شمس نيوز /عبدالله مغاري
توقع وزير الخارجية الإسرائيلي السابق، وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المعارض، "أفيغدور ليبرمان"صباح اليوم إجراء انتخابات برلمانية إسرائيلية مبكرة، خلال الثلث الأول من العام القادم ,
هذه التوقعات التي جاءت خلال تصريح لصحيفة "يديعوت احرنوت" العبرية صباح اليوم ,أوجبت التساؤل عمّا إذا كانت هذه التوقعات ضمن سياسة ليبرمان التحريضية ضد رئيس الحكومة الإسرائيلية, أم أنها حقيقية، خاصة أن نتنياهو فشل في مواجهة تحديات عديدة كان آخرها الاتفاق النووي الإيراني .
محللون ومتابعون للشأن الإسرائيلي رأوا في حديثهم لـ"شمس نيوز "أن مصير حكومة نتنياهو كما توقع ليبرمان الفشل أو الانتخابات المبكرة, وأن عجز نتنياهو في عرقلة الاتفاق النووي أضعفه أمام الرأي العام, والأحزاب الإسرائيلية المشكّلة للحكومة و المعارضة.
فيما رأى آخرون أن توقعات ليبرمان تأتي ضن رسائله التحريضية ضد نتنياهو أكثر من أنها معطيات عملية قائمة على أرض الواقع, و أن الاتفاق النووي الإيراني قد يعمل على تعميق تواصل الأحزاب الإسرائيلية .
توقعات صائبة
المحلل السياسي "أكرم عطا الله "يرى أن مصير حكومة نتنياهو -كما توقع ليبرمان- الفشل أو الانتخابات المبكرة ,مشيرا إلى أن عجز نتنياهو عن عرقلة الاتفاق النووي أضعفه أمام الرأي العام ,والأحزاب الإسرائيلية المختلفة.
وقال "عطا الله" في حديثه لـ"شمس نيوز" :ليبرمان بنى توقعاته على أن حكومة نتنياهو فشلت في أكثر من ملف وعلى رأسها الملف النووي الإيراني, والاقتصاد الإسرائيلي لم يخرج إلى حالة الشفاء التام مع حكومة إسرائيلية ضيقة وصغيرة".
وأضاف: هو توقع مع كل هذه الأزمات الداخلية والخارجية أن تقصر من عمر الحكومة وانهيارها".
وأشار المحلل السياسي إلى أن حكومة نتنياهو ضعيفة ومصيرها الفشل أو الانتخابات المبكرة ، بالرغم من ممكنات قوتها العالية والمتمثلة في تماسكها الأيدلوجي وتمكن نتنياهو من تقديم رشوة لجميع أحزاب الائتلاف الحاكم، ما جعلهم أكثر رغبة بالتمسك بمواقعهم ومصالحهم الحزبية".
ونوه "عطا الله" إلى ضرورة عدم تجاهل أن حكومة الاحتلال هي حكومة خط الفقر البرلماني والمكونة من 61مقعدا، وهذا رقم لم تتشكل خلاله أي حكومات سابقة إلا ما ندر مثل حكومة رابين الاستثنائية "وحكومة 61مقعد مصيرها الفشل" بحسب توقعاته.
وبشأن الملف النووي الإيراني والاتفاق مع الدول الكبرى، وتأثيره على الحكومة الإسرائيلية قال "عطا الله ": إسرائيل بدت ضعيفة، وضعفها لربما انكشف.. نتنياهو معروف بإسرائيل أنه ذكي جدا لحد الغباء, جعل من الملف النووي ملف حياته الوحيد الذي يحدد نجاحه".
وأردف بالقول: هناك أغلبية ترفض الاتفاق وبالتالي عجز نتنياهو عرقلة هذا الاتفاق أضعفه أكثر أمام الرأي العام والأحزاب الإسرائيلية والأحزاب المشكلة للحكومة أو حتى المعارضة التي ستستدل بذلك على أن وضع إسرائيل بالساحة الدولية بائس".
في سياق التحريض
المتابع للشأن الإسرائيلي "عدنان أبو عامر "يرى أن توقعات ليبرمان تأتي ضمن رسائله التحريضية ضد نتنياهو أكثر من أنها معطيات عملية قائمة على أرض الواقع ,لافتا إلى أن الاتفاق النووي الإيراني قد يعمل على تعميق تواصل الأحزاب الإسرائيلية وتحشيد تواصل نتنياهو مع الدائرة الداخلية.
وقال "أبو عامر" لـ"شمس نيوز": ليبرمان يحاول أن يبث رسائل تحريضية ضد نتنياهو أكثر من أنها معطيات عملية قائمة على أرض الواقع ,الحكومة الإسرائيلية لم تتم بعد، لم يمر على تشكيلها نصف عام تقريبا".
وأضاف: كلام ليبرمان له علاقة برغبته في إحداث رأي عام إسرائيلي يطالب بإجراء انتخابات مبكرة بزعم أن نتنياهو غير قادرة على إمضاء الفترة الدستورية, ويحاول التقليل من شأن نتنياهو للرأي العام وتصويره بأنه زعيم إسرائيلي فاشل".
ونوّه المتابع للشأن الإسرائيلي إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية يحاول التواصل مع حزب العمل والمعسكر الصهيوني لإحداث ائتلاف جديد أو توسيع رقعة الائتلاف الحاكم , لافتا إلى أن إسرائيل ليست جاهزة لإجراء انتخابات جديدة.
وأشار "أبو عامر" إلى أن الاتفاق النووي الإيراني قد يعمل على تعميق تواصل الأحزاب الإسرائيلية وتحشيد تواصل نتنياهو مع الدائرة الإسرائيلية الداخلية, للوصول لإستراتيجية جديدة بشأن الاتفاق النووي إما بالتوافق مع الأمريكان أو الخروج بسياسة إسرائيلية جديدة.
وأضاف: هناك توافق إسرائيلي بين اليمين واليسار في مواجهة المشروع النووي الإيراني, الاختلاف على الطريقة إما عسكرية أم سياسية, لكن في النهاية ليس هناك فوارق كبيرة بين الأحزاب الإسرائيلية في التعامل مع المشروع الإيراني".
وكانت الانتخابات الإسرائيلية البرلمانية الأخيرة قد أجريت في شهر مارس/آذار الماضي وانتهت بتقدم حزب
"الليكود" اليميني برئاسة "بنيامين نتنياهو".