شمس نيوز/عبدالله مغاري
ما أن بدأ يُسدل الستار تباعاً عما يجري بين حماس وإسرائيل من مباحثات غير مباشرة بشأن الوصول إلى اتفاق تهدئة, توالت التصريحات التي لا زالت تخرج على ألسنة الساسة, وتفرز المعارض والمؤيد وتبين من لا يريد الاتفاق ومن يدعمه.
لم تترك السلطة نصيبها من التصريحات، خاصة أنها تعتبر نفسها المسئول الوحيد عن أي تفاوض مع أي طرف من الأطراف, كونها (الممثل الوحيد والشرعي والمعترف به دوليا ومحليا), ليأتي على لسان بعض قياداتها بعض التصريحات التي أكدت خطورة توجه حماس للتفاوض مع إسرائيل دون الإفصاح عن أي خطوات ستقوم بها السلطة.
مع كل هذا وذاك بدأ السؤال يطرح نفسه: هل تكتفي السلطة بالشجب والاستنكار؟ أم تترك حماس تمضي كما تشاء؟ أم أنها ستقف في وجهها وتعرقل المباحثات؟ أو تلتزم السكوت لتضع حماس في مأزق صعب أمام الجمهور الفلسطيني والمجتمع الدولي.
محللون سياسيون ومتابعون لما يجري من محادثات رأوا في أحاديث لـ"شمس نيوز" أن السلطة تراقب عن بعد ما يجري، وتعلم بكل ما يحدث ولا ترغب في عرقلة المفاوضات, فيما يرى آخرون أن القيادة في رام الله غير راضية عما يجري وستستثمر الاتفاق لتعرية حماس أمام جمهورها .
تتابع فقط
الكاتب والمحلل السياسي "أكرم عطا الله" يرى أن السلطة لا ترغب في عرقلة المحادثات التي تجري بين حماس وإسرائيل, لافتا إلى أن حماس وإسرائيل لا ترغبان في أن تلعب السلطة أي دور فيما يجري من مفاوضات غير مباشرة بينهما.
وقال عطا الله لـ"شمس نيوز": السلطة ليس لديها رغبة في عرقلة الاتفاق ,بل على العكس، هي تشعر بأن الاتفاق سيؤدي بحركة حماس إلى نفس المكان الذي ذهبت إليه عام 1993 في أوسلو".
ونوه الكاتب عطا الله إلى أن السلطة تريد أن يتم الاتفاق ليكون هناك نوعا من تغيير القناعات عند حركة حماس، ليبين بالقول: السلطة تقول إن ما اتفقنا عليه عام 1993تتفقون عليه الآن، بمعنى سياسي هذا نوع من التقارب أو اقتراب برنامج حماس من برنامج السلطة التي تريد أن تكون حماس في المكان نفسه".
وأشار إلى أن كلا من حماس وإسرائيل لا ترغبان في أن تلعب السلطة دورا فيما يجري من مفاوضات, منوها إلى أن القيادة في رام الله تعرف من خلال الوسطاء ويعملون بمعرفة السلطة وبإرادتها، لكنها تسكت عما يحدث.
ولفت الكاتب والمحلل السياسي إلى أن إسرائيل لا تريد من السلطة التدخل لأنها إذا تدخلت ستناقش قضايا أكبر من التي تناقشها حماس وتعمل على ربط الضفة بغزة, منوها إلى أن حماس لا تريد تدخل السلطة لأنها ترى أن ما تقوم به إنجاز ولا تريد إشراك السلطة فيه.
واستبعد "عطا الله" أن يكون للسلطة أي دور في تنفيذ أو تطبيق الاتفاق "وهذا ما سيقوي ورقة حماس وستعتبر نفسها أنجزت في الوقت الذي لم تنجز فيه السلطة" بحسب قوله.
تعرية حماس
أستاذ الإعلام في جامعة القدس الدكتور أحمد توفيق عوض يرى أن السلطة غير راضية عما تقوم به حماس ولكنها ستستغل توقيعها الاتفاق لتعريتها أمام الجمهور وستحول ما يجري إلى شعارات ضخمة.
وقال عوض لـ"شمس نيوز" : جاء في تصريحات للسلطة أنها ضد الاتفاق، ولكن إذا تم توقيع الاتفاق فسيتم تعرية حماس أمام الجمهور بالقول إن حماس تدعي الوطنية وتدعي مقاومة إسرائيل ووقعت معها اتفاق تهدئة".
وأضاف: بالتالي هذا الاتفاق سيجرد حماس كثيرا من شعاراتها وسيفقدها جزء من صورتها, وستظهر أنها اخترقت الوحدة الوطنية واخترقت المصالحة ووقعت اتفاقا مع إسرائيل وأخلّت في التمثيل الفلسطيني, سيحكى كثير وسيقال كثير وستستغل السلطة هذا الكلام وتحوله لشعارات ضخمة".
ولفت أستاذ الإعلام إلى أن حماس ستقول للعالم وللجمهور إنها ذهبت لهذا المذهب بسبب حصارها والحياة الصعبة في قطاع غزة ,متسائلا عما إذا كانت حماس تؤيد الاختيار بين السيئ والأسوأ بالإشارة إلى الواقع الذي تمر به واتفاقها مع إسرائيل.
وأوضح عوض أن ما تفكر به حماس في الوقت الحالي هو أن المصالحة بعيدة وأن الاحتضان العربي بعيد ولن تدخل في تحالفات دولية لأنها مكلفة جدا, ولا تريد أن تؤثر قضية إيران والسعودية على قطاع غزة".
وزاد بالقول: حماس تذهب لإسرائيل باعتبارها أقل كلفة" مستدركا: لكن ما تقوم به حماس من مفاوضات ليس أقل كلفة، بل سيزيد من الفرقة وإبعاد المصالحة وإطالة عمر الانقسام" بحسب قوله.
وكانت إسرائيل نفت رسميا اليوم إدارتها أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع حركة حماس، فيما لا تزال تحركات الأخيرة دوليا وعربيا في هذا الصدد محاطة بالسرية.