قائمة الموقع

خبر تحليل: فشل جهود التهدئة يعني "الحرب"

2015-09-07T10:39:12+03:00

شمس نيوز / عبدالله عبيد

يدور الحديث مؤخراً عن فشل جهود توني بلير مبعوث الرباعية الدولية المستقيل، الذي حاول أن يكون وسيطا بين إسرائيل وحركة حماس؛ من أجل التوصل لاتفاق هدنة طويلة الأمد في قطاع غزة مقابل رفع الحصار وإقامة ميناء، ليتبادل الطرفان الاتهامات في إفشال تلك الجهود وإجهاض فرص التوصل لتهدئة ممتدة.

وقالت حماس إن جهود موفد الرباعية الدولية سابقا توني بلير الرامية إلى تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل لم تنجح حتى الآن في التوصل إلى نتيجة ملموسة.

وحمل عضو المكتب السياسي في حماس سامي خاطر إسرائيل المسؤولية عن ذلك . وأضاف أن جهود بلير انصبت على تثبيت الاتفاق الذي تم التوصل إليه العام الماضي مقابل إنهاء ما وصفه بالحصار على قطاع غزة وإعادة إعماره.

توتر كبير

سيناريوهات كثيرة ومؤشرات مقلقلة في الساحة الفلسطينية تثير المخاوف من اندلاع مواجهة جديدة بين الاحتلال الإسرائيلي وقطاع غزة، بالإضافة إلى إطلاق صواريخ من القطاع تجاه البلدات الإسرائيلية، وهذا ما يؤكده مراقبون ومتابعون لـ"شمس نيوز"، مشددين على أن السيناريو الأكثر احتمالاً اندلاع حرب جديدة هدفها نزع سلاح المقاومة من غزة.

فكل الاحتمالات تشير إلى أن المرحلة القادمة ستشهد توتراً كبيراً بين قطاع غزة والجانب الإسرائيلي، وربما يؤدي ذلك إلى مواجهة جديدة بين الجانبين حال فشل جهود التهدئة ورفع الحصار عن قطاع غزة بشكل كلي، بحسب المحلل السياسي مصطفى الصواف.

ويشير الصواف خلال حديثه لـ"شمس نيوز" إلى أن الجانب الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية في غزة لا يريدون مواجهة الآن بينهما، موضحاً أن الطرفين يسعيان إلى استتباب الهدوء.

إسرائيل أفشلتها

وحسب اعتقاد المحلل السياسي، فإن إسرائيل أفشلت جهود بلير والتهدئة للحفاظ على مكانة الرئيس محمود عباس، "ولأن عباس يحقق مصالحها، فهي ليست بحاجة إلى أطراف أخرى"، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن هناك جهودا ستبذل من أجل الاتفاق الذي جرى في القاهرة وتطبيقه بشكل فعلي على أرض الواقع.

وأضاف المحلل الصواف: خاصة أن الجميع يدرك أن أي مواجهة قادمة ستكون آثارها كبيرة، وهم لا يريدون الوصول إلى هذه المرحلة على الأقل في الفترة الحالية، التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، من حصار شديد ودمار لم يتم إعماره وحالة غير مسبوقة".

ولأن أغلب سكان قطاع غزة يعارضون استئناف الحرب، لأنهم ما زالوا يلعقون جراح "الجرف الصامد"، التي راح ضحيتها 2.170 شهيدا، وعشرات آلاف الجرحى، و18 ألف بيت مدمرا ومصانع ومنشآت خربة، وعملية إعادة الإعمار ما تزال متعثرة، فإن حماس باعتقاد الصواف غير معنية بتوتير الأجواء، " وربما سيكون هناك جهد من أطراف غير بلير لكي تضع حداً للتفكير في موضوع مواجهة جديدة".

وفي السابع من يوليو/تموز 2014، شنت (إسرائيل) حربًا على قطاع غزة، سمّتها "الجرف الصامد"، انتهت في 26 أغسطس/آب 2014، فيما أطلقت عليها حركة "حماس"، التي تدير القطاع، اسم "العصف المأكول".

مازالت بعيدة

وعن فشل جهود التهدئة، قال عضو المكتب السياسي في حماس، م.زياد الظاظا في حديث لـ"شمس نيوز": تفشل أو لا تفشل فهي مسألة عادية، ونحن مازلنا حتى الآن لم ندخل في حوارات أو نقاشات أو مفاوضات في هذا الموضوع".

وأضاف: بالتالي هي لم تبدأ بعد حتى نقول بأنها فشلت أو لا، بالنسبة لنا مازالت بعيدة ولا يوجد في المدى المنظور مفاوضات جادة بالمسألة".

وكان توني بلير مبعوث الرباعية الدولية، يسعى إلى تثبيت وقف إطلاق النار بين المقاومة وإسرائيل، بالإضافة إلى أطراف دولية أخرى عبر تحقيق مطالب المقاومة بفك الحصار عن غزة وتسهيل الحياة الإنسانية فيها.

فصل غزة

المحلل السياسي، طلال عوكل، أكد أن مخطط إسرائيل معروف ومفهوم من إبرام تهدئة مع حماس، وهو فصل قطاع غزة وترك المجال لإقامة دولة غزة.

وبيّن عوكل لـ"شمس نيوز"، أن الاحتلال الإسرائيلي سعى لتهدئة من أجل تجميع الذرائع والمبررات لشن حرب أخرى على القطاع، مضيفاً: حتى تمرر إسرائيل مخططها تريد شن حرب جديدة هدفها الأساسي تدمير قدرات المقاومة".

فإسرائيل تعتبر المقاومة العقبة الكبرى أمام إبرام اتفاق هدنة مع حماس، في الوقت الذي تعمل فيه فصائل مقاومة غزة، على بناء الأنفاق وصناعة الصواريخ، كنتيجة لعملية "الجرف الصامد"، على حد اعتبار المحلل عوكل.

وأشار عوكل إلى أن الحرب يمكن أن تؤدي إلى مفاوضات تهدئة كالتي حصلت بعد حرب 2008 و 2012، مشدداً على أن إسرائيل لا يمكن أن تقبل بتهدئة إلا بضمانات مكتوبة أو عبر طرف ثالث.

وتابع بالقول: ليس هناك حل إلى أن يقوم الجيش الإسرائيلي بتدمير إمكانيات المقاومة، وبعدها تفضلوا وخذوا ما تشاءون واذهبوا بعيداً، مستدركاً: ولكن متى سيحصل ذلك، إسرائيل هي من يحدد متى وكيف، لأنها هي صاحبة الأهداف الخبيثة وهي التي تختلق الظرف المناسب لشن الحرب".

الجدير ذكره، أن إسرائيل توصلت في 26 آب (أغسطس) عام 2014 إلى تهدئة مؤقتة مع فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها «حماس»، بوساطة مصرية، وضعت حداً لعدوان دام 50 يوماً، وأسفر عن استشهاد 2200 فلسطيني وجرح 11 ألفاً آخرين، معظمهم من المدنيين، وتدمير عشرات آلاف المنازل، في حين قتل 27 إسرائيلياً، جلهم جنود.

اخبار ذات صلة