برميل البارود في غزة لن ينتظر طويلا لينفجر
حماس معنية بأن يكون لمصر دور أساسي في مباحثات التهدئة
ملف الأسرى قضية مستقلة بذاتها ولا مجال للحديث فيها
وفد حماس سيخرج من غزة عند انتهاء الترتيبات اللازمة
لسنا مستعدين للدخول في مسائل التسوية السياسية
ننسق مع جميع الفصائل بخصوص التهدئة وبالأخص الجهاد الإسلامي
حاوره/ عبدالله عبيد
أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، م. زياد الظاظا أن حركته تلقت عروضاً عديدة من شخصيات فلسطينية ومن عرب ومسلمين وأجانب لطرح قضايا تتعلق بالتهدئة، لافتاً إلى أن الأطروحات التي قدمت لم ترقَ لأي مستوى من مستويات النضج التي تستحق أن تتعامل معها حماس بجدية.
وشدد الظاظا في حوار شامل خصّ به "شمس نيوز" على أن التهدئة لا بد من أن تكون مقرونة بعملية وقف إطلاق النار وفقاً لتفاهمات القاهرة في عام 2014، والتي تقضي برفع الحصار الكامل عن قطاع غزة وتثبيت وقف النار، بالإضافة إلى إنشاء ممر مائي "ميناء غزة" ومطار، نافياً أن تكون حماس قدمت تنازلات سياسية مقابل ذلك.
وقال: نحن لسنا مستعدين للدخول في مسائل التسوية السياسية، وحقنا لا مجال للمساومة عليه".
وفيما يلي نص الحوار مع م. الظاظا:-
* كثرت التأويلات والتحليلات حول قرب إبرام تهدئة مع إسرائيل، والأخيرة نفت رسمياً كل ما تم تداوله بهذا الشأن، ما حقيقة الأمر؟
- منذ البداية وهناك تصريحات متباينة بهذا الخصوص تصدر عن جهات غير مسؤولة، ولكن التصريحات المسؤولة هي التي تصدر عن الناطق الرسمي باسم حماس أو باسم القيادات المعتمدة لدى الحركة؛ وحقيقة هذا الأمر تكمن في أن الاحتلال الصهيوني يرسل إلينا عروضاً من شخصيات فلسطينية وعرب ومسلمين وحتى أجانب لطرح قضايا تتعلق بالتهدئة والهدنة، وهذه المسائل لم ترقَ لأي مستوى من مستويات النضج التي تستحق أن تتعامل معها حماس بجدية، وبالتالي حينما تصبح هذه الأحاديث والأطروحات في مستوى مقبول أو شبه مقبولة، سيتم عرضها على الفصائل الفلسطينية للوصول إلى اتفاق وتوافق وطني، وبعد ذلك المضي قدماً في إنضاج العملية بشكل تام.
*ما هي الدول التي تدخل خط الوساطة للوصول لاتفاق تهدئة ؟
- فلسطينيون رجال مال وأعمال، وتوني بلير وأوروبيون وغربيون ودوليون أفرادا وجماعات وأعداد مختلفة، ونحن نتعامل مع الجميع وليس لدينا أي تحفظ في التعامل مع أحد في أي مسألة من المسائل، لأننا نقف على أرضية صلبة ومواقف سياسية ثابتة لصالح شعبنا الفلسطيني.
* هناك معلومات عن خروج وفد من حركة حماس من قطاع غزة إلى مصر، من سيضم الوفد؟ وما هي مهمته؟ وما هي الدول التي سيزورها؟
- حركة حماس منفتحة سياسياً على العالم العربي والإسلامي والدولي، وبالتالي تقوم بعمل ترتيبات لزيارة عدد من الدول العربية والإسلامية والدولية، لتعزيز العلاقة الثنائية وشرح المواقف الفلسطينية بالإضافة إلى جلب الدعم السياسي والمعنوي للمقاومة، وفي مقدمة هؤلاء جميعاً مصر الشقيقة، وبالتالي حينما تنتهي الترتيبات سيخرج الوفد من غزة ومن الخارج، وهذه الترتيبات ليس لها موعد محدد، حيث مازالت الترتيبات جارية مع بعض الدول، وحين تنتهي الترتيبات سيغادر الوفد.
مهمة الوفد بعيدة عن حديث التهدئة، فهي لشرح القضايا السياسية في المنطقة وتعزيز دعم القضية الفلسطينية والمقاومة وحق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه والعمل على حشد الآراء والقوى من أجل رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
* ما هي الشروط التي تضعها حماس للوصول لاتفاق تهدئة مع إسرائيل؟ وما هي التنازلات التي قدمتها حماس؟
- ليست لدينا شروط خفية ولا سرية فمواقفنا واضحة، مقرونة بعملية وقف إطلاق النار وفقاً لتفاهمات القاهرة في عام 2014، والتي تقتضي رفع الحصار الكامل عن قطاع غزة وتثبيت وقف إطلاق النار، يعني ببساطة أن يكون هناك بوابة لهذا الشعب العظيم على العالم العربي والإسلامي والدولي تكون عبارة عن ميناء ومطار، لكن لا يوجد هناك أي تنازلات أو مواقف سياسية مقابل ذلك، نحن لسنا مستعدين أن ندخل في مسائل التسوية السياسية، وحقنا لا مجال للمساومة عليه.
* أنتم تقولون إنكم التقيتم بكل الفصائل الفلسطينية ووضعتموهم في صورة الجهود المبذولة في سياق التهدئة، بينما فصائل مثل الجبهتين وفتح دعت لرفض مثل هذه التهدئة.. ما سبب هذا التناقض؟
- نحن نعرض عليهم ما تم في هذا الإطار لأننا لم نصل لمرحلة النضج ولا نتعامل معها بالجدية الكافية، وبالتالي من حق أي فصيل فلسطيني أن يعبر عن موقفه وعن رأيه، لكن لا يستطيع أن يقول إنه لم يلتق بحماس وحماس تقول له ما تم، ثانياً إذا كان هنالك البعض يستمع إلى بعض الأصوات المشبوهة التي تصدر من هنا وهناك، مضادة لما تقوله حماس فحماس ليست معنية بهذه الأصوات المشبوهة التي تصدر من أجهزة السلطة التي تعمل دائماً على تشويه المقاومة.
* هل قضية تبادل الأسرى ضمن اتفاق التهدئة المتوقع؟ أم هذه مسألة مستقلة بذاتها؟
- ملف الأسرى قضية مستقلة بذاتها ولا مجال للحديث فيها بالمطلق.
* كم من الوقت نحتاج لسماع نبأ التهدئة ساري المفعول ؟
- لا نتعامل مع المسألة والأطروحات التي قدمت إلينا بالجدية الكافية لأنها دون المستوى أو لم ترق إلى المستوى الذي يمكن أن نتعامل معه بجدية، وبالتالي لا نستطيع أن نقول متى وكم، نقول فقط الذي نريده رفع الحصار عن غزة رفعاً كاملاً وفق تفاهمات القاهرة وليعي العالم كله أن برميل البارود في غزة لا ينتظر طويلاً.
* ما دور مصر في مباحثات التهدئة؟ وأين موقع السلطة الفلسطينية من ذلك؟
- بالنسبة لمصر الشقيقة نحن معنيون أن يكون لها دور أساسي في المسألة، لأنها راعية لكل القضايا ولأنها الشقيقة الكبرى بالنسبة لنا، أما بالنسبة للسلطة الفلسطينية ممثلة بالسيد عباس فهو لا يمثل الشعب الفلسطيني لا سياسياً ولا وطنياً، وإنما هو رئيس لحركة التحرير الفلسطيني فتح وعليه إذا أراد أن يكون وفق متطلبات الشعب الفلسطيني وثوابته فأهلاً وسهلاً به، وإذا أراد أن يبقى على ما هو عليه في تدمير المقاومة وضربها والكيد لها والعمل في التنسيق الأمني وتحقيق متطلبات الأمن الصهيونية، فهذا يتحمل مسؤوليته هو شخصيا، وعليه سيكون خارج السياق.
* هل هناك فصائل تشترك مع حماس في مباحثات التهدئة كالجهاد الإسلامي التي بذلت جهداً كبيراً خلال تفاهمات القاهرة 2014 ؟
- نحن في تنسيق كامل مع إخواننا في الجهاد الإسلامي في الداخل والخارج، والفصائل الفلسطينية كلها، ونجري بعض اللقاءات الثنائية معهم، لكن هذا لا يعني أن الفصائل الفلسطينية لا تعبر عن رأيها في أي حديث يطرح، وهذا من حقها.
* في حال فشلت الجهود.. ما هي السيناريوهات المتوقعة؟
- تفشل أو لا تفشل فهي مسألة عادية، ونحن مازلنا حتى الآن لم ندخل في حوارات أو نقاشات أو مفاوضات في هذا الموضوع، بالتالي هي لم تبدأ بعد حتى نقول بأنها فشلت أو لا، بالنسبة لنا مازالت بعيدة ولا يوجد في المدى المنظور مفاوضات جادة بالمسألة.
ويسعى توني بلير وأطراف دولية أخرى إلى تثبيت وقف إطلاق النار بين المقاومة وإسرائيل، عبر تحقيق مطالب المقاومة بفك الحصار عن غزة وتسهيل الحياة الإنسانية فيها.
وكان مصدر إسرائيلي مسؤول نفى وجود أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع حركة حماس لإبرام اتفاق تهدئة طويلة الأمد.
يشار إلى أن القيادي في حركة حماس أحمد يوسف ذكر " أن الاتصالات غير المباشرة بين حركته وإسرائيل حول إرساء تهدئة طويلة الأمد في قطاع غزة قد قطعت شوطاً طويلاً إلى الأمام"، موضحاً بأنه سيتسنى قريباً الإعلان عن تطور جديد خاص بالأمر، على حد تعبيره.
اقرأ أيضا: