قائمة الموقع

خبر تحليل: غزة تترنح بين تطمينات حماس وتكذيب الأمر الواقع

2015-07-30T13:21:39+03:00

شمس نيوز /عبدالله مغاري

موجة من التصريحات التي صدرت على ألسنة قيادات من حركة حماس بشأن محادثات غير مباشرة تجري بين الحركة وبين إسرائيل, تنوعت بين النفي والتأكيد, وبين التلميح . هذه التصريحات جعلت المواطن الغزي ينتظر لحظة الإعلان عن الاتفاق بشكل نهائي, خاصة تصريحات نائب رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية والتي تحدث فيها عن انفراجة قريبة لغزة .

آخر هذه التصريحات صدرت من القيادي في حماس صلاح البردويل، في حوار نشرته صحيفة" القدس العربي" والتي قال فيها إن حماس رفضت مشروعا سياسيا قُدم لها من قبل الوسطاء, وأنها تسعى لتطبيق اتفاق القاهرة, مشيرا إلى أن  الاتفاقيات السياسية ستكون مع الكل الفلسطيني، وأن حماس غير معنية بهذه الاتفاقيات كونها حركة مقاومة.

هنا بات السؤال يطرح في الشارع الفلسطيني عن خفايا تصريح البردويل ,وماذا يحمل وماذا يعني وهل يدل على أن المحادثات عادت إلى نقطة الصفر ,أم أن حماس نجحت في إفشال مخطط فصل قطاع غزة.

محللون سياسيون تحدثوا لـ" شمس نيوز"، أعربوا عن اعتقادهم بأن تصريحات القيادي البردويل إشارة من حركة حماس بأن ليس هناك مشروع سياسي قادم لقطاع غزة. بينما توقع آخرون أن تكون تصريحات البردويل محاولة لتحسين شروط المفاوضات وتهديد للوسطاء ولإسرائيل .

لا اتفاق سياسي

الكاتب والمحلل السياسي "هاني حبيب " يرى أن تصريحات البردويل إشارة من حركة حماس على عدم وجود مشروع سياسي لقطاع غزة , بجانب أنها محاولة لمنح الدور المصري مكانة في التوصل لتهدئة بين إسرائيل وحماس.

وقال "حبيب": هذه التصريحات هي إشارة من حركة حماس بأن ليس هناك مشروع سياسي قادم كما أشارت التسريبات السابقة, وان هذا الأمر مجرد تهدئة وتنفيذ لما تم من مشاورات في القاهرة".

ولفت المحلل السياسي إلى أن تصريحات البردويل جاءت للقول بأن حماس معنية بالتوصل بالدرجة الأولى لاتفاق هدنة مع إسرائيل على ضوء نتائج الحرب الثالثة على غزة ,منوها إلى أن حماس تريد منح الجانب المصري دورا في التوصل إلى تهدئة عوضا عن الاشتراطات التي وضعتها بعض الدول الأوروبية للتوسط بين حركة حماس وإسرائيل، بحسب قوله.

تحسين شروط

الكاتب والمحلل السياسي "إبراهيم أبراش"  يرى أن تصريحات البردويل قد تأتي ضمن محاولات لتحسين شروط المفاوضات التي تجري بين حماس وإسرائيل ,منوها إلى ضرورة عدم التعامل مع أي تصريح من أي مسئول بحماس على أنه الحقيقة النهائية.

وقال "أبراش ": ربما يأتي هذا التصريح لتحسين شروط المفاوضات بين حماس وإسرائيل بطريقة غير مباشرة, وكأنه يهدد الإسرائيليين والوسطاء بأنهم سيعودون إلى الكل الوطني إن لم يتم الالتزام بكل ما نريد".

وأضاف: هناك دائما تصريحات متعارضة تصدر من قيادات حماس منذ أن بدأت الاتصالات، بعضهم نفى والآخر أكد، ومنهم من قال دردشات حول هدنة, وبالتالي يجب أن نكون حذرين وألاّ نأخذ أي تصريح عن أي مسئول بحماس باعتباره الحقيقة النهائية".

وحول  ترجيحات البعض بأن تكون حماس نجحت في إفشال مخطط فصل عزة وتصريح القيادي البردويل بأن أي اتفاق سيكون بعلم الكل الفلسطيني أشار "المحلل السياسي "إلى أن التصريحات شيء والواقع شيء آخر, منوها إلى أن الواقع يبين وجود هدنة بين إسرائيل وحماس وأن الإجراءات تجري لدولة في غزة وقطر تتحرك في هذا الملف، بحسب اعتقاده.

ولفت إلى أنه لا يمكن التصديق بأن حماس نجحت في إفشال مشروع فصل غزة في الوقت الذي لم تنجز فيه المصالحة ,مشيرا إلى أن المصالحة هي التي تنهي الأقاويل، وعندما تكون هناك حكومة وحدة وطنية تعمل بالفعل حينها يمكن القول بأن هناك تحولا في سياسة حماس" على حد وصف أبراش.

وتوقع الكاتب والمحلل السياسي أن يكون الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة مقبلا على أوضاع أكثر تحديا من الراهنة، لافتا إلى أن غزة ستدفع ثمنا سياسيا كبيرا لفك الحصار عنها.

وقال: الشعب الفلسطيني بشكل عام مقبل على أوضاع أكثر تحديا، في الضفة إسرائيل كسرت كل الحواجز في عمليات الاستيطان والتهويد وإضعاف السلطة بشكل غير مسبوق, في ظل ردود فعل سيئة جدا وهذا يساعد إسرائيل للاستمرار في عمليات التهويد".

وتوقع أبراش أن يدفع قطاع غزة ثمنا سياسيا كبيرا مقابل فك الحصار عنه, وأن إسرائيل ستحاول جاهدة فعل ذلك، مؤكدا على أن الحل يكمن في المصالحة الوطنية على صعيد البرنامج السياسي والانطلاق في ترتيب أوضاع منظمة التحرير.

اخبار ذات صلة