شمس نيوز /عبدالله مغاري
بالرغم من حالة الركود الاقتصادي التي تعيشها أسواق قطاع غزة هذا العام بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة والحصار ومحدودية الدخل من جهة, وارتفاع الأسعار في كثير من السلع من جهة أخرى, إلا أن أزمة العملات المساعدة " الفكة" التي تتجدد في كل موسم ظهرت هذا العام أيضا .
أزمة الفكة ليست بالجديدة بالنسبة للغزيين؛ فظهورها بدأ منذ أن دخل القطاع في دوامة الحصار قبل ثمانية أعوام تقريبا ,لتختلف حدتها عاما بعد آخر، واختلفت أسبابها أيضا, ففي مواسم كان شح العملة وعدم إدخالها لغزة سببا رئيسيا في وجودها, وسنوات أخرى كان قلق التجار وخوفهم من حدوثها سببا آخر.
بدأت تظهر
أبو محمد أبو حامدة صاحب، أحد محال بيع المواد الغذائية ,يؤكد أن أزمة الفكة بدأت بالظهور منذ أيام، عازيا ذلك إلى اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك ومحاولة الناس الاحتفاظ فيها ليقوموا بصرفها وتوزيعها خلال أيام العيد على أرحامهم .
وقال أبو حامدة لـ"شمس نيوز" :في هذه الأوقات من كل عام نعاني من أزمة الفكة وخاصة بعض الفئات النقدية كالعشرين شيقل مثلا والعشرة شواقل,هذا كله بسبب أن الناس يحاولون الاحتفاظ بها للعيدية".
ولفت بائع البقالة إلى أن المواطنين يفضلون في هذه الأيام الشراء بالأوراق النقدية فئة 50 و100 للحصول على الفكة، عادا ذلك سببا في حدوث الأزمة.
واستبعد أن يكون للوضع الاقتصادي أي علاقة بالأزمة الراهنة ليزيد بالقول :لا يوجد حركة تجارية لنقول إن هناك تبادل كبير للعملة، بل السوق يعاني من ركود, ولا يوجد بيع وشراء، لكن الأزمة موجودة فعلا وبدأت تظهر".
أما محمود عبدالهادي، وهو سائق سيارة أجرة، فيحاول الاحتفاظ بالفكة قدر المستطاع ليستخدمها خلال موسم العيد, ليقول: أنا أقوم بجمع الفكة والاحتفاظ بها لاستخدمها خلال أيام العيد، فإن لم أكن جاهزا سأقع في ورطة من الركاب".
ثقافة جديدة
المواطن وليد المبحوح يستبعد أن تكون أزمة الفكة الراهنة في قطاع غزة ناتجة عن شح العملة وعدم وجود السيولة ,لافتا إلى أن ما يحدث هو ثقافة جديدة وُجدت نتيجة خوف الناس والتجار من انقطاعها.
وقال المبحوح: لا أعتقد أن تكون الأزمة ناتجة عن شح الفكة، بل هي مفتعلة بدون قصد, صحيح قبل سنوات كانت هناك أزمة حقيقة لعدم توفر سيولة كافية ولكن اليوم يوجد سيولة ولا يوجد حركة في الأسواق للحديث عن أزمة".
أزمة مزدوجة
الخبير الاقتصادي سمير أبو مدللة، يرى أن أزمة العملات المساعدة "الفكة" في قطاع غزة تعود لأسباب مختلفة أهمها تأخير الاحتلال الإسرائيلي إدخال العملات المساعدة إلى غزة لفترة طويلة, بجانب قيام التجار والمواطنين بتخزينها.
وقال أبو مدللة في حديثه لـ"شمس نيوز":أزمة الفكة أزمة مزدوجة، سببها الأول يعود لتأخير الاحتلال إدخال العملات المساعدة منذ فترة لا بأس بها ,والسبب الثاني وهم التجار الذين يخبئون الفكة".
ونوه الخبير الاقتصادي إلى أن التجار يقومون بالاحتفاظ بالعملات المساعدة لفترة طويلة لتسهيل معاملاتهم التجارية مع الزبائن وخاصة في الأعياد والمناسبات ,لافتا إلى أن المواطن شريك في المشكلة من خلال قيامه بجمع العملات المساعدة من أجل تقديم ما يسمى بالعيدية للأطفال والأرحام.
وأشار أبو مدللة إلى أن كثيرا من التجار يقومون بتخزين كميات كبيرة من الفكة بجمعها من الأسواق والمقاصف المدرسية، ما يجعلهم المسبب الأكبر لحدوث الأزمة".
ويرى الخبير الاقتصادي أبو مدللة أن تعامل المواطن والتاجر بشكل طبيعي وشفاف في تبادل العملات المساعدة سيحل جزءً كبيرا من الأزمة التي تزداد حدتها في المناسبات.