شمس نيوز / عبدالله عبيد
اشتدت حرارة الشمس على قطاع غزة في الأسابيع الأخيرة لتصبح أعلى من معدلها السنوي بحدود 4-5 درجات مئوية، وأثرت بشكل كبير على المرضى المصابين ببعض أنواع حساسية الجلد، وصعوبة التنفس،، حيث زادت معاناتهم في ظل انقطاع التيار الكهربائي، سيما وأن كثيرين منهم يعانون أمراضا تحتاج إلى أجهزة تنفس اصطناعي بشكل دائم.
اختصاصيون حذروا من أن موجة الحر الجديدة قد تهدد حياة الكثيرين من المرضى خصوصاً مرضى القلب، مشيرين إلى أن هناك العديد من المرضى يعانون أشد ألوان المعاناة في ظل موجة الحر التي ضربت قطاع غزة مؤخراً تزامناً مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، ومنهم مرضى الجلدية والصدرية والقلب والضغط وغيرهم.
وتزداد معاناة المواطنين في قطاع غزة، لا سيما المرضى، بالتزامن مع موجة الحر وانقطاع التيار الكهربائي.
مرض جلدي
أم جابر أبو الجديان يعاني طفلها "جابر" وابنتها "سناء" من حر الصيف، خصوصاً وأنهم مصابون بمرض (الجدري)، منوهة إلى أن جابر (8 أعوام) يعاني أيضاً من تشنجات في جسده وزيادة في الشحنات الكهربائية برأسه (الصرع).
وقالت أبو الجديان في حديثها لـ"شمس نيوز": إلهم أسبوعين بيعانوا من الجدري، ولسا ما طابوا منه، ولما تقطع الكهربا بيتعذبوا أكثر".
وأضافت: هذا المرض أجاهم مع موجة الحر، وكل ما زادت حرارة الجو كل ما تعبوا أكثر"، مبيّنة أنها ذهبت للعديد من المستشفيات والأطباء لعلاجها أبنائها.
يزداد الوجع
لم تختلف قصة الحاج أبو رائد (63 عاماً) عن عائلة أبو الجديان، فهو يعاني من جميع الأمراض في جسمه، أخطرها مرض القلب الذي يشتد عليه وجعه في ظل ارتفاع درجات الحرارة، لا سيما مع انقطاع الكهرباء، حسب تعبيره.
وأوضح أبو رائد لـ"شمس نيوز" أنه يعاني من مرض القلب والسكري والضغط وآلام الصدر، مضيفاً : الحمدلله على كل حال، فجميع هذه الأمراض مرهقة للجسد، ويزداد الوجع والآلام عند انقطاع التيار الكهربائي، خصوصاً وأننا نشهد ارتفاعا غير مسبوق في درجات الحرارة هذا العام".
ولفت إلى أنه يذهب إلى المستشفى كثيراً هذه الأيام بسبب دخوله نوبات قلبية قد يغمى عليه من أثرها.
وارتفعت درجة الحرارة، بحسب دائرة الأرصاد الجوية الفلسطينية، بشكل غير مسبوق هذا العام ووصلت إلى أكثر من 49 درجة مئوية في بعض المناطق بغزة.
ذاق الويلات
"أربع سنوات وابني محمد يعاني من انقطاع الكهرباء لأنه يعيش على الأجهزة التي يستخدمها في علاجه أهمها جهاز التنفس، لكن صيف هذا العام ذاق الويلات والمعاناة بسبب موجة الحر"، كان هذا لسان والدة الطفل محمد خليل (10) أعوام الذي يعاني من مرض الكلى والصدر.
وأضافت خليل خلال حديثها لـ"شمس نيوز": ممنوع إطفاء المروحة على محمد، فهو يحتاجها لأربعة وعشرين ساعة، وفي حال انقطاع الكهرباء تصيبه ذبحة صدرية ونقوم بتشغيل الجهاز الخاص به للتنفس عنه".
ولفتت إلى أنه يومياً يذهب لغسيل الكلى من الساعة السابعة صباحاً وحتى الرابعة مساءً، " وخلال مشواره من البيت للمستشفى والعكس يعاني الأمرّين.
ويعاني سكان قطاع غزة من أزمة في الكهرباء منذ أكثر من 8 سنوات عقب قصف طائرات الاحتلال لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة صيف عام 2006، وينقطع التيار يوميا ثماني ساعات على الأقل، وقد تمتد ساعات القطع لأكثر من 12 ساعة.
تؤثر على المرضى
من جهته، حذر الطبيب العام، عبد العزيز عبيد والذي يعمل في مستشفى الشفاء بغزة، من موجة الحر التي تضرب القطاع هذه الفترة، لافتاً إلى أنها تؤثر وبشكل كبير على صحة المرضى خصوصاً مرضى القلب.
وأشار عبيد خلال حديثه لـ"شمس نيوز" إلى أن تأثيرها كبير أيضاً، على الذين يعانون من الأمراض الصدرية حيث يصعب عليهم التنفس عند ارتفاع الحرارة، منوهاً إلى أن الأمراض الجلدية تنتشر في مثل هذه الأجواء.
وأضاف: حتى الإنسان العادي يصاب بنوع من الكسل والهزال في مثل هذا الجو الحار، لأنه يصاب بهبوط في بعض الهرمونات الموجودة داخل الجسم"، مبيّناً أن هناك حالات تصل المستشفيات تعاني من ضربات الشمس.
ونصح الطبيب عبيد المواطنين بالابتعاد عن الأماكن التي تصيبها أشعة الشمس مباشرة، لأن فيها إشعاعات ضارة على صحة الإنسان ولتفادي ضربات الشمس".
ويعاني قطاع غزة من حصار إسرائيلي خانق منذ عام 2007، تسبب بتردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية لقرابة مليوني فلسطيني.