شمس نيوز / عبدالله عبيد
لم يكن لدى المواطن رائد محمد، ولي أمر الطالب أنس (8 أعوام) خيار آخر سوى نقل نجله من مدارس وكالة الغوث للاجئين "أونروا"، إلى مدرسة خاصة، بسبب تكرار تعليق الدوام المدرسي في مدارس "أونروا" في تلك الفترة، جراء السياسة التي تنتهجها الوكالة ضد اللاجئين الفلسطينيين.
محمد يوضح أن ابنه أنس من المتفوقين والحاصلين على أعلى الدرجات في السنة الأولى من حياته الدراسية، مشيراً إلى أن تعليق الدوام المدرسي بالوكالة سيؤثر وبشكل كبير على الحياة التعليمية والمستوى الدراسي للطلبة المتفوقين.
ويقول لـ"شمس نيوز": لا أريد تعليم ابني في مدارس الأونروا، فيبدو أن مشكلاتها قد طفت على السطح كثيراً، وسيؤثر الأمر على مستواه التعليمي، وبالطبع سيتراجع في معدله".
واستدرك: لكن لم تقبل به المدرسة الخاصة التي حاولت نقله إليها لكثرة الطلاب فيها بحسب ما قال لي ناظر المدرسة، وهذه مشكلة جديدة تضاف إلى العملية التعليمية"، مشيراً إلى أنه سيقوم بنقله للمدارس الحكومية.
وانطلق يوم الاثنين الماضي (24/8)، العام الدراسي الجديد في الضفة الغربية والقدس المحتلة وقطاع غزة، حيث استقبلت المدارس (حكومية وأونروا وخاصة) نحو مليون ومائتي ألف طالب وطالبة، بحسب وزارة التربية والتعليم الفلسطينية.
دون جدوى
أما المواطنة أم أحمد غنيمة فمشكلتها تكمن في أن المدارس الحكومية لن تقبل بنقل ابنها البتة، "حيث ذهبت إلى العديد من المدارس المجاورة لنقل طفلي أحمد دون جدوى"، موضحة أن اكتظاظ المدارس بالطلاب سواء الحكومية أو الأونروا أو الخاصة، مشكلة جديدة في المسيرة التعليمية بفلسطين.
وحاولت أم أحمد الذهاب إلى مديرية التربية والتعليم لكي يقبلوا بنقل ابنها لكن الرفض كان سيد الموقف، بحسب تعبيرها لـ"شمس نيوز"، معربة عن اعتقادها أن تعليق الدوام بمدارس "أونروا" سيزيد من المشكلات لدى الطلاب.
وتضيف: لا أريد أن يتعلم ابني بمدارس الوكالة، فسنة عن أخرى تزداد المشكلات، حتى أن خمسين طالباً في غرفة فصل واحدة ستؤثر على عملية الاستيعاب لدى أحمد، أريد نقله بأي طريقة، لكي يحافظ على معدله الدراسي".
يشار إلى أن مدارس وكالة الغوث "أونروا" شهدت تشكيلات مدرسية وعلى رأسها زيادة عدد الطلاب في كل غرفة صفية ليصل إلى 50 طالبًا، بأمر من المفوض العام لأونروا.
أعداد هائلة
إسلام أبو زيد، مدرس في مدرسة خاصة أوضح لـ"شمس نيوز" أن أعدادا هائلة من أولياء الأمور تنهال على المدرسة التي يدرّس بها؛ من أجل نقل أبنائهم من مدارس وكالة الغوث إلى المدارس الخاصة.
وقال أبو زيد: نحن نرفض استيعاب أي طالب جديد داخل المدرسة، فعدد الطلاب هذا العام زاد بشكل كبير عن الأعداد في الأعوام الماضية"، مؤكداً أن الأمر غير مقتصر على مدرسته بل على جميع المدارس الخاصة، بحسب تعبيره.
وأضاف: كل يوم يقدم علينا أكثر من 20 ولي أمر ونحاول أن نشرح لهم موقفنا، وإقناعهم أن العدد كبير"، مستدركاً: لكنهم مصممون على نقل أبنائهم من مدارس أونروا وذلك بسبب سياسة الوكالة وتغيير أساليبها تجاه الطلاب واللاجئين.
واستغرب المدرّس أبو زيد قرار الأونروا بزيادة عدد الطلاب لـ"50" طالب داخل الفصل الواحد، مردفاً بالقول: عندنا في الفصل الواحد 30 طالبا كأقصى حد ونشكو من كثرة العدد، كيف عندما يكون العدد 50 طالباً، فحتما سيواجه الطالب مشكلات عديدة، وكذلك المعلم".
وتنقسم مدارس قطاع غزة، إلى قسمين، الأول تشرف عليه وكالة "أونروا"، ويدرس فيها طلاب ينتمون لعائلات فلسطينية لاجئة، هُجّرت من مدنها وقراها عام 1948، والقسم الثاني حكومي، تُشرف عليه وزارة التربية والتعليم، ويدرس فيها طلاب ينتمون لعائلات قطاع غزة الأصلية (غير اللاجئة) بالإضافة إلى طلاب لاجئين أيضا.
ويبلغ عدد الطلبة الذي يدرسون في المدارس الحكومية، نحو 232 ألف طالب، موزعين على(265) مدرسة، أما وكالة "أونروا"، فتدير 252 مدرسة، يدرس فيها نحو 248 ألف طالب.
سنواصل فعالياتنا
من جهته، طالب سهيل الهندي، رئيس اتحاد الموظفين في وكالة الغوث "أونروا" المفوض العام بضرورة معالجة المشكلة التي تتمثل في زيادة عدد الطلاب في الفصل المدرسي إلى 50 طالبًا.
وقال الهندي في حديثه لـ"شمس نيوز": لا حلول حتى الآن بالنسبة لمطالبنا حول قرار زيادة عدد الطلاب في الفصل المدرسي إلى 50 طالبًا.
وأوضح أن تعليق الدوام ما هو إلا وسيلة للضغط على أونروا للتراجع عن قراراتها التعسفية تجاه اللاجئين الفلسطينيين، "لأنها في هذا القرار ستحرم حوالي 22 ألف معلم ومعلمة من العمل في خدماتها".
وخرج الأسبوع الماضي نحو 13 ألف من موظفي وكالة غوث في مسيرة احتجاجية ضخمة بالتزامن مع بدء العام الدراسي الجديد رفضاً لقرارات الوكالة الأخيرة، حيث تستمر الفعاليات ضد اجراءات الأونروا "التعسفية بحقهم" لحين تحقيق مطالبهم.
وقررت مدارس الأونروا بالاتفاق مع مجلس أولياء أمور الطلبة بدء العام الدراسي اليوم الاثنين في مختلف مدارس قطاع غزة.