قائمة الموقع

خبر بعد بلوتو.. ما هو التالي بالنسبة لناسا؟

2015-07-19T22:11:21+03:00

بلومبرغ فيو 

لقد كانت رؤية بلوتو بصورة مفصلة لأول مرة مثيرة للغاية.. كرة متعددة الألوان، ومزركشة، تلمع على بعد 3 مليارات الأميال من الأرض. فيها حفر، وتلال كبيرة، وحزام غامض مظلم على طول خط الاستواء، وهناك اقتراحات بأن الثلوج تتساقط فوقها أيضًا.

وجاءت هذه الصور من مركبة وكالة “ناسا” الفضائية المدعوة “آفاق جديدة”، والتي وصلت إلى مشارف النظام الشمسي بعد رحلة لمدة تسع سنوات. وبكل المقاييس تقريبًا، حققت المهمة النجاح، وجاءت بمثابة تتويج مناسب لعصر الاستكشاف الفضائي الذي بدأته الولايات المتحدة منذ أكثر من نصف قرن. وقد يبدو عصر الفضاء المقبل مختلفًا تمامًا، حيث من الممكن أن تلعب المشاريع الخاصة دورًا أكبر، ويجب على “ناسا” أن تسمح بذلك.

 بسرعة أكثر من 30 ألف ميل في الساعة، تعد نيوهورايزن، أو “آفاق جديدة”، أسرع مركبة فضائية تم إطلاقها حتى الآن. ومع بلوغ تكلفتها نحو 700 مليون دولار فقط، كانت هذه المهمة متواضعة الإنفاق وفقًا لمعايير استكشاف الفضاء. ورغم ذلك، قد تكون هذه المهمة أثمرت عن أدلة حاسمة حول كيفية تطور النظام الشمسي المبكر، وحول كيفية بدء الحياة على الأرض. وأصبحت الولايات المتحدة الآن الدولة الوحيدة التي زارت كل كوكب من كواكب النظام الشمسي.

وأصبح الاهتمام بالفضاء في الوقت الحاضر تجاريًا على نحو متزايد. ويجوب رجال الأعمال الجريئون السماوات، وتوفر الأقمار الفضائية الفرص الاستثمارية الجديدة. وفي نفس الوقت، لايزال التشويق قائمًا.

ويبدو احتمال وجود حياة في مكان آخر في الكون معقولاً على نحو متزايد. وقد اكتشفت مهمة ناسا، المدعوة “كبلر”، المئات من الكواكب الجديدة خارج النظام الشمسي، وبعضها مشابه إلى حد كبير لكوكبنا. ولم يبدو الفضاء في أي وقت من السنوات العشرة الماضية مثيرًا للاهتمام كما هو الآن.

وتجعل كل هذه العوامل من بلورة رؤية لبرنامج الفضاء الأمريكي أمرًا أكثر أهمية. ويعد الطموح الرئيس التالي لناسا، وهو حمل الناس إلى المريخ، طموحًا مثيرًا، إلا أن الخطة للوصول إلى هناك باهظة الثمن، متخلفة عن الجدول الزمني، وغامضة للغاية. وعلى هذا الصعيد، يعد حساب التكاليف المترتبة على هذه المهمة بطريقة أكثر واقعية أمرًا حيويًا، ويبدو من شبه المؤكد أن هذه التكلفة سوف تصل إلى مئات المليارات خلال العقدين المقبلين.

وأما إذا أرادت الولايات المتحدة تحقيق وجود مستمر لها على سطح المريخ، فإنها ستكون بحاجة للمساعدة من مؤسسات القطاع الخاص. وقد حققت شركات مثل سبيس اكس، والعلوم المدارية، تقدمًا ملموسًا في تخفيض تكاليف الصواريخ. ورغم فشلها في بعض الأحيان، تنفذ هذه الشركات أيضًا عملاً يستحق الثناء لدعم محطة الفضاء الدولية. وتنوي سبيس اكس، وبوينغ، البدء بنقل البشر إلى هناك بحلول عام 2017. وهناك سبب وجيه للاعتقاد بأن هذه الشركات -وتحت إشراف وكالة ناسا- سوف تستطيع في نهاية المطاف تطوير طرق أرخص بكثير للوصول إلى المريخ. ومن الممكن أن يشكل مثل هذا الترتيب أيضًا مخططًا للحقبة المقبلة من عمليات استكشاف الفضاء.

إن رحلة نيو هورايزن، أو “آفاق جديدة”، هي أحدث تأكيد على أن برنامج الفضاء الأمريكي لا يزال قادرًا على تحقيق أشياء عظيمة؛ وينبغي أن لا تكون هذه الرحلة هي الرحلة الأخيرة.

اخبار ذات صلة