قائمة الموقع

خبر "التجمعات الشبابية".. قشة نجاة يتعلق بها شباب غزة بحثا عن لقمة العيش

2015-09-03T10:38:36+03:00

شمس نيوز/عبدالله مغاري

لم يبق باب في تلك الطريق الوعرة التي يسلكها جيل كامل من الشباب الغزي إلا ودقته أيديهم المكبلة بقيود الواقع المرير, والذي أنجبه الساسة وأعلنوا البراءة منه دون أن يسمحوا لأحد بتغيير معالمه القبيحة.. ثمانية أجيال دخلت مرحلة الشباب ,وثمانية أخرى غادرتها خلال سنوات الانقسام ,ولم يتوان أحد عن محاولة تمزيق الصفحة السوداء ولو بكلمة.

شباب غزة لم يتركوا بابا إلا وطرقوه, ولا سلما إلا وصعدوه,على أمل رؤية شعاع ضوء ينير مستقبلا مجهول المعالم, فلا باب التطوع نافع ولا سلم الهجرة آمن, ولا فرصة عمل لخريج أو غيره متوفرة, ليلجأ الكثير من الجيل الشاب وكمحاولة لرؤية النور, إلى تشكيل التجمعات الشبابية بهدف ممارسة تخصصاتهم الجامعية والانخراط في المجتمع بطريقة تقيهم استغلال المؤسسات الكبرى من جهة, ومحاولة الحصول على مصدر دخل من جهة أخرى.

لتقف أمامهم المؤسسات المستغلة لطاقات الشباب بالمرصاد ,والقيود التي أفرزتها الخلافات السياسية والتي تمنعهم من تطوير تجمعاتهم لتصل إلى مؤسسات تخدم المجتمع بطريقة أكثر قانونية.

نحاول رؤية النور

لم يستسلم الشاب "محمود الهباش " إلى الواقع السيئ الذي يعيشه الشباب الغزي بعد أن أنهى دراسته لتخصص العلاقات العامة والإعلام, ليبدأ البحث عن طرف خيط يوصله إلى أي فرصة عمل يبني من خلالها مستقبله ,فكانت فكرة تشكيل "مجموعة شبابية " طرف الخيط بالنسبة لمحمود بعد أن عاش تجربة التطوع في أكثر من مؤسسة دون فائدة.

يقول "الهباش" لـ"شمس نيوز" : منذ أن أوشكت على إنهاء دراستي الجامعية قمت بالتطوع في أكثر من مؤسسة، ولكن دون فائدة, فبدأت التفكير بطريقة أخرى تنمي مهاراتي دون أن يستغلني أحد، وأحصل على دخل أيضا".

الهباش وبعض زملاءه قاموا بتشكيل مجموعة شبابية أطلقوا عليها مسمى "بصمة شباب" وبدأوا العمل وتنظيم فعاليات تستهدف فئات مختلفة داخل المجتمع الفلسطيني ,معتبرين أن هذه الخطوة ستفتح لهم المجال إلى بناء علاقات جيدة مع مؤسسات المجتمع ,وتسمح لهم بتوظيف تخصصاتهم الجامعية لخدمة الناس, بالإضافة إلى حصولهم على عائد مادي ولو كان قليلا.

وتعمل مجموعة بصمة شباب تحت نطاق مؤسسات وجمعيات خيرية كون القانون الفلسطيني لا يسمح للتجمعات الشبابية بتلقي أي تمويل دون أن تعمل تحت نطاق إحدى المؤسسات المرخصة، ليضيف "الهباش" بالقول: أي تمويل نحصل عليه يجب أن يأتينا عن طريق مؤسسة مرخصة، ونحن نعمل بالشراكة مع هذه المؤسسات كي  يكون عملنا قانونيا، ولكن في الحقيقة لا يوجد عائد مادي يسمح لنا بالاستمرار".

لم يتركونا

 للأسباب نفسها أقدم الشاب "احمد جبر "برفقة مجموعة من زملائه على تشكيل مجموعة شبابية دون أن تكمل المجموعة طريقها, بعد أن  قرروا حلها بسبب استغلال بعض المؤسسات لهم ومحاولتها نسب إنجازاتهم لها.

يروي الشاب "جبر" تجربته لـ"شمس نيوز" قائلا :قمت أنا وزملائي بتشكيل مجموعة شبابية وبدأنا العمل، أنجزنا كثيرا من المبادرات تحت إطار مؤسسات مختلفة، ولكن معظم القائمين على هذه المؤسسات يحاولون استغلالنا".

ويضيف "لا يوجد طريقة أخرى، سئمنا التطوع والاستغلال, أنا متطوع منذ أكثر من ثلاثة أعوام دون فائدة، والتجمعات الشبابية لا تختلف عن التطوع كثيرا".

ولم تغب فكرة إنشاء جمعية أو مؤسسة عن تفكير" الشاب جبر" وزملائه، إلا أن صعوبة الحصول على إذن لفتح حساب بنكي من سلطة النقد وتعقيد الإجراءات حال دون أن تكمل المجموعة تفكيرها بفتح المؤسسة.

ويعمل" الشاب جبر" في هذه المرحلة متطوعا في إحدى الجمعيات الخيرية على أمل أن يحصل على أي فرصة عمل ,وهاربا من العمل خارج تخصصه الجامعي كما يقضي بعض أوقاته في الأعمال الأخرى كالدهان والديكور مع أحد أصدقائه.

نأخذ بأيديهم

مدير عام الإدارة العامة للشباب بوزارة الشباب والرياضة "محمود بارود" يؤكد أن الوزارة تقوم بمساعدة التجمعات الشبابية التي تتوجه للوزارة, داعيا التجمعات الشبابية التي لم تتواصل مع الوزارة بالتواصل لتقديم المساعدة لها وتوجيه بوصلتها.

وقال"بارود" متحدثا لـ"شمس نيوز": العمل الشبابي ينقسم في غزة إلى المراكز الشبابية المرخصة لدى الوزارة والمبادرات الشبابية الفردية, بالنسبة للمراكز الشبابية نحن نقوم بمتابعتها ولا يوجد مشاكل فيها، أما بالنسبة للمبادرات فمنهم من ينسق مع الوزارة ومنهم من لا ينسق".

وأشار مدير عام الإدارة العامة للشباب إلى أن الوزارة تقوم بمساعدة المجموعات التي تقوم بالتنسيق معها وتعمل على إعانتهم في التحول لمركز شبابي مرخص ومعروف, منوها إلى أن بعض التجمعات التي لم تنسق مع الوزارة تتعرض للاستغلال وتقوم بعض المؤسسات بجعلها تنفذ أنشطة دون أي مقابل.

ودعا "بارود" كافة التجمعات الشبابية التي لم تنسق مع الوزارة إلى التواصل معها لتقديم الخبرة لهم ومساعدتهم في العمل بشكل قانوني وحمايتهم من تغول بعض المؤسسات، بحسب قوله .

اخبار ذات صلة