قائمة الموقع

خبر غزة تستقبل العيد بأوجاع الحرب

2015-07-18T10:39:57+03:00

شمس نيوز / عبدالله عبيد 

عند بداية تكبيرات وتهليلات العيد وحينما صدحت مآذن المساجد فجراً بقول " الله أكبر الله أكبر الله أكبر.. لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر.. ولله الحمد"، ذهبت أم عاهد بكر إلى غرفة أبنائها الذين استشهدوا أول أيام عيد الفطر الماضي، لتسترجع آهاتها وآلامها في مثل هذا اليوم.

أم عاهد (42 عاماً) أم لأربعة شهداء قضوا على شاطئ بحر منطقة الميناء في الحرب الأخيرة على غزة وهم عاهد (12 عاما)، زكريا (10 سنوات)، محمد (11 سنة)، وإسماعيل (9 سنوات)، أثناء لعبهم كرة القدم، لتتحول أجسادهم إلى أشلاء تناثرت فوق رمال البحر.

وتقول أم الشهداء التي لم تفارق وجهها علامات الحزن لـ"شمس نيوز": "الاحتلال حرمنا من فرحة استقبال العيد، بصحبة أطفالي (..) ألم الفراق صعب جدا".

ثم أخذت تحتضن صوراً لفلذات كبدها وتنظر إليهم بحسرة وكأنها تقلب شريط حياتها معهم قبل استشهادهم فتحدثنا "لقد كانوا عيدي.. والآن ليس لي أي عيد في غيابهم".

وأخيراً عرضت أم عاهد بقايا ألعاب الأطفال الأربعة وآثار الدماء عليها، لم تحاول يوما مسحها، حيث اصطحبوا تلك الألعاب معهم وهم على شاطئ البحر".

أي حياة بعدك..!

أجواء الحزن لم تخيم على عائلة بكر فحسب، بل أن عائلة الشهيد عبد الناصر العجوري (26 عاماً) ذاقت مرارة فراق ابنهم الذي استشهد في العدوان الأخير على قطاع غزة، بعد استهدافه من طائرة استطلاع "اسرائيلية".

شقيق الشهيد خالد العجوري عبّر بحروف الوجع عن مشاعر الحزن التي سيطرت على قلبه قائلا: "أي حياة بعدك يا عبد الناصر وأي طعم ولون لها من دونك.. رحمك الله يا بطل".

ويضيف العجوري لـ"شمس نيوز": مهما قلت عن عبد الناصر لكن لساني بيعجز يما عن وصفه، ابتسامته الدائمة غابت عن الدار بعد ما غاب"، لافتاً إلى أن الشهيد عبد الناصر كان أولهم في الذهاب إلى المسجد لصلاة العيد.

ويكمل: كيف لنا أن نفرح ونحن نستشعر غياب عبد الناصر عن لمّة العائلة التي اعتدنا عليها في كل عيد، فقلوبنا تعتصر ألمًا على فراق أخي عبد الناصر".

الفرحة لم تكتمل

أجواء الحزن في العيد لم تقتصر على هاتين العائلتين، فهناك آلاف العائلات الفلسطينية التي فقدت أكثر من حبيب، ومنهم من فقد منزله جراء هدمه من قبل الجيش الإسرائيلي دون إعادة إعماره إلى الآن، ومنهم من فقد ابناً له في سجون الاحتلال ما زال قابعاً خلفها، ولكنهم صابرون صامدون في أرضهم ولن يرحلوا عنها حتى تحرير وطنهم المسلوب من الاحتلال.

يبين الحاج أبو أحمد فريح  (60 عاماً) والذي هدم منزله في منطقة خزاعة شرق مدينة خانيونس خلال الحرب العدوان الأخير على قطاع غزة، أن فرحته لم تكتمل.

وقال لـ"شمس نيوز": أي عيد يأتينا ونحن مازلنا مشردين دون مأوى ودون عائلة، فعائلتي يسكن كل منهم في مكان دون الثاني".

ويضيف فريح: رغم ما نحمله من أوجاع وغصات في قلوبنا إلا أن أطفالنا مسرورين في هذا اليوم المبارك، ونسأل الله أن يتمم علينا الفرحة".

وشن الاحتلال "الإسرائيلي" عدوانًا على قطاع غزة صيف العام الماضي، راح ضحيته أكثر من 2300 شهيد، وأصيب أكثر من 11 آلف آخرين، إضافة إلى تدمير مئات المنازل والأبراج السكنية والمنشآت.

اخبار ذات صلة