتظر كما غيره المئات من المواطنين أن يتم إعمار منزله الذي دمره الجيش الإسرائيلي في حرب "الجرف الصامد"، موضحاً لـ"شمس نيوز" أنه يترقب إدخال مواد البناء في الأيام القادمة.

أما الحاج أبو العبد مطر ( 63 عاماً) فتمنى أن يتم فتح المعابر لا سيما معبر رفح البري، وذلك لخروجه بين الفينة والأخرى لتلقي علاجه في إحدى مستشفيات مصر".

وبالنسبة للشاب أكرم فرج ( 33 عاماً) فكل ما يأمله هو إيجاد حل لأزمة موظفي القطاع الذين يعانون الأمرّين جراء تهميشهم، مضيفاً لـ"شمس نيوز": نتمنى أن تحدث انفراجة قريبة في غزة يتم من خلالها حل أزماتنا العالقة".

ويعيش قطاع غزة أوضاعًا صعبة نتيجة الحصار المفروض عليه منذ ثمانية أعوام، واشتدت المعاناة بعد الحرب الأخيرة التي شنها الاحتلال، لاسيما وأنها أدت إلى تدمير مئات البيوت منها بشكل كلي وأخرى بشكل جزئي.

فتح الأبواب

ولأن ما يأمله سكان قطاع غزة انفراجة قريبة وينتظروها بشغف، يؤكد الخبير في الشأن الاقتصادي، معين رجب أن غزة لديها من الإمكانيات ما تستطيع من خلالها التكيف مع الحياة الاقتصادية في حالة فتح الأبواب.

ويشير رجب في حديثه لـ"شمس نيوز" إلى أن فتح الأبواب هو المتنفس الوحيد والرئيسي لقطاع غزة، سواء المعابر مع إسرائيل من أجل الضفة والقدس، أو مصر عبر رفح، أو من خلال إنشاء ميناء أو مطار جوي، موضحاً أن كل هذه الأمور يعول عليها لأنها تعطي الفرصة لمزيد من الحركة والتبادل التي نحن في أمسّ الحاجة إليها.

وفي 26 أغسطس/آب من صيف عام 2014، توصلت إسرائيل والفصائل الفلسطينية في القطاع، برعاية مصرية، إلى هدنة طويلة الأمد بعد حرب امتدت 51 يوماً، وتضمنت بنود الهدنة استئناف المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية غير المباشرة في غضون شهر واحد من سريان وقف إطلاق النار.

وتوافق الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي، في 23 سبتمبر/أيلول الماضي، على عقد مفاوضات غير مباشرة، بوساطة مصرية، بهدف تثبيت التهدئة، ولم يتم تحديد موعد جديد لاستئناف تلك المفاوضات حتى اليوم.

 

اخبار ذات صلة