حماس قدمت تنازلات كما حدث في أوسلو واتفاق الشاطئ "اتفاق تقاسم"
لن نسمح لعباس بسرقة الشرعية من الشعب الفلسطيني كما سرق كل شيء
ما يدور عن رحيل عباس "كلام فارغ ومحض أوهام"
حاوره / عبدالله عبيد
أكد القيادي الفلسطيني، محمد دحلان النائب في المجلس التشريعي عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، أن لديه معلومات حول مفاوضات غير مباشرة تدار بين حركة حماس وإسرائيل، بوساطة طرف ثالث، لإبرام تهدئة طويلة الأمد في غزة.
وقال دحلان في حوار خصّ به "شمس نيوز": الطرفان ينفيان ذلك وما يتوفر لدي من معلومات يؤكد مثل هذه المفاوضات عبر طرف ثالث" مشدداً على أن حماس تنازلت عما ادعت بأنه يميزها عن السلطة وهي "المفاوضات".
وحذّر دحلان من خطر المضمون الذي تحمله تلك المفاوضات "رغم تعثرها"، منوهاً إلى أن نهايتها فصل قطاع غزة سياسياً ووطنياً عن الضفة، "وبذلك يكملوا مشروع عباس في إضعاف وإنهاء المشروع الوطني"، حسب دحلان.
رحيل عباس
وحول ما يدور من أحاديث إعلامية عن رحيل رئيس السلطة محمود عباس طوعاً، وصف دحلان ذلك بأنه "كلام فارغ ومحض أوهام"، مبيّناً أن ما يجري يتم عكس ذلك تماماً، "لأن الرئيس المنتهية ولايته يسعى لتعزيز سيطرته على كل المؤسسات الوطنية؛ بإقصاء أي صوت معارض أو معترض على نهجه السياسي المدمر أو على فساده"، كما قال دحلان.
وقال دحلان : عباس يفعل ذلك عبر عمليات احتيال قانونية وتنظيمية بهدف إنهاء هيبة ومكانة المؤسسات الوطنية، ظناً منه أن ذلك هو الطريق الأسلم لوضع من يريد في المكان الذي يريد، ويعتقد أنه بذلك سيحظى بالحصانة القانونية بعد رحيله".
ولفت إلى أن ما يتم تداوله من ترشيحات إعلامية لخليفة عباس، وفي استطلاعات الرأي، انعكاس لقراءات عربية و دولية عن اقتراب نهاية عصر عباس، وهي قراءات تربك عباس و تثير هلعه، مضيفاً: وورود اسمي بشكل متكرر في تلك الترشيحات مصدر اعتزازي، ويلقي على عاتقي مسؤوليات تجاه البلد و الناس".
وأكد دحلان أن التقدم لانتخابات الرئاسة حق يكفله له القانون، و تكفله المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات، مضيفاً: إلا أنني حقيقة أميل بقوة إلى عدم الترشح والاكتفاء بدعم مرشح توافقي يلتزم ببرنامج وطني متكامل، هدفه إنهاء الاحتلال وتحقيق الاستقلال والكرامة الوطنية لشعبنا المعذب".
تفكيك البنية الوطنية
من جهته، حذّر القيادي المفصول من فتح، من "مخططات محمود عباس"، التي تهدف إلى تفكيك البنية الوطنية لمنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية وحركة فتح، حسب وصفه.
ونبه إلى أنه في حال نجح عباس في مخططه "فإننا نتجه إلى كوارث وطنية مدمرة، من إدامة وحماية الاحتلال، وتفكيك البنية الوطنية للمنظمة والسلطة وحركة فتح، بالإضافة إلى تعميق الانقسام الجغرافي والسياسي".
وأضاف دحلان: لكن اطمئنوا، لن نسمح له بذلك، وشعبنا ذكي وصلب ويعرف كيف ينهض لمواجهة هذه الموجة التدميرية"، مشيراً إلى أن هناك مسؤولية خاصة وخطيرة أمام القوى والشخصيات الفلسطينية الفاعلة".
ولفت إلى أنه أطلق العديد من النداءات والمبادرات للنقاش والحوار والتوافق، "وهناك الكثير من الاتصالات"، معرباً عن أمله في سرعة التوصل إلى تفاهمات وطنية تلتف حولها كتلة وطنية صلبة؛ لإفشال "ألاعيب عباس" و محاسبته عليها.
مستقبل غامض
وبيّن القيادي دحلان أن ما يخطط له عباس لحركة فتح "من مصير ومستقبل غامض، فتلك مسؤولية قادة وكوادر وقواعد الحركة"، مشدداً على أن "الموقف بعد عقد أي مؤتمر غير توافقي للحركة سيكون مختلفا تماماً عن الموقف ما قبله، ونحن اليوم نراقب ونتابع ونعمل" بحسب تعبيره.
ووصف القيادي الفلسطيني ما يفعله الرئيس عباس من إعادة ترتيبات داخل المنظمة وحركة فتح والسلطة أيضاً بـ"انقلاب قصر"لا أكثر ولا أقل"، مؤكداً أن التحدي الآن مطروح علينا جميعاً كشعب وقوى وشخصيات، "وعلى عباس أن يدرك بأننا لن نسمح بسرقة الشرعية من الشعب الفلسطيني كما سرق كل شيء".
كما اعتبر استقالة عباس وتسعة آخرين من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير "حيلة مكشوفة، موضحاً أن الاستقالات كانت بهدف إحداث شاغر في اللجنة التنفيذية، ثم الذهاب إلى دورة استثنائية للمجلس الوطني.
ونوه إلى أن عباس هو من حضّر للتخلص من ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة، "وتعيين بعض أزلامه لإملاء الشواغر"، كما وصفهم دحلان، مستدركاً: لكن تلك الحيلة اصطدمت بعقبة قانونية فحواها أن عباس لا يستطيع التخلص من عبد ربه وفقا لشروط وقيود الدورة الاستثنائية، مما دفعه إلى حيلة جديدة بالدعوة إلى دورة عادية ثم الاحتيال على القانون وتحويلها لدورة استثنائية بصلاحيات دوره اعتيادية".
اتفاقية الانقسام
وعن مستقبل المصالحة الفلسطينية، قال دحلان: غضب البعض مني حين وصفت اتفاقية الشاطئ باتفاقية التقاسم وليست التوافق، واليوم أسأل: أليس هذا ما حدث و يحدث في الواقع؟، مستدركاً: لكن نحن اليوم أمام واقع كارثي جديد، يفرض علينا جميعا الارتقاء فوق الصغائر والعض على الجراح المُرة، لإنقاذ قضيتنا الوطنية من مخططات عباس".
وذكر أن حركة حماس تقف أمام تحدىٍ حقيقي، داعياً إياها أن تختار بين الانعزال بغزة، أو السعي إلى توافق وطني والرجوع عن أخطائها، من أجل قيام جبهة ضغط و ممانعة وطنية، لمواجهة كل المخططات و المخاطر المحيطة بِنَا جميعا".
وأشار النائب في التشريعي عن فتح إلى أنه ولهذه اللحظة "لم نسمع عن موقف رسمي معلن من قيادة حماس والجهاد الإسلامي مما يفعله عباس، وأنا هنا لا أتحدث عن تصريحات فردية، بل عن بيان رسمي صادر عن إطارات الحركتين، كذلك نحن بانتظار المواقف النهائية لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية"، على حد قوله.
وفيما يلي مقتطفات من أهم ما صرح به دحلان لمراسل وكالة "شمس نيوز":