شمس نيوز / عبدالله عبيد
" أتوقع استشهاد ابني أيمن في أي لحظة من اللحظات فحالته الصحية صعبة للغاية، ودخل الآن مرحلة الخطر وتم نقله منذ أسابيع إلى مستشفى "أساف هاروفيه "، بعد أن بات مضرباً عن الطعام لليوم 82، وأنا لم أزره منذ أشهر"، بتلك الكلمات اختصرت والدة الأسير أيمن إطبيش وصف حالة ابنها المضرب عن الطعام منذ أكثر من ثمانين يوما.
لم تكفكف الأم الدمعة من عينيها، لتبدي قلقها الشديد على فلذة كبدها، ليٌغرق الحنين مهجتها علّها تجد من رحم المعاناة بريق أمل يجدد لقاءها بابنها الذي سرق الاعتقال الإداري على مدار سنوات طويلة عمره. وتقول لمراسل "شمس نيوز": لن يهدأ لي بال إلا عندما أرى أيمن، وخوفي عليه يزداد يوماً بعد يوم، بسبب تردّي وضعه الصحي، حيث أنه يعاني من آلام شديدة في كافة أنحاء جسده".
إضرابات عدة
وتتابع الحاجّة الخماسينية متحدثة عن وضع ابنها المعتقل في سجون الاحتلال: يلازمه صداع شديد ويتعرض لحالات إغماء متكررة، إضافة إلى أنه يتنفس اصطناعياً الآن"، منوّهة إلى أن إدارة السجون الإسرائيلية جددت الاعتقال الإداري له للمرة الثالثة.
ولفتت الوالدة اطبيش إلى أن ابنها اعتٌقِل مرات عدة لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مشيرةً إلى أنهم اعتقلوه ما يقرب من 12 عاماً على فتراتٍ متقطعة.
وتوضح أم أيمن أن هذا الإضراب الذي يخوضه هو الخامس له، معربة عن حزنها الشديد لعدم زيارتها نجلها منذ أكثر من عام بسبب عنجهية الاحتلال الإسرائيلي وسياسته الرامية لكسر عزيمة أيمن.
وطالبت والدة الأسير الجهات المسئولة والمعنية بشئون الأسرى بالتحرك العاجل لإنقاذ حياة نجلها وإخوانه في سجون الاحتلال، خاصة المرضى الذين يعانون أوضاعاً صحية صعبة للغاية.
ويتصدر الأسير اطبيش قائمة الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية احتجاجا على الاعتقال الإداري. فقد مضى على إضرابه 82 يومًا، ويمكث حاليا في مستشفى "أساف هاروفيه"، وسبق أن خاض إضراباً مماثلا العام الماضي استمر مائة وخمسة أيام.
الموت المفاجئ
من جهته حذر المحامي جواد بولس، مدير الوحدة القانونية في نادي الأسير الذي أنهى زيارة ظهر أمس الاثنين للأسير أيمن اطبيش، في مستشفى "أساف هروفيه" من خطورة الوضع الصحي للأسير.
وقال بولس إن "الأسير اطبيش معرض لحالة وفاة مفاجئة وفقاً لما نقله الأطباء خلال زيارتي، وذلك بعد مؤشرات جديدة خطيرة طرأت على وضعه الصحي، حيث بدأ الطاقم الطبي بتزويده بجرعات من الأوكسجين عبر جهاز للتنفس، وكذلك تم وضع جهاز آخر في قلبه بشكل دائم لمراقبة نبض القلب، بعد مؤشرات دلّت على وجود بداية لضعف في عمل عضلة القلب الأمر الذي قد يؤدي لإصابته بسكتة قلبية، كما يخشى الأطباء.
علاوة على ذلك، بيّن بولس أن طاقم من مصلحة سجون الاحتلال أجرى تدريباً للسجّانين على سرعة التصرف في حال تعرض اطبيش لسكتة قلبية.
في المقابل يصر الأسير اطبيش على مواصلة إضرابه المفتوح عن الطعام، طالما لا يوجد أية ردود على مطالبه التي تقضي بإنهاء اعتقاله الإداري، أو تحديد سقف هذا الاعتقال، بينما تستمر مصلحة سجون الاحتلال بسياسىة اللامبالاة وعدم الاكتراث بمطالبه.
وكان الأسير اطبيش العام الماضي قد خاص إضراباً مماثلاً استمر لمدة 105 أيام وانتهى باتفاق نكثته سلطات الاحتلال فيما بعد وأصدرت أوامر إدارية جديدة بحقه، كما أن السياق القانوني لم يسعف الأسير اطبيش في إضرابه فقد أصدر قاض في محكمة "عوفر" العسكرية قرارا بتثبيته إداريا لمدة ثلاثة شهور أخرى دون أدنى مراعاة لوضعه الصحي، وأشار في قراره أن على الأسير التوجه لمحكمة تختص بحقوقه وأن لا علاقة بين الإجراءات القانونية وإضرابه عن الطعام.
والجدير بالذكر أن الأسير أيمن هو من مواليد مدينة جالو الليبية عام (1980) عاش مغترباً خارج وطنه فلسطين وبلدته الأصلية "بيت جبريل " ليعود له في عام (1995) بعد غياب طال سنوات ليسكن خرساً قضاء الخليل, وهو طالب حيث لم يكمل دراسته الجامعية بسبب الاعتقالات المتكررة.