شمس نيوز/عبدالله مغاري
لا تختلف كثيرا اقتحامات المستوطنين المتكررة في هذه الأيام للمسجد الأقصى ,عن ذلك الاقتحام الذي أشعل الانتفاضة قبل خمسة عشر عاما, ولم تتغير السياسة الإسرائيلية، بل أصبحت أكثر إجراما, لتنهب الأراضي وتقيم الحواجز وتتمدد بمخططاتها الاستيطانية التي تتخذ من الإرهاب ركيزتها الأساسية, فكيف لا وضريح الرضيع المحروق علي الدوابشة ووالده كان شاهدا .
المشهد اليوم يختلف تماما، وردات الفعل لا تذكر أمام انتفاضة الأقصى, والضفة لا تشهد سوى مواجهات متفرقة لا تصل لحد الثورة الشعبية بعد, ليطرح السؤال نفسه: لماذا لم تنتفض الضفة ؟ومن يمنع ثورتها ؟ولماذا نداءات فصائل غزة وخاصة حماس لم تسمع ؟ وهل انتفاضة الضفة ستخفف عن الغزيين إن وقعت؟.
محللون رأوا في أحاديث منفصلة لـ"شمس نيوز" أن عوامل الانتفاضة لم تكتمل بعد ,وأن غياب الإجماع الوطني وتخوف السلطة من انقلاب المشهد ضدها أسباب رئيسية تحول دون اندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية المحتلة.
فيما أرجع آخرون أسباب عدم اندلاع انتفاضة ثالثة إلى تردد القيادة الفلسطينية في الدخول بمستوى عال من المجابهة وأن دعوات حماس ما هي إلا لإحراج السلطة .
لم تكتمل بعد
المحلل السياسي "حسن عبدو" يرى أن عوامل الانتفاضة لم تكتمل بعد, وأن غياب الإجماع الوطني وتخوف السلطة من انقلاب المشهد ضدها أسباب رئيسية تحول دون اندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية المحتلة.
وقال عبدو: هناك مواجهات وعمليات بالضفة الغربية ولكي تندلع الانتفاضة نحتاج لعدة عوامل، أهمها الإجماع الوطني، لأن غياب الإجماع الوطني يجعل الانتفاضة مسألة مستحيلة".
وأضاف: الانتفاضة لا تصبح انتفاضة إلا بإجماع، وبهذا الوضع تبقى شكلا من أشكال الاحتجاج, ولا تصل إلى انتفاضة ,في الانتفاضة الأولى والثانية كان هناك إجماع من كل الأطراف، لكن في هذه المرة لا أرى أن هناك إجماعا"
ولفت المحلل السياسي إلى أن السلطة ترى أن تصاعد المواجهات في الضفة الغربية قد يقلب المشهد بالكامل ضدها, منوها إلى أن تهديدات حماس المتكررة بأنها قادمة إلى الضفة سبب في ذلك التخوف لدى حركة فتح والسلطة".
وتوقع عبدو أن تبقى المواجهات في الضفة على حالها، دون أن تصل إلى حد الانتفاضة المدعومة شعبيا ورسميا وفصائليا ,مشيرا إلى أن أي دعوة للانتفاضة يجب أن تكون من الجماهير ومن الوسط الشعبي للفصائل, وليس العكس، لأن الفصائل هي التي تحرك الشارع، بحسب قوله .
ارتباك سياسي
الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أرجع سبب عدم اندلاع انتفاضة ثالثة إلى تردد القيادة الفلسطينية في الدخول بمستوً عالٍ من المجابهة مع الاحتلال, إلى جانب الانقسام الفلسطيني الذي لا يتيح فرصة لاندلاع انتفاضة.
وقال عوكل لمراسل "شمس نيوز": السياسة الفلسطينية والقيادة الفلسطينية مترددة كثيرا في الذهاب إلى هذا المستوى العالي من المجابهة, فهي تسمح ببعض المظاهرات والمجابهات المحلية المحدودة دون تواصل بين المناطق الفلسطينية".
وأشار المحلل السياسي إلى أن السلطة في هذه الأوقات مترددة وحائرة ومرتبكة ولا يوجد لديها إستراتيجية واضحة في كافة المسائل وليس فقط في مسألة المواجهة الميدانية.
وعن دعوات حماس المتكررة لإشعال انتفاضة جديدة ، يرى عوكل بأنها خطاب سياسي تستخدمه حماس في مواجهة خطاب السلطة المتردد, لافتا إلى أن دعوات حماس شكل من أشكال محاسبة السلطة وإحراجها.
وأوضح قائلا :حماس تقوم برفع السقف كونها حركة مقاومة، وهذا شكل من أشكال محاسبة سلوك السلطة وإحراجها، من خلال الدعوة لانتفاضة، وإظهار السلطة بأنها هي من يعطل إشعال الانتفاضة".
وزاد المحلل السياسي بالقول: حماس تعمل حسابا من ناحية أخرى أن انتفاضة من هذا النوع تشارك هي فيها، يجوز أن يستفيد منها الرئيس محمود عباس وحركة فتح, فهل تستطيع التحكم في الأمور بالاتجاه الذي تريده، لأن هناك طرفا آخر يستثمر الوضع؟ وهل الانتفاضة ستعطي فرصة للرئيس عباس كي يستثمر مشاركة حماس لتحسين صورته؟".
واستبعد المحلل السياسي أن تصل الحسابات إلى ربط انتفاضة الضفة بالأوضاع الراهنة في غزة, وان يكون استثمار الأوضاع في الضفة لصالح التخفيف عن غزة .