قائمة الموقع

خبر الوظائف القطرية.. مساعدة لحل المشكلات الغزّيّة أم إعدام للعقول البشرية؟

2015-07-29T10:50:00+03:00

شمس نيوز/ عبدالله عبيد

في خطوة أثارت اهتمام الإعلام والرأي العام الفلسطيني وبالأخص في قطاع غزة المحاصر لأكثر من ثمانية أعوام، بدأت دولة قطر باستقبال عشرات العاملين في سلك التعليم، المرشحين لشغل وظائف لديها، بعد أن أعلن السفير القطري ورئيس لجنة إعادة إعمار غزة محمد العمادي في آيار الماضي، أن قطر ستتيح وظائف لـنحو (200) مدرس، للعمل في المدارس القطرية.

العمادي قام بعمل الإجراءات اللازمة مع كافة الجهات المعنية لتسهيل سفر المعلمين المرشحين للعمل في دولة قطر، والذين غادروا قطاع غزة صباح أمس الثلاثاء عبر معبر بيت حانون "ايرز"، متوجهين للعاصمة الأردنية عمان لإجراء المقابلات والامتحانات.

عدد الذين سيخرجون للمقابلات بلغ (107 مرشحين)، وهم الذين استكملوا إجراءات السفر وفق المعمول به في الأراضي الفلسطينية وذلك من أصل (170) مرشحاً، تقدموا للوظائف عبر الموقع الالكتروني لمجلس التعليم.

صعوبة الأوضاع

محمود عوض، أحد المعلمين الذين ترشحوا للعمل في المؤسسات التعليمية بقطر، يقول: كانت أمنيتي العمل خارج غزة، وها هي تحققت، فالأوضاع في غزة صعبة جداً ووصلنا إلى مرحلة لا يقبل بها أي أحد من البشر".

وعن آلية التسجيل، يضيف عوض لـ"شمس نيوز": قمت بالتسجيل عبر الموقع الذي أعلنوا عنه، وكنت أدرك تماماً أن اسمي لن يتم ترشيحه، ولكن سجلت لأن جميع أصدقائي سجلوا، والحمدلله الآن سأقوم بالتدريس في قطر".

أما بالنسبة للشاب آدم مخيمر (25 عاماً) فينتظر كما غيره فرصة كسابقه، للخروج من قطاع غزة بأي وسيلة للعمل، موضحاً أنه قام بتسجيل اسمه للسفر في دولة قطر.

وأشار مخيمر لـ"شمس نيوز" إلى أنه لم يلق أي فرصة عمل في غزة منذ ما يقارب الثلاثة أعوام من تخرجه، لافتاً إلى أنه خريج من الجامعة الإسلامية تخصص دراسات إسلامية.

ويتابع: بحثنا عن عمل هنا وهناك، وكل المحاولات باءت بالفشل، قدمنا لامتحانات الوكالة والحكومة، والبطالة في غزة من أعلى نسب العالم، فأتمنى أن أحصل على فرصة عمل في الخارج، حتى وإن كانت في بلاد ( الواق واق)" بحسب وصفه.

يذكر أن، إتاحة الفرصة للمعلمين الفلسطينيين من قطاع غزة للعمل في قطر، جاءت بتوجيهات من سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني للتخفيف عن الشعب الفلسطيني.

للتخفيف عن الفلسطينيين

من جهته، كلف السفير القطري محمد العمادي، طواقم مكتب اللجنة في غزة بمتابعة الإجراءات اللازمة مع كافة الجهات المعنية لتسهيل سفر المعلمين المرشحين، موضحاً أن دفعة المعلمين المرشحين سيتوجهون إلى لعاصمة الأردنية عمان لإجراء المقابلات والامتحانات.

وقال العمادي في تصريح صحفي له: إن المعلمين المرشحين استكملوا إجراءات السفر وفق المعمول به فلسطينيًا وذلك من أصل (170 مرشحا) تقدموا للوظائف عبر الموقع الالكتروني لمجلس التعليم".

وأشار إلى أن إتاحة الفرصة للمعلمين من قطاع غزة للعمل في قطر جاءت بتوجيهات من سمو أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني للتخفيف عن الشعب الفلسطيني، بتوفير فرص عمل لهم في قطر متمنياً التوفيق لكافة المرشحين، مع ضرورة التعاون والتنسيق مع الجهات المشرفة على المقابلات والامتحانات لإنجاح هذه التجربة التي ستتيح لهم العمل في دولة قطر.

وتعتبر دولة قطر من أكثر الدول العربية تضامناً مع الشعب الفلسطيني، حيث قدمت دعماً كبيراً لأهالي قطاع غزة من خلال مشاريع سكنية وتوفير فرص عمل وغيرها.

تبادل منفعة

في السياق، يرى الخبير في الشؤون الاقتصادية، د. معين رجب أن سفر المعلمين الغزيين إلى قطر يأتي في إطار التعاون الدولي وتقديم خدمات ناجعة لدولة شقيقة، إلى جانب تبادل المنفعة.

وقال رجب لـ"شمس نيوز": تدريس معلمين من غزة في مؤسسات تعليمية بقطر فخر لنا، وشكل من أشكال التحدي خاصة وأن قطر تستقبل المعلمين من مختلف البلدان العربية وغير العربية".

واستبعد أن يعود سفر هؤلاء المعلمين والعمل في قطر بالضرر على فلسطين، كهجرة العقول البشرية للخارج وغيرها، مضيفاً: هؤلاء المدرسون لن يتخلوا عن وطنهم ولن يقطعوا صلتهم بأهلهم، وبالتالي ليس هناك أي أضرار من جراء هذه الخطوة".

واعتبر الخبير الاقتصادي أن هذه الخطوة رمزية لا يمكن أن تحل مشكلة البطالة، بسبب العدد القليل الذي تم اختياره للسفر إلى قطر، مشيراً إلى وجود عشرات الآلاف من الخريجين المتعطلين عن العمل في قطاع غزة.

وكان تقرير قد نشره البنك الدولي، أوضح أن نسبة البطالة في قطاع غزة هي الأعلى في العالم وتصل إلى ما لا يقلّ عن ‏43%‏. كما وتصل نسبة البطالة في أوساط الشبّان إلى ما لا يقلّ عن‏ 60%.

اخبار ذات صلة