شمس نيوز / عبدالله عبيد
كما كل عام.. يأتي العيد على أهالي الأسرى المعتقلين في سجون الاحتلال لينكأ جراحهم، ويترك في كل زاوية بصمة ألم، حيث الجمعات العائلية والزيارات وصلة الأرحام والعادات والتقاليد المعروفة في تلك الأعياد التي تفتقد ابتسامتهم وظلهم.
الاحتلال الإسرائيلي يحاول التنغيص على حياة الأسرى في سجون الاحتلال، وحرمانهم من إتمام طقوس العبادات والأعياد على الشكل الذي يرغبون، لكنهم بصمودهم وثبات عزيمتهم يحققون ولو القليل مما يرغبون به في هذه المواسم الدينية.
وأفاد تقرير صادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين، بأن 5840 أسيرا سيمضون عيد الفطر خلف القضبان، بعيداً عن أهلهم وأطفالهم وزوجاتهم وأصدقائهم، في 18 معتقلا ومركز توقيف احتلالي، منهم 22 أسيرة، 11 منهن متزوجات، إضافة إلى 250 طفلا قاصرا، و30 أسيرا معتقلا ما قبل اتفاق أوسلو، بينهم 16 أسيرا مضى على اعتقالهم أكثر من 25 عاما.
دون غياب أحدهم !
بعد أن أفرج الاحتلال عن ابنها "محمد" قبل عدة أشهر والذي قضى عشرة أعوام، لا تزال أم ضياء الأغا تنتظر نجلها الأكبر "ضياء" الذي يعتبر من الأسرى القدامى ما قبل أوسلو، لتقول له: كل عام وأنت بخير يما يا ضياء، وإنشاءالله العيد الجاي تكون معي مثل أخوك".
وبنبرات الحزن التي بدأت تظهر من خلال شحرجة صوتها أكملت الحاجة الستينية حديثها لـ"شمس نيوز": نفسي يمر علية عيد وأكون مرتاحة ومبسوطة ويكونوا كل أولادي جنبي يدخله يعيدوا علي من غير ما يكونوا ناقصين".
وبحزن بدى واضحا على تقاسيم وجهها، أضافت الأغا: تمنيت أن يكون ضياء معي في هذا العيد مع شقيقه محمد، وأتمنى من الله أن يفرج كرب كل الأسرى، ليكونا بين أهلهم ومع أولادهم وأمهاتهم وأزواجهم"، لافتة إلى أن ابنها ضياء قد دخل عامه 24 في سجون الاحتلال وهو محكوم مؤبد، وكان من المفروض أن يخرج في الدفعة الرابعة.
وأكد عدد من أهالي الأسرى أنهم لا يشعرون ببهجة العيد في ظل غياب أبنائهم في السجون بلا زيارات أو رسائل منهم تهدئ من اشتياقهم.
وتزداد معاناة أهالي الأسرى يومًا بعد يوم بسبب فقدانهم ذويهم وخاصة مع منع قوات الاحتلال الأهالي من الزيارة وتركهم شهورًا دون رؤية أبنائهم.
يذرفون الدموع
من جهته، أوضح المختص في شؤون الأسرى ومدير مركز أحرار لدراسات الأسرى أن رحلة الأسرى في الحنين إلى الأهالي تبدأ قبل العيد بليال، مؤكدًا أن العديد منهم يذرفون الدموع اشتياقًا لأبنائهم ووالديهم وذويهم.
وذكر الخفش لـ"شمس نيوز" أن أهالي الأسرى يفتقدون أبناءهم دائمًا ويحنّون إليهم مع حلول كل عيد، أن نفسية الأسير تزداد سوءًا بقضائه العيد بعيدًا عن أهله، وخصوصًا ذوي المحكومات العالية.
وأعرب عن تذمره من سياسات "ادارة مصلحة السجون" التعسفيّة التي ترفض تقديم تسهيلات للأسرى من زيارات وخروج "للفورا" وقت أطول وإدخال مواد لازمة لعمل المعجنات والكعك خلال العيد.
ولفت إلى أن إدارة السجون لا تفرق بين عيد ورمضان ويوم عادي عند اعتقال أي فلسطيني وتحول العيد في غرف التحقيق إلى مسالخ تمارس فيها كل المحرمات القانونية، مشدداً على أن أبناء الأسرى لا تكتمل فرحتهم بالعيد بسبب فقدانهم آبائهم، داعيًا أبناء الشعب الفلسطيني إلى زيارتهم ومواساتهم وإدخال الفرحة على قلوبهم.
منع الاحتفال بالعيد
في السياق، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، إن إدارة مصلحة سجون الاحتلال، فرضت عقوبات على جميع الأسرى في السجون، وتمنعهم من شراء الحلويات للعيد.
وأضاف قراقع أن إدارة سجون الاحتلال قررت منع الأسرى كافة من الاحتفال بعيد الفطر في ساحات السجون، محددة وقت الصلاة بسبع دقائق فقط.
ويقبع قرابة 6000 آلاف أسير في سجون الاحتلال، بينهم 205 أطفال و25 امرأة و13 نائبا في المجلس التشريعي، اضافة إلى عشرات الحالات المرضية، بينها حالات صعبة لا توفر سلطات الاحتلال الحد الأدنى من العلاج اللازم لها.